بالصور: فقط في نابلس . . العوامة تُشترى بالتذاكر وصانعها لا يحبها
بالصور: فقط في نابلس . . العوامة تُشترى بالتذاكر وصانعها لا يحبها

الإثنين | 27/06/2016 - 01:48 مساءً

تقرير: الصحفية تسامي رمضان

      في مدينة نابلس وفي الجزء الشرقي من البلدة القديمة وخلف المسجد الكبير ستجد ازدحامًا غير عادي خاصة في شهر رمضان الكريم حول أشهر محلات بيع العوامة في المدينة، فالجميع يريد الحصول على "عوامة نديم".

      يقول نديم السائح صاحب محلات السائح للحلويات وصانع "عوامة نديم" أشهر عوامة في المدينة لـ تسامي.com أنه ورث المهنة عن والده الذي كان يصنع القطايف، وقرص الثوم, والزلابية، والطمرية، لكن نديم أراد التغيير فقرر صنع العوامة لأول مرة عام 1984م دون خبرة سابقة ليفاجئ الناس بمدى براعته وليستمر بصنعها حتى اليوم ويتميز بها في ذات المكان الذي يفوق عمره المئة عام.



ويؤكد السائح أن سر تميزه وشهرته هو الزيت الذي يستخدمه، فيقول:" لا أسمح لأحد غيري بالوقوف عند الزيت"، ويضيف أنه يحرص على استخدام أجود أنواع الزيوت، كما يحرص على تجديد الزيت دائما والتأكد من نظافته فهو يتخيل أنه يقدم الحلويات لعائلته فما يرضاه لها يرضاه للناس، فيصنعها بنفس طيب وبجودة عالية.

ويشير أيضًا إلى أن نابلس تتميز عن باقي المدن بأجواء رمضانية خاصة لا تجدها في مكان آخر في الضفة الغربية، كما أن المدينة مشهورة بصناعات عديدة أهمها صناعة الحلويات، فهي "أم الصناعات" على حد تعبيره.

ويضيف السائح:" الزبون يختار الأفضل دائما ويعتمده"، مؤكدًا على أنه أسر قلوب الزبائن بالعوامة، ليأتوا من كل مدن الضفة الغربية والداخل المحتل لتذوقها، ويذكر نديم أحد المواطنين الذي أخبره أنه جاء من مدينة جنين ليحضر العوامة لوالدته التي أوصته ألا يعود بدونها وألا يشتريها من مكان آخر.



والأمر المثير للدهشة هو أن صانع هذه العوامة لا يحبها، بل أن عائلته أيضا لا تحبها، ويتساءل أحيانًا كيف يأتي الناس يوميًا لشرائها دون أن يملوا منها، ليجيبه بعض المواطنين بأن مذاقها المميز يجذبهم إليها.

وعن أصل العوامة يقول السائح أنها وصلت فلسطين عن طريق سوريا، فالسوريون كما أهل نابلس يتقنون صنع الحلويات، بل أنهم يتفوقون عليهم أيضًا فهم يمارسون هذه المهنة منذ زمن قديم جدًا.

ويذكر السائح أنه يعمل في محله الذي ورثه عن والده مع 10 عمال آخرين تربطه بهم صلة قرابة،  حيث يقدمون الحلويات للزبائن الذين تراجع طلبهم عليها في السنوات الأخيرة، فالناس قبل ما يقارب الثلاثين سنة كانوا يأخذون الحلويات في سفرهم إلى دول الخليج ودول الخارج التي لا تعرف مثل هذه الصناعة.
 ويقول أحد العاملين مع نديم في محله أن نديم يتميز بأي عملٍ يقوم به، فهو كان مشهورًا بصناعة الزلابية التي توقف عن صنعها منذ عشر سنوات، ليصنعها بين الحين والآخر لبعض الزبائن الذين يرفضون تناولها إن لم تكن من صنعه، وها هو الأن اشتهر بالعوامة.

ويقول محمد عبدالفتاح أن "عوامة نديم" هي جزء من طقوسه الرمضانية مع عائلته، فهو لا يشتريها من مكان آخر لأنه يلاحظ مدى اهتمام محلات السائح بنظافة الزيت، كما أنه يعتبر أن لها سرًا خاص لا يعلمه إلا نديم.

أما زينة محمد فتشتري العوامة يوميًا وتتناولها بعد الفطور طوال شهر رمضان المبارك، وتؤكد أنها تفضل الحلويات المصنوعة منزليًا إلا أن إتقان محلات حلويات السائح للعوامة جعلها تكسر هذه القاعدة.


يُذكر أن محلات السائح لصاحبها نديم السائح من أشهر محلات الحلويات في البلدة القديمة في مدينة نابلس، وتتميز بصنعها لعوامة مميزة يقطع الناس مسافات طويلة من أجلها ليحصلوا على تذكرة "عوامة نديم" كما يحبون تسميتها، ويقفوا لوقت طويل في صفٍ قد يكون أطول.
 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19