فيما لا تزال أزمة حجب موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي في تركيا يثير أغبرة التوتّر وسيول الانتقادات، نسفت النيابة العامة التبرير الحكومي والرسمي لإغلاق موقع «تويتر» بعد تبرئها من إصدار قرار بالحجب.

وبينما شدّد الرئيس عبدالله غول على أنّ قرار الحجب غير جائز قانونياً، يخشى متصفحو الشبكة العنكبوتية من إقدام السلطات على حظر موقع «يوتيوب»، في الأثناء تعرّض احد مكاتب حزب العدالة والتنمية إلى هجوم بالمولوتوف لم يسفر عن خسائر.

ونسفت النيابة العامة بإسطنبول التبرير الحكومي والرسمي لإغلاق موقع «تويتر»، بعد إصرار الجهات الحكومية على أن القرار صدر بطلب من النيابة العامة. وقالت وكالة جيهان التركية إنّ النيابة العامة في إسطنبول أكّدت في بيان خطّي أنها «لم تُقدّم أي طلب ولم تصدر أي قرار بحجب موقع تويتر».

وأضافت وسائل الإعلام التركية نقلاً عن المصادر الرسمية أن الإغلاق يخضع لمقتضيات المادة العاشرة من قانون مكافحة الإرهاب، وبعد رفض «تويتر» طلب النيابة إغلاق حسابٍ مُزيّفٍ باسم الشاعر والكاتب التركي عصمت أوزل. وأكدت المصادر الرسمية أنّ «النيابة مُصرة على استمرار حجب الموقع حتى إغلاق الصفحة والحساب المذكور، وهو ما نفته النيابة في بيانها الأخير».

غير قانوني

بدوره، أعلن الرئيس التركي عبدالله غول أمس، أنّ «الحظر المفروض على موقع تويتر في تركيا سيرفع قريباً، مؤكداً أن موقع تويتر عين محامياً للتفاوض مع السلطات».

وقال غول لصحافيين في أنقرة، قبل أن يتوجــه إلى هولندا للمشاركة في قمة الأمن النووي، إنه «ليس ممكناً قانونياً إقفال الإنترنت أو مواقع إلكترونية مثل تويتر»، مضيفاً: «أعتقد أن المشكلة ستحل قريباً، بالطبع وضع مزعج لدولة متطورة مثل تركيا ذات ثقل إقليمي وتجـــري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، لذلك سيتم تخطيه قريباً».

تخوّفات حجب

ويخشى متصفحو الإنترنت في تركيا من إقدام السلطات على حجب موقع «يوتيوب» الذي يزوره الملايين منهم يوميًّا، لاسيّما بعد رفض إدارة الموقع طلب السلطات التركية رفع المقاطع المتعلّقة بقضايا الفساد والرشوة والمنسوبة لبعض المسؤولين في الحكومة.

ووفقًا لما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإنّ موقع «يوتيوب» ردّ على طلب الحكومة التركية إلغاء المقاطع التي تحتوي على تسجيلات تخصّ قضايا الفساد والرشوة وغسيل الأموال، ورفض بشكل قاطع حذف تلك التسجيلات، سواء تمّ الحصول عليها ونشرها بطريقة قانونية أو لا.

هجوم على مقر

في الأثناء، ذكرت مصادر أمنية تركية أن أحد مكاتب الدعاية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم تعرض لهجوم بزجاجات المولوتوف دون وقوع خسائر بشرية.

ونقلت وكالة إخلاص للأنباء التركية عن المصادر الأمنية قولها إن الهجوم الذي استهدف مكتب الدعاية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية في منطقة (باهتشلي إيفلار) التركية الليلة الماضية تسبب في إشعال حريق بداخله مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من إخماده في وقت لاحق.

تضييق خناق

على الصعيد، يشارك رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في حشد انتخابي كبير قرب مضيق البوسفور في مسعى أخير لتضييق الخناق على خصوم وصفهم في مطلع الأسبوع بـ «تحالف الشر» المتواطئ مع الإرهاب.

وفي اجتماعات انتخابية حاشدة متعدّدة في شتى أنحاء تركيا دافع اردوغان عن موقفه في مواجهة «فرد من بنسلفانيا» في إشارة إلى رجل الدين فتح الله كولن الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة متهما شبكة تأييد لكولن بنشر تسجيلات صوتية ملفقة على «تويتر» والدفع بتحقيقات جنائية للإيحاء بتورط الحكومة التركية وأسرة اردوغان في الكسب غير المشروع، فيما ينفي كولن هذه الاتهامات.

إهمال غزّة

ذكرت صحيفة «توداي زمان» التركية أنّ «رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورغم تأكيده على القضية الفلسطينية والأزمة الانسانية في غزّة، لم يعد يشير مطلقا الآن إلى هذه القضية رغم وضع الفلسطينيين الذي يزداد سوءا.

وذكرت الصحيفة أنّ غزة كانت واحدة من الأساليب التي استخدمها اردوغان لتلميع صورته في عيون الشعب التركي واجتذاب الناخبين وأصبح أردوغان واحدا من الزعماء الأكثر شعبية في العالم العربي عندما تحدى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في عام2009 ، كما لم يمنع السفينة «مافي مرمرة » من الابحار إلى المنطقة لكسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، مما أسفر عن أزمة دبلوماسية شديدة بين تركيا واسرائيل.