تقرير: محمود السعدي

هنا شمال الضفة الغربية.. ولسنا في أفريقيا وقت المجاعة، فلن تضطر كفلسطيني أن تشاهد التلفاز من أجل الشعور بمعاناة أطفال الصومال من الجوع والفقر، أو أن تتابع معاناة أهالي مخيم اليرموك، لأجل أن تعرف هل سينتهي الحصار وتبدأ الحياة بالنبض؟.
أنت اليوم تعيش في واحدة من أكبر محافظات الضفة الغربية، ومن أكثرها نموًا اقتصاديًا، لكن الصورة، التي ظهرت بكل تفاصيلها في مخيم بلاطة شرق نابلس، حجبها صاحبها عن الرؤية خجلاً وتعففًا من الناس.
رب الأسرة (خ. ع)، (43 عامًا)، يعاني من آلام وغضاريف في العمود الفقري، أقعدته عن العمل في مهنة طلاء المنازل، بعدما نصحه الأطباء بعدم حمل الأحمال الثقيلة.
وتعاني العائلة المكونة من سبعة أطفال ووالدهم ووالدتهم من نقص الكلس والضعف العام في الجسم، نتيجة سوء التغذية، بل الأدهى والأمر من ذلك أن تأكل العائلة خبزًا مغمسًا بالماء فقط، بل ربما تشرب الماء الفاتر أحيانًا حينما لا تجد ما تأكله.
كما تعاني طفلة المواطن وهي أصغر أفراد العائلة، وتبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط من "نقص في الكلس، وضعف عام وحاد في بنية الجسم".
وشاءت الأقدار أن تقود مراسلنا إلى بيت هذه العائلة الغائر وزنها نتيجة نقص الغذاء، ليس هذا فحسب، وإنما تعاني أيضًا من نقصٍ في بعض أصناف الدواء مرتفعة الثمن.
يقول رب الأسرة، الذي طلب من وطن للأنباء عدم ذكر اسمه صراحة "لا نملك فراشًا كافيًا للأطفال، ولا نملك أدوات الحياة الأساسية اليومية، كالآخرين".
وتابع: لم أتقدم إلى أي جهة رسمية أو أهلية من أجل المعونة، ولكن لم يبقَ لدينا إلا انتظار الموت.