كم واحد منا أرهقه العمل ويحلم بقضاء إجازته في الفندق الفلاني على الشاطئ الفلاني أو أن يسافر إلى تلك الدولة البعيدة باحثا حسب وصفه عن "شم الهواء وتغير الأجواء" أليس هوائنا هواء أم أجواءنا ليست بأجواء تحس من لحن الحديث أننا نعيش في ارض خواء بل هي صحراء , انسي أنها ارض الآباء أم لا ترى عيناه هذا السهل الأخضر المنبسط  المتأصل بعروبته في عمق التاريخ من قبائل بني عامر العربية الأصيلة التي حطت في هذه الأرض فأحبتها وعرفت قيمتها فاحتضنتها سهولها وأوديتها وأبت إلا أن تخلد ذكر هؤلاء المحبين فنقشت اسمهم على جبينها وتغنت بذكرهم إلى يومنا هذا , أم غلفت إبصارنا فلا نميز ما حولنا من جمال منتشر زهور وطيور وهواء عليل وغرتنا ثقافة الدخيل لو رأيناه دخل حجر ضب لدخلنا وراءه  .

فحدث ولا تبالي بمن يقول قد بالغت وأصابك الجنون بذكر النعم واجعل قدوتك في الحديث خير البشر الموصوف بوحي السماء "وما أنت بنعمة ربك بمجنون" واسطر بقلمك هذه النعم واختمها بحمد لله على ما وهب ولا تكن عبدا للمال والذهب تقتدي بشر البرية عنادا أبي لهب . أقتضب الحديث بما قد سلف وأملي أني قد أصبت العلام بهذا الكلام ووقعت حروفي على ما أردت من الدرر.

بعد شهور من العمل وفقت لإجازة ,  أسبوعان من الزمان فإما جواز سفر ورحلة شرق النهر وإما مكوث في الديار جنين ارض الجنائن والبساتين وبحث عن صور الجمال, فحزمتها الثانية  والله الموفق .

وبدأت رحلتي للبحث عن الجمال واثبات أن في هذه الأرض ما يسر الناظرين فكانت جولتي الأولى في سهول مرج ابن عامر العامرة بزرعها وبأهلها الطيبين وعدت لكم ببعض الصور لأترك لكم القرار "سفر خير أم بقاء بالديار؟"

واتبعتها  بزيارة إلى جبل أشم , حاضرة الشمال سمي " حريش ", بطلته البهية يعانق السحاب , فتلوح لك الآفاق , منه ترى ساحلنا السليب غربا والأغوار  شرقا ولا ننسى مرج صانور  المهيمن بجماله على المشهد  فتجتمع لك البلاد في مكان واحد , ولكم بعض الصور لأترك لكم القرار " سفر خير أم بقاء في الديار ؟ " .

 تقرير مقدم من موقع بوابة جنين مشكورين جميعا