حدث في فلسطين ... سفاح القربى يحولّ "سماح" إلى "بائعة هوى"
حدث في فلسطين ... سفاح القربى يحولّ "سماح" إلى "بائعة هوى"

الخميس | 27/03/2014 - 03:21 مساءً

سماح (23  عامًا)، من شمال قطاع غزة، كانت ضحية لشقيقها الأكبر، الذي انتهكَ جسدها مراتٍ عدة حتى أصبحت "بائعة هوى".

في بادئ الأمر حاول شقيقها، وهو مدمن عقار "الترامادول" المخدّر، الاعتداء عليها وهي بعمر 16 عامًا، ففرَّت إلى الشارع واحتجزتها الشرطة احترازا، حتى تزوَّج بها رجل "شريف"، وفق قولها، إلا أن شقيقها عاد ليهددها بالتفريق بينها وبين زوجها إن لم تسرق لأجله، وبالفعل سرقت واكتشف أمرها، ما أدخلها السجن بجريمة السرقة، فكان ذلك سببًا في طلاقها..

عادت سماح هذه المرة إلى منزل شقيقها منكسرة الجناح، وبقي الفخ منصوبا لها، إذ أدمنت بمساعدته وزوجته على عقار "الترامادول" أيضًا، وكان من السهل عليه انتهاك جسدها المخدَّر حتى أصبح الأمر بالنسبة لها عاديا، خاصةً بعد اكتشافها بأن شقيقاتها الثلاث يعاشرنه معاشرة الأزواج.

امتهنت "الدعارة"، وأُلقي القبض عليها مؤخرا وقد تغيَّر شكلها، إذ "كشفت شعرها وارتدت جينز ضيقا ورافقت أكثر من شاب في ليلة واحدة"

مدير عيادة رفح النفسية الحكومية يوسف عوض الله قال، إن "الفتاة التي تتعرض لتحرشٍ جنسي أو اغتصاب، تتأثر نفسيًا بشكلٍ كبير ويؤثر الأمر عليها طوال عمرها"، مشيرا إلى أن الصدمة تكون مضاعفة إذا كان مُرتكب التحرش أو الاغتصاب من أقاربها.

ولفت إلى أنه في حالة سِفاح القُربى تستخدم الفتاة التي يقع عليها الجُرم حيلة دفاعية نفسية يطلق عليها علميًا "التوحد مع المُعتدي"، وهي عبارة عن انتقامها من الجاني الأول عبر ضحايا جدد، مؤكدا أن السِفاح "شذوذ وانحراف جنسي لا يخلو منه مجتمع في العالم".

وأشار عوض الله إلى أن مشاعر الكراهية والحقد تتولَّد في نفس الفتاة نحو الرجال، وتعزف بالتالي عن الزواج، مضيفًا: تتجه بعض الفتيات إلى تدمير الذات نتيجة الصدمة الكبيرة التي تتعرض لها، واستسهال الرذيلة هو أحد الطرق التي تجرّبها الفتاة المُتحرَّش بها أو المغتَصبة.

الباحث في انتشار سفاح القربى وانحراف المعتدى عليهن، يجد أن الأسباب الرئيسة تبدأ من الأسرة، اللبنة الأولى في بناءِ المجتمعات، إذ تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات حنان ضاهر "الصمت من الأمور السلبية الأبرز التي يرتكبها الأهل بحق بناتهن".

وتابعت: تسلك الفتاة التي تتعرض لسِفاح القربى طريقين، إما تستهون الأمر وتبحث عن إشباع رغبتها بطرق غير شرعية، أو ترتكب جرائم أخرى انتقاما من المجتمع.

وأكدت ضاهر أن 80% من سجينات سجن غزة، اللواتي قبض عليهن في قضايا أخلاقية، كنّ تعرضن منذ صغرهن للاعتداءات الجنسية من قبل الأهل أو الأقارب، إضافةً إلى أن بعضهن أُجْبِرنَ على مشاهدة أفلام وصور إباحية.

في المقابل، يُشير أخصائيون نفسيون آخرون إلى أسباب اجتماعية عدة رفعت من معدل جريمة سفاح القربى في قطاع غزة، حيث قال أخصائي الصحة النفسية والمجتمعية في عيادات صحتي النفسية الدكتور أحمد الخالدي إن بعض الحالات ظهرت في العائلات الممتدة التي تقطن في بيتٍ واحد، إذ تكون الضوابط الاجتماعية في ذلك الوسط ضعيفة مقارنةً بغيرهم من العائلات المنفصلة، فيما يكون الاحتكاك بين الأقارب أكثر.

وأضاف أن "غياب الوازع الديني لدى البعض سبب رئيس كذلك، ناهيك عن تكتُّم العائلات التي تشهد حالات سفاح قربى، وعدم معاقبة الجاني، الأمر الذي يؤدي إلى زيادتها".

وقدَّر الخالدي أنه بين كل ألف شخص تعرَّض خمسة لجرائم السفاح، غير أنها إحصائية غير رسمية وفق قوله، متابعا: نواجه مشكلة نظرة المجتمع الخاطئة لحالات الأمراض النفسية، فما بالك في حالات سفاح القربى؟.

وأشار الى أن كل الأسباب السابق ذكرها تنتج انحرافات سلوكية أو أمراض نفسية، حيث أن "الانحرافات السلوكية واردة جدا لأن الفعل ذاته هو انحراف سلوكي"، وقال إن الممارسين لفعل السفاح "يعزفون عن الزواج".

وذكرت المادة 155 التي تحمل عنوان "السفاح" من قانون العقوبات الانتدابي رقم (74) لسنة 1936 المعمول به في قطاع غزة، أن "كل من واقع بنتا غير متزوجة تجاوزت السادسة عشرة من عمرها ولم تتم الحادية والعشرين مواقعةً غير مشروعة أو ساعد أو عاون غيره على مواقعتها مواقعة غير مشروعة وكانت البنت من فروعه أو من فروع زوجته أو كان وليّها أو موكلا بتربيتها أو ملاحظتها، يعتبر أنه ارتكب جناية ويعاقب بالحبس مدة خمس سنوات".

وفي هذا الجانب، بينت المحامية فاطمة عاشور أن المادة "قاصرة من جوانب عدة"،  قائلة: نص القانون المعمول به على أن عقوبة اغتصاب القريبة عقوبته خمس سنوات، في حين حدد عقوبة اغتصاب غير القريبة 14 سنة، وكأنه يُشجّع على اغتصاب الأقارب، ناهيك عن أنه تحدَّث فقط عن اغتصاب القريبه الصغيرة غير المتزوجة ولم يذكر اغتصاب القريبة الكبيرة المتزوجة.

وقالت إن العادات والتقاليد دائما "لا تُجيز الإفصاح عن حالات السِفاح، والخوف يمنعهم من اتخاذ أي إجراء".
وتابعت عاشور: رغم أننا نسمع عن بعض القصص التي تصل الى الشرطة أو النيابة، إلا أنه عادةً ما يتم تغيير التهمة أو إغلاق الملف بعد إجراء صُلح للحفاظ على اسم وسمعة العائلة.

(المصدر: مونتور)

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44