في حالة ضرب زلزال سواحل شرق المتوسط... سواحل فلسطين معرضة لأمواج تسونامي قوية.. يافا وحيفا وأسدود وعسقلان وغزة الأكثر تضرراً
في حالة ضرب زلزال سواحل شرق المتوسط... سواحل فلسطين معرضة لأمواج تسونامي قوية.. يافا وحيفا وأسدود وعسقلان وغزة الأكثر تضرراً

الخميس | 02/08/2012 - 09:59 صباحاً

 بعث الزلزال المدمر في اليابان العام الماضي وما أعقبه من أمواج تسونامي مخاوف حدوث زلزال قوي في شرق البحر المتوسط ومن ثم أمواج تسونامي في السواحل الفلسطينية والعربية.  وخلافا لليابان، فالشعب الفلسطيني والشعوب العربية لن تصلهم إنذارات مسبقة حول حدوث التسونامي.  وتتوقع التقديرات العلمية بأن تضرب أمواج تسونامي الساحل الفلسطيني فقط في حال حدوث زلزال بمسافة لا تزيد عن مئة كيلومتر عن الساحل، وبقوة 6 درجات وما فوق على سلم ريختر. 

ويقول خبراء في الجيولوجيا والزلازل بأن سواحل فلسطين معرضة لأن تضرب بأمواج تسونامي قوية.  ويعتقد باحثون إسرائيليون في الجامعة العبرية أجروا بحثا حول السيناريوهات المحتملة للزلازل وأمواج تسونامي في فلسطين، بأن أمواج تسونامي قد تغرق نحو 20% من مساحة حيفا، و20% من مساحة نهاريا أيضا.  ودرس الباحثون الاحتمالات المختلفة لتأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر على الشواطئ الفلسطينية، علما بأن هذا الارتفاع يتواصل منذ سنوات بسبب التغيرات المناخية.  كما بحثوا في احتمالات متطرفة أكثر، كأمواج تسونامي تحديدا. 

ويفترض بالسكان القاطنين في المناطق الساحلية الابتعاد عن الشواطئ فور شعورهم باهتزازات أرضية قوية.  ومن المؤشرات الإضافية لاحتمال حدوث تسونامي، والتي قد تظهر أحيانا في بعض الشواطئ؛ الهبوط السريع في مستوى سطح البحر والتراجع الكبير في خط المياه باتجاه الغرب.

وقد ضربت الساحل الفلسطيني، في الماضي، بضع أمواج تسونامي؛ علما بأن معظمها حدث بسبب الانزلاقات في القشرة الأرضية البحرية، إثر زلازل حدثت في منطقة البحر الميت.

وبحسب الخبراء، في حال ضربت فلسطين أمواج تسونامي بارتفاع ستة أمتار (وهو الارتفاع الأقصى المتوقع لارتفاع الأمواج في منطقتنا)؛ فإنها لن تضرب جميع الشواطئ الفلسطينية.  وتقول المعطيات بأن مثل هذه الأمواج ستغرق حوالي 23.5% من مساحة حيفا؛ أي 14 كيلومتر مربع.  وستغرق نحو 10% من مساحة تل أبيب-يافا.  ويتوقع أن تغمر أمواج تسونامي مساحات كبيرة من مدينة حيفا.  وتشمل تلك المساحات المنطقة الصناعية بحيفا، وما يعنيه ذلك من إصابة المصانع التي تنتج مواد كيماوية خطرة. 

وسجلت في القرن الماضي، وتحديدا في عام 1956، حالة تسونامي واحدة تم توثيقها في ميناء يافا؛ وذلك إثر زلزال حدث في منطقة بحر إيجه.  وفيما عدا ذلك، تشير التقديرات إلى أنه في الألفي سنة الأخيرة واجهت شواطئ المتوسط نحو عشر حالات تسونامي.  ويتحفظ الجيولوجيون من هذه المعطيات، باعتبار عدم وجود توثيق كامل وشامل لهذه الظاهرة في منطقتنا، وبالتالي، قد تكون حالات تسونامي إضافية ضربت شرق المتوسط.

ويجري حاليا عمل إقليمي في البحر المتوسط لتحسين قدرة الإنذار بحدوث أمواج تسونامي.   

وبحسب خارطة المواقع الساحلية الأكثر احتمالية للتعرض لأمواج تسونامي، تبرز بشكل خاص منطقة شمال يافا، بالإضافة إلى حيفا وأسدود وعسقلان وغزة.  وقد تستمر الموجة الواحدة فترة طويلة نسبيا، مغرقة الشواطئ بكميات ضخمة من المياه.

ما هي أمواج تسونامي؟

تتكون هذه الأمواج، في أغلب الأحيان، نتيجة للاهتزازات المرافقة لحدوث الزلزال في قعر البحار، وقد تصل سرعتها إلى 800 كم / ساعة.  وليست الزلازل هي السبب الوحيد في حدوث أمواج تسونامي، وإن كان أكثر من 80% من التسونامي يحدث في أعقاب الزلازل.  فقد تتولد أمواج تسونامي بسبب الانفجارات البركانية أو الانهيارات الصخرية في قاع البحار أو في المناطق الساحلية، أو إثر ارتطام أجسام فضائية كالنيازك (من طبقات الجو العليا) بسطح البحر.  وكثيرا ما يتم الخلط بين أمواج تسونامي وأمواج المَد أو الأمواج البحرية العادية.  أمواج تسونامي ليست موجات مَد، ولا أمواجاً بحرية عادية.  أمواج المَد (عكس الجَزْر)، كما تعلمنا في الصفوف الدنيا، تحدث يوميا بسبب تفاعلات الجاذبية بين القمر والشمس والأرض. 

أما الموجات البحرية فتتولد نتيجة لاحتكاك التيارات الهوائية مع سطح البحر، وهي، غالباً، أمواج سطحية محدودة الارتفاع، ولا تتجاوز المسافة بين الموجة والأخرى 30 مترا.  بينما ما يميز أمواج تسونامي التي يكثر حدوثها في المحيطين الهادي والهندي، أنها طويلة جدا، وعميقة.  فقد يصل طولها إلى140 كيلومترا، وعمقها قد يتجاوز عشرة كيلومترات.  أما متوسط سرعتها فيتراوح بين 750 – 800 كيلومتر في الساعة، وهي تتناقص كلما انخفض عمقها. وعندما تقترب أمواج تسونامي من الشاطئ تنخفض سرعتها، لكن ارتفاعها يزداد بسبب ارتطامها بأرضية الشاطئ، محدثة رد فعل يؤدي إلى تضخيم فجائي للموجة.  وقد يتراوح ارتفاعها (عندما تصل إلى الشاطئ) بين 30 إلى 40 مترا فوق سطح البحر.

وقد يتواصل اندفاع أمواج تسونامي من بؤرة الزلزال في جميع الاتجاهات (بمعدل سرعة 800 كم / ساعة).  وقد تتواصل هذه الأمواج أكثر من ساعة، بل قد تمتد بضعة أيام، بسبب الزلازل الارتدادية التي قد تحدث بعد الزلزال الرئيسي.  إذن، طاقة أمواج تسونامي تُسْتَمَد من حركة الأرض (الانزلاقات في القشرة الأرضية)، وليس من الرياح. كما أن الفترة الزمنية بين إحدى أمواج تسونامي والموجة التي تليها قد تصل إلى أكثر من ساعة كاملة.  وتمتلك تلك الأمواج قوة تدميرية هائلة، إذ قد تصب نحو 100 ألف طن من الماء على كل متر مربع من الشاطئ؛ وبالتالي قد تتسبب في خسائر أفظع من خسائر الزلزال نفسه.  فهي تجرف رمال الشواطئ، وتقتلع الأشجار، بل قد تدمر مدنا وقرى بأكملها.  ومن فرط قوتها، تحمل أمواج تسونامي الصخور الضخمة التي تُثَبَّت في البحر لصد الأمواج (كواسر الأمواج)، والتي قد يصل وزن الصخرة الواحدة منها عشرين طنا، حيث تقصفها أمواج تسونامي مسافة عشرين مترا.  
ومساحة تأثير أمواج تسونامي كبيرة جدا.  ففي حال كون قوة الزلزال كبيرة جدا، أي 9 درجات حسب مقياس ريختر (كما حدث في زلزال جنوب أسيا في كانون الأول 2004)، فقد تصل الأمواج إلى مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن المركز السطحي للزلزال.

 

المصدر : العدد 35 من مجلة آفاق البيئة والتنمية



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19