خاص طقس فلسطين
م.محمد موفق جانم
م.سامر داوود طروة
سننشر فيما يلي التقرير الذي انتشر عبر وكالات الأنباء وسنضمن تعليقنا في أسفل التقرير
اظهر تقرير صادر عن "مختص اسرائيلي" بأن صحراء النقب تمتد نحو الشمال في ظل تناقص واضح في هطول الرواسب في مناطق الشمال، والتي تحدد الى حد كبير مدى التصحر.
طقس فلسطين : حمل التقرير كثيراً من المغالطات والأخطاء ، فاذا أردنا أن نحكم على الأداء الموسمي يجب أن يكون هناك مرجع صحيح يستند اليه فتقارن الارقام بالأرقام ولا يصح أن نستند على موسم متطرف كموسم 1991-1992 الذي يعتبر موسماً غير عادي وغير طبيعي نظراً لكمية الهطول وعدد العواصف الثلجية فيه ويعتبر الموسم الأكثر مطيراً منذ قرنين تقريبين على الأقل ان لم يكن أكثر ،فموسم العام 1992 لم يكن متطرفاً في فلسطين فحسب بل كان في كافة انحاء العالم نتيجة لعدة عوامل من بينها ثوران بركان بيانناتوبو في الفلبين والعديد من البراكين الأخرى حول العالم والتي أدت الى انخفاض كبير على درجات الحرارة العالمية وتأثر مناطق واسعة من العالم بأجواء مُتطرفة صاحبها درجات حرارة مُتدنية جداً وعواصف ثلجية ,اضافة الى ذلك كان هناك نشاط شمسي مُرتفع وهو ما عاد بالأثر الأيجابي على فلسطين.فاجتماع هذه العوامل إضافة الى عوامل اخرى كانت سائدة هو ما ادى بإذن الله الى رطوبة وبرودة ذاك الموسم في المنطقة , فما يحكمنا هو المعدل السنوي الاعتيادي وليس غير ذلك . وإذا ألقينا نظرة على الهطولات السنوية في فلسطين خلال القرن التاسع عشر والعشرين والقرن الحالي يتبين ان الأمر هو أمر طبيعي جداً ودوري بل إننا عايشنا مواسم جافة بشكل غير معتاد في القرن الماضي ففي موسم عام 1951 -1952 كان أكبر هطول في الضفه الغربية لا يتجاوز 320 ملم وهذا أقل من 50% من المعدل المطلوب ،أيضاً في موسم 1959-1960 لم يتجاوز الهطول 360 ملم في أحسن المناطق في الضفه كذلك في موسم 1978-1979 بلغ الهطول 350 ملم فقط كأعلى هطول وهو لا يتجاوز 60% من المطلوب ، وكانت معظم السنوات من عام 1950 حتى اليوم في مجملها عادية باستثناء مواسم قليله كانت متطرفة اما سلباً أو ايجاباً ، جدير بالذكر أننا تعرضنا لمواسم أخرى مطيرة بعد العام 1992 وهذا رد آخر على هذه المغالطة ، ففي موسم 2002-2003 تجاوزت كمية المطر في مدينة نابلس على سبيل المثال 1065 ملم بينما تجاوزت 800 ملم في القدس وهذا أعلى من المعدل بفرق هائل .وقد أحصينا أكثر من 8 مواسم كانت أعلى من المعدل العام منذ عام 1992 أي ان ذاك الموسم لم يكن علامة فارقه انتهت معه الهطولات الاعتيادية بل لقد تجاوزنا المعدلات أيضاً !فلو أخذنا بحديث هذا المُختص والذي يتعامل مع موسم 1991-1992 كأنه هو الموسم الوحيد الذي كان مطيرا في المنطقة لأعتبرنا ان القرنيين الماضيين كانا فترة جفاف في فلسطين في 197 موسم وفقط ثلاثة مواسم كانت مطيرة وليست حتى كموسم العام 1992 .
لكن ما نلاحظه هو قلة الأمطار على الجنوب الفلسطيني بشكل أوضح من ذي قبل في المواسم السابقه وهذا شيء طبيعي جداُ نظراً لطبيعية دوران الغلاف الجوي خلال السنوات الأخيرة والتي أدت الى تمركز مُرتفعات جوية قريبة من المنطقة بشكل مُستمر حالت دون تقدم المُنخفضات الجوي جنوباً للتأثير على هذه المناطق ,ناهيك عن قلة النشاط المداري خلال السنوات الأخيرة والذي كان ناتجاُ عن سيادة الظاهره المناخية المعروفة باسم"النينا" والتي عملت على تبريد المسطحات المائية جنوباً وبالتالي ضعف حالات عدم الأستقرار والتي تعتمد عليها مثل هذه المناطق بشكل كبير في الهطولات المطرية ، لكن المناطق الشماليه لم تقل فيها الامطار بتاتاً بل العكس أحياناً كانت تزيد عن معدلاتها .
أما بخصوص تفسير الأحوال الجوية التي تم الحديث عنها في التقرير والمتعلقه بالهطول المطري خلال هذا الموسم وكيفية أدائه فإننا نقول أن هذا مرده الى ظواهر مناخيه تسود حول العالم يكون لفلسطين نصيب من تأثيراتها ففي هذا الموسم تسود ظواهره مناخية تُعتبر ايجابية للمنطقة وهو ما جعل من هذا الموسم بارداً ماطرأ حتى الان وهو مُخالف تماماً لما حدث خلال سنوات ماضية حيث سادت هذه الظواهر المناخية بمراحل سلبية جداً بالنسبة للمنطقة وهو ما أنعكس بمواسم دون مُعدلاتها وهي السبب في حدوث فوارق زمينة بالهطول تكون متباعده فيما بينها ، وهذه الظاهرة المناخيه لا يمكن تفسيرها على أنها مؤشر لمناخ صحراوي قادم أبداً ! بل إن هذا جهل كبير بحقيقة هذه الظواهر الاعتيادية التي تحدث عبر العالم من وقت لآخر وقد سادت خلال القرن الماضي وستسود من وقت لآخر لاحقاً وهذا أمر اعتيادي في الدورات المناخيه .
جدير بالذكر أن موقع طقس فلسطين عبر الباحث المناخي في الموقع م.سامر داود طروة كان قد أعد دراسة حول الاحوال الجوية المناخيه التي قد تسود مستقبلاً وقد تبين أن المنطقة معرضة للتغيير الايجابي وليس السلبي خصوصاً مع البدايات المتوقعه لعصر جليدي مصغر خلال العقدين القادمين أو أبعد قليلاً وقد أظهرت الدراسة ان ما تتأثر به المنطقة من ارتفاع أو انخفاض في كميات الأمطار ليس له علاقة بإي نشاط بشري وان ما يحدث حالياً هي دورات طبيعية تمر بها المنطقة وتستمر هذه الدورات مدة 20-30عاماً وتتبع هذه الدورات النشاط الشمسي والظواهر المناخية الأخرى كظاهره التذبذب القطبي الشمالي وحركة الرياح وقيم الأوزون في أعالي الغلاف الجوي بالاضافة الى حرارة المسطحات المائية حول العالم.
وهنا يتسائل موقع طقس فلسطين عن سبب نشر مثل هذا التقريرفي الوقت نفسه التي نُشرت فيها تقاير أخرى حول العالم تتحدث جميعها عن جفاف ستتأثر به مناطق واسعة من العالم؟ولماذا هذه التقاير خرجت الان فقط في الوقت الذي يُعقد فيه مؤتمر المناخ في جنوب أفريقيا ؟ولماذا يتم التركيز على ارتفاع دجات الحرارة والجفاف فقط بينما لا يُنشر اي تقرير حول التبريد الكبير الذي تتأثر به مناطق واسعة من العالم الان,ولماذا لم يذكر هذا المُختص شيئاً عن الأمطار التي تساقطت خلال الشهر الماضي وتجاوزت مُعدلاتها في مناطق واسعة من البلاد؟فهذا الشهر كان مطيراً ايضا ,ولماذا لم يذكر هذا المُختص الأسباب العلمية لمثل هذه الأحداث ؟ولماذا لم يذكر هذا المُختص شيئا عن فصل الخريف الحالي الذي يُعتبر الأكثر برودة مُنذ العام 1986م؟ولماذا يكذب هذا المُختص حول سلوك درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة؟ولماذا لم يذكر هذا المُختص ان درجات الحرارة في المنطقة كانت ادنى من مُعدلاتها خلال الأسابيع الماضية في النهار وفي الليل وليس في الليل فقط؟
والله تعالى أعلم
الفجر | 04:32 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:15 |
العشاء | 08:43 |