عروض عيد الميلاد تبهج شوارع هلسنكي والزينة تلمع في واجهات المحلات التي غصت بالعملاء الباحثين عن هدية، لكن ثمة ما ينقص مشهد العيد هذا.. الثلوج!

غياب الرداء الأبيض الذي يغطي عادة فنلندا في هذا الفصل لا "يسيء" فقط لسكان المدينة الذين يحلمون بليلة عيد وسط الثلوج.

فهو يضرب عددا من النشاطات المرتبطة بهذا الذهب الأبيض، لا سيما محطات التزلج ومحلات الأدوات الرياضية والشركات المتخصصة في إزالة الثلوج.

وتشهد هلسنكي مناخا معتدلا غير معتاد في شهر كانون الأول/ديسمبر. فهي مغطاة فقط بطبقة رقيقة جدا من الثلج.

ويشير المتخصص في الأرصاد الجوية بولي يوكينين إلى أنه "بداية شهر كانون الأول/ديسمبر، كانت الحرارة تسجل ست درجات أكثر من المعتاد في هذه الفترة".

وبذلك يؤكد هواجس عدد كبير من الفنلنديين، خصوصا أهالي المناطق الجنوبية الأكثر اعتدالا. فيقول "نتوقع أن يحل عيد الميلاد من دون ثلوج في جزء كبير من جنوب فنلندا وغربها".

وكان فصل الخريف الذي أتى بصورة استثنائية أقل بردا من المعتاد، أدى إلى إلغاء حدثين أساسيين خاصين برياضة التزلج على الثلوج في ليفي وهو مضمار لألعاب الشتاء في شمال البلاد.

وتشرح تاريا نيكانين المسؤولة التجارية عن محطة التزلج في ليفي أنه "بسبب غياب الثلوج، اضطررنا إلى إلغاء فعاليات في إطار كأس العالم وكأس أوروبا، وهما من أبرز الأحداث التي تجري في المنطقة".

وتتابع بحسرة "نتمتع بأفضل تجهيزات لإنتاج ثلج اصطناعي، لكن يتعذر علينا استخدامها بسبب درجات الحرارة التي لا تأتي منخفضة بشكل كاف لتحافظ على الثلوج المستحدثة".

وخلال الأيام القصيرة التي تشهدها بلدان شمال أوروبا خلال فصل الشتاء، يخفف الثلج من حدة الظلمة وكذلك من الكآبة التي تضرب عموما سكان هذه المنطقة في هذا الفصل الذي تغيب فيه الشمس خلال فترة بعد الظهر.

ويعاني بعض الأشخاص مشاكل عاطفية تؤدي إلى فترات إحباط تعزى بحسب الباحثين إلى نقص تعرضهم إلى أشعة الشمس.

وقد ألقى غياب الثلج الذي حلت مكانه الأمطار الغزيرة، بظلاله على التجار أيضا بحسب يانا كورينويا من الجمعية الفلندية للتجارة.

وأشار استفتاء أجري مؤخرا إلى أن 42% من التجار المنضمين إلى الجمعية أقروا بأن الأحوال الجوية قد أثرت سلبيا على نشاطاتهم.

فتشرح يانا كورينويا "تشهد عادة الألبسة الشتوية مبيعات مرتفعة خلال موسم الميلاد. لكن الحال اختلفت هذه السنة. ولم توفر الأزمة من شرها معدات التزلج، فيقول أصحاب المتاجر الرياضية أنهم لم يتمكنوا من تصريف منتجاتهم الخاصة بالشتاء".

لكن المعادلة انعكست بالنسبة إلى الأجهزة الإلكترونية التي ارتفعت مبيعاتها مقارنة مع فصلي الشتاء الماضيين عندما كانت مواقف السيارات غارقة تحت الثلوج، الأمر الذي صعب على العملاء تحميل هذه الأجهزة، بحسب ما تقول يانا كورينويا.

ويبقى أن الأمل ما زال حيا لدى محبي الثلوج وبعض التجار وحتى السلطات البلدية في هلسنكي. فهم متأهبون، في حال فاجأتهم الثلوج وسقطت...

تقرير منقول عن رويترز