صحراء الرشايدة الفلسطينية: إبداع رباني...إستهداف إسرائيلي...إهمال فلسطيني
صحراء الرشايدة الفلسطينية: إبداع رباني...إستهداف إسرائيلي...إهمال فلسطيني

الأحد | 27/11/2011 - 10:31 صباحاً

 تعني الرحلة في ربوع قرية الرشايدة الى الشرق من بيت لحم وصحرائها الواسعة الكثير لمن يخوض غمارها، فهي توصلك الى البحر الميت شمالا في ظل رحلة متعبة لتصل الى مناظر خلابة لا يمكن ان يتصورها العقل.
في هذا الاطار بادر المهندس الزراعي نادي فراج المستشار في جمعية الشبان المسيحية لتنظيم زيارة لعدد من فعاليات مختلفة لكي يخوضوا غمار هذه الرحلة، وذلك بالتنسيق مع نشطاء من قرية الرشايدة لتحقيق عدة اهداف من بينها التعرف على تضاريس هذه المنطقة الشبه مهملة وكذلك للوقوف الى جانب اهالي القرية البدو لما يتعرضون له من هجمات اسرائيلية واستهداف دائم حيث تستغل اسرائيل بعد هؤلاء السكان عن محيطهم وتحاول الاستفراد بهم، هذا اضافة الى التعرف عما تقدمه جمعية الشبان المسيحية من دعم للبنية التحية لعرب الرشايدة، الذين بالفعل يقدرون هذا الدعم ويقدرون ايضا الجهد الذي يبذله فراج ولما يكتنز من حرارة باتجاههم حسبما قالوا.

ان الانطلاق من وسط بيت لحم باتجاه الرشايدة يحتاج للتحضير والاستعداد لان القرية اولا تبعد نحو 25 كيلو متر اذ تخترق السيارات مناطق جميلة بكل انواع التضاريس جبالا وسهولا ووديانا ولكنها مليئة بالطرق الالتفافية وبالتالي سيارات المستوطنين والجيش على حد سواء ومن ثم منازل المستوطنات المنتشرة على مساحات واسعة وسط فراغ كبير للسكان الفلسطينيين، وعندما وصل الوفد الزائر ان جاز التعبير الى صحراء الرشايدة كان في استقبالهم عدد كبير من البدو شبانا ورجالا واطفالا وشيوخا في مظاهر حماسية شديدة فهم الذين تعودوا عبر التاريخ على استقبال الضيوف واكرامهم وهي من شيم العرب فكان الزائرين قد سقطوا عليهم من السماء وكل همهم ان تتكلل الرحلة بالنجاح فتم اركان سياراتهم عند نقطة معينة ليتم تامينها والانطلاق في سيارات اكثر تحملا طريق الصحراء الخطرة ويقودها سائقون من القرية حيث بدات هذه السيارات تقتحم عباب الصحراء باتجاه البحر الميت فاستغرقت الرحلة نحو الساعتين وحقيقة كانت متعبة للغاية اضافة الى الخوف الذي يعتري الراكبين نظرا لان السيارات تقفز بعض الشيء الى الاعلى وامام مطبات خطرة ولكن سرعان هذا الخوف ما يتبدد لان المرء يدرك انه مع سائقين مهرة امناء في مهمتهم، وبعد معاناة اختراق هذه الطريق تجد نفسك امام البحر الميت وتشاهده من نقطة مرتفعة للغاية وتشاهد ايضا الشارع المحاذي له وكذلك السيارات المارة فيه والمحاذية للبحر.

لا يمكن لاي زائر من هذه الطريق الا ان يعبر عن اندهاشه فلدى الوصول الى مشارف البحر الميت بدأ المشاركون في هذه الرحلة يلتقطون صورهم وجميعهم ورغم انهم من النشطاء والمسؤولين ولهم من العمر سنيا الا انهم لم يخوضوا غمار هذه التجربة بعد بحسب ما قاله محمد طه نائب محافظ بيت لحم والذي اكد ان هذا الجزء من الوطن هو غائب عن بال الاهالي للوصول اليه نظرا للصعوبة من جه وللخطورة التي تشكلها اسرائيل عليهم.

في طريق الصحراء فانك تشاهد تلالا صحرواية صغيرة الحجم وكبيرة في سلسلة متواصلة لا تنتهي كما انك تشاهد ابارا لتجميع المياه وجميعها من الزمن الكنعاني من بينها ما تم ترميمه من قبل جمعية الشبان المسيحية ومن بينها ما تم هدمه بعد الترميم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تبقى تلاحق الاهالي في كل خطواتهم فممنوع عليهم البناء وممنوع عليهم الرعي في مناطق اخرى وممنوع عليهم استخدام مناطق برمتها حتى في السير والمرور، كما انك تشاهد سرابا من الجمال التي يطلقها اصحابها في وسط الصحراء بدون خوف كيف لا وان الجمل سفينة الصحراء، اذ شوهدت هذه الجمال وهي تقف لا تابه لحالة الطقس الحارة.


وبعد الوصول الى المبتغى وقف فواز الرشايدة رئيس المجلس القروي في القرية ليجيب على اسئلة الحضور التي انهالت عليه من كل حدب وصوب شارحا عن طبيعة المنطقة ومساحتتها الواسعة مشيرا الى انها تشكل حلقة وصل بين شمال فلسطين وجنوبها اذ انها علاوة على وصولها للبحر الميت فهي ايضا لها طريق الى بئر السبع ومنطقة عراد في الجنوب كما قال وهي طريق صحراوية ايضا مع ملاحظة ان الطريق الى بئر السبع كانت مفتوحة حتى قبل نحو عشرين عاما، كما اوضح بان جزء من هذه المنطقة خصصتها اسرائيل كمحمية طبيعية، فيما تسخدم مناطق اخرى للتدريب العسكري اذ غالبا ما يتعمد الجيش الاسرائيلي من ترك مخلفاتهم العسكرية في هذه المنطقة لتنفجر في رعاة الاغنام والمواطنين مما ادى الى وقوع ضحايا من شهداء وجرحى ، وكافة الاراضي المشار اليها هي ممنوعه على الفلسطينيين، كما تطرق الرشايدة الى البحر الميت باجزاءه سواءا تلك التي تعتبر ضمن مناطق الـ48 بما فيها عين جدي اذ بطبيعة الحال ممنوعه على الفلسطينيين، ولكن ايضا تلك الشواطيء التي تعتبر من مناطق الـ 67 ايضا ممنوعه على الفلسطينيين، وسرعان ما يتم ملاحقتهم لدى مشاهدتهم بمحاذاة هذه الشواطيء وايضا لدى مشاهدتهم في ربوع الصحراء ذاتها.
ولذلك يقول نادي فراج ان على وزارة السياحة اتلفلسطينية ايجاد سبيل او طريقة لكي تستقطب السياحة الداخلية الى هذه المناطق النائية كي لا تصبح السيطرة الاسرائيلية امرا واضحا فلربما يتم تسيير حافلات مناسبة الى هذه المنطقة كي تصبح متنفسا للاستجمام الفلسطيني.
وتناول المشاركون في هذه الفسحة على مشارف البحر التي لم تتجاوز النصف ساعة طعام الغداء الذي اعده عرب الرشايدة والمعروف بـالزرب ليعودوا الى ادراجهم وكانوا يتحسبون لرحلة العودة اتلتي سترجهم رجا بحسب وصف سامي مروة مدير التربية والتعليم في محافظة بيت لحم ، حيث كانت الرحلة مرهقة تماما كونها خاطفة من جهة ولطبيعة المنطقة من حجهة اخرى، حيث شبهها رجل الاصلاح والشاعر الشعبي ناصر التعمري بانها كمصراته في تشبيه للصحراء في ليبيا لا سيما وانه قد جرى استخدام سيارات من نوع "ميتسوبيشي" وازوزكي" كتلك التي كان يستخدمها الثوار في ليبيا كما اطلق عليهم.
لا يمكن ان تتم هذه الرحلة الا وان تسمع عن الاهمال الرسمي لهذه المنطقة والاهالي يريدون دوما دعما واسنادا لهم لمواصلة الصمود فتعتبر القرية من بين المناطق الغنية بالثروة الحيوانية اذ يبلغ عدد رؤوس الاغنام نحو 20 الف راس تتناقص باضطراد لاسباب مختلفة من بينها نقص مياه الامطار وعدم مقدرة الرعاة على الايفاء بالالتزامات وذلك لا بد ان يكون هناك اهتماما اكثر لمساعدتهم على الصمود.

 

تقرير الزميل الصحفي نجيب فراج - صحيفة القدس



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39