حذر مركز متخصص في متابعة التغييرات المناخية من أن إنتاج القمح في الشرق الأوسط مهدد بموجة عنيفة من الجفاف خلال السنة المقبلة، الأمر الذي سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة ومقلقة على الإمدادات العالمية على إنتاج المحاصيل الرئيسية ، وبالتالي على الأسعار التي ستشهد ارتفاعات جنونية، بعد صعودها 46% في العام الحالي»، حسبما ذكر موقع لمارتل، في أحدث توقعاته التي أعلن عنها أمس.

وتبعا لمارتل، الذي يعتمد في أبحاثه على مصادر متعددة أهمها تقارير وزارة الزراعة الأمريكية، فإن «الظروف المناخية أصبحت غير مواتية تماما لزراعة القمح في المنطقة»، فلم تستقبل تقريبا أي دولة من الدول الرئيسية المنتجة للقمح في الشرق الأوسط أمطارا خلال شهري أكتوبر ونوفمبر (الموسم الرئيسي لإنتاج القمح).

فقد حظي كل من شمال تركيا وجنوب إيران (اللتين تسهمان بأكثر من 60% من إنتاج القمح في المنطقة)، إلى جانب سوريا والعراق بأقل من 20% فقط من إجمالي الأمطار، بحسب لمارتل، الذي قدر إجمالي واردات دول الشرق الأوسط من القمح خلال العام المالي 2008/2009 بنحو 40 مليون طن سنويا، أي ضعف المعدل الذي كان سائدا قبل 5 سنوات.

وتسيطر هذه النظرة غير المتفائلة أيضا على الحكومة المصرية، «نحن متشائمون ونتوقع حدوث كارثة عالمية خلال العام المقبل»، على حد قول نعمانى نعمانى، نائب رئيس هيئة السلع التموينية، مشيرا إلى أن جميع التقديرات والتوقعات تنبئ بحدوث أزمة مناخية عنيفة خلال العام المقبل ستهدد إمدادات القمح، «ونحن بالطبع سنكون فى مقدمة الدول التي ستتأثر سلبا، فبدون شك سترتفع الأسعار بمعدلات مرعبة فى 2011»، وأوضح نعمانى، ل«الشروق»، أنه بناء على هذه التوقعات «السيئة»، أسرع وزير التجارة رشيد محمد رشيد، بطلب دعم إضافى، من وزير المالية، يوسف بطرس غالى، للهيئة مقدر بنحو 12 مليار جنيه، «خاصة أن هذه التأثيرات المناخية لن تنعكس فقط على القمح، وإنما ستمتد أيضا إلى الحبوب الزيتية التي يتم استخراج الزيوت منها»، أضاف نعمانى.

من جانبه، اعتبر مصدر سياسي بالقاهرة أن الحكومة ستكون مكبلة الأيدي أمام هذه الكارثة، فلن يكون من السهل على الإطلاق رفع سعر رغيف الخبز المدعوم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية».

نقل حرفي عن صحيفة الشروق المصرية