رسالة هامة الى رؤساء الجامعات الفلسطينية والى وزير التربية والتعليم
رسالة هامة الى رؤساء الجامعات الفلسطينية والى وزير التربية والتعليم

الإثنين | 25/07/2016 - 01:23 صباحاً

رسالة هامة الى رؤساء الجامعات الفلسطينية والى معالي وزير التربية والتعليم ...نظام القبول في الجامعات الفلسطينية بين العاطفة والوعي

في كل عام وبعد اعلان نتائج الثانوية العامة تزخر الجامعات الفلسطينية بحشود الطلبة الحائرة في اختيار التخصص او حتى في اختار الجامعة.....من واقع الحال ارى وكما يرى الجميع ان من يقرر تخصص الطالب هو معدلة في الثانوية وليس رغبته الحقيقية.....من حصل على علامة ممتازه توجهه عاطفته وليس رغبته في كثير من الاحيان الى الطب او الهندسة....وكأن علامة الثانوية هي من يرسم المستقبل....هل طالب الثانوية يعلم ماهية التخصصات المطروحة في الجامعة حتى يقبل عليها او يحجم عنها.....ام ان لسان الحال لجميع الطلبة يقول دع معدلي يقرر تخصصي وبعدها بنتعرف على التخصص "عمل بمقولة الحب يأتي بعد الزواج" .....الى متى هذه المعايير والعواطف التى لا تنم بصدق عن ماهية رغباتنا الحقيقية.....وهل من حصل على علامة متدنية يحرم عليه ان يحقق حلمه ان كان يرغب منذ طفولته ان يصبح مهندسا او طبيبا....في الواقع فان الطالب في هذه المرحلة اسير علامته من جهة واسير عواطف ونظرة المجتمع من جهة اخرى......(لسان حال الجميع اريد ابني طبيبا...اريد ابني مهندسا....) قلما تجد من يقول اريد ابني مميزا....من قال ومن سن ان من يتفوق في الثانوية يجب ان يكمل مسيرته التعليمية بتفوق وهل من لم يسعفه القدر ان يحصل على علامة تميز في الثانوية كتب عليه الفشل والشقاء طيلة حياته.....ومن قال ان المدرس والامام والصانع والعامل لا ينبغي ان يكون مميزا...


من هنا اتساءل....من يحدد علامة القبول في التخصصات المختلفة هل مستوى التخصص ام اقبال الطلبة عليه...بأي حق تكون علامة القبول في الهندسة المدنية مثلا 95% وعلامة القبول في الطب البيطري 75%......هل من حصل على علامة 75% مؤهل ان يكون طبيا وغير مؤهل ان يصبح مهندسا.....ما هذه المعايير المغلوطة....ام هي عواطفنا (سألت طالب عن سر اقباله المنقطع النظير على الهندسه المدنية بدون ان يعرف ماهيتها...فاجاب هي "طريقي الى دبي"......وكأن الطب البيطري هو "الطريق الى الصومال")......نعم علينا ان نأخذ بالاسباب......لكن يجب ان نتوكل على رب الاسباب.....الذي سبحانه يسوق الارزاق بطريقة لا نتخيلها ولا نتوقعها........هل من حصل على 65% وأقل غير مؤهل ان يدخل اي تخصص في فلسطين ولكن القدر قد يجعل منه طبيبا او مهندسا ناجحا قادما من دول روسيا الاشتراكية.....هل من قبله في كلية الطب او الهندسة هناك لا يعي مستوى التخصص......ام اننا نرفع او ننزل من قدر التخصص حسب رغبة واقبال الطلبة عليه.....


أمر آخر في غاية الاهمية ......التعليم الموازي......كيف يكون من حصل على معدل 94%غير مقبول (دراسة عادية) في الهندسة المدنية ويقبل من حصل على 80% (موازي).....كيف ذلك......هل اصبح العلم تجارة....نحن اذا نجسد مقولة "من يدفع فلوسه بنت السلطان عروسه"........انا ادرك الازمة المالية التي تمر بها الجامعات الفلسطينية......لكني لا ارى الحل في التعليم الموازي......آن الاوان للجامعات الفلسطينية ان تفكر بتنويع مصادر الدخل وان تشجع وتتبنى وتحتضن البحث العلمي الذي هو في كثير من الدول المتقدمة من ينفق على الجامعات.....كذلك على وزارة التربيه والتعليم ان تتحمل مسؤولياتها في دعم الجامعات ان ارادت استمراها والحفاظ على مستواها.....والرتقاء بمستوى التعليم في فلسطين توازيا مع ما يتم التفكير به بشأن تغير آلية امتحان الثانوية العامة.....


بناء على ما تقدم وان اردنا ان نصنع جيلا متعلما مميزا قادرا على اختيار ما يريد.....ارى ان يتم اعطاء الفرصة لجميع الناجحين في الثانوية لاختيار التخصص المناسب حسب الفرع (علمي وادبي مثلا) وبغض النظر عن علامة الثانوية.....قد يتساءل البعض وكيف سيتم صناعة التميز بهذا الطرح....اقول ومن تجربتي في التدريس الجامعي لاكثر من 8 سنوات ان مستوى معظم الطلبة في تخصصاتهم الجامعية لا يرتبط بعلامتهم في الثانوية هذا اولا....ثانيا عندما يدخل الطالب الى تخصص ما بناء على علامة الثانوية ليس من الضروري ان يبدع في التخصص وانما على عكس ذلك قد يجد نفسه اسير علامة الثانوية التى ساقته الى تخصص لا يرغب فيه اصلا.....ثالثا لماذا لا تعطى الفرصه لمن لم يتفوق في الثانوية ليدخل في تحدي مع الاخرين "عملا بمقولة الضربة التى لا تميتني تزيدني قوة"......انا على يقين ان كثير ممن حصلوا على علامات عالية فشلوا او سيفشلوا في الطب والهندسة وفي نفس الوقت لو اعطيت الفرصة لمن مستواهم متدني في الثانوية ان يبدعوا في هذه التخصصات......هذا التوجه منوط بأن تحافظ الجامعات بل وترفع باستمرار من مستوى التخصصات اسوة بدول العالم المتقدم بحيث يكون هناك منافسة حقيقية......من يستطيع ان يكون على قدر التحدي ويركب سفينة الطب والهندسة "نقول له يا بني اركب معنا" ومن لم يستطع نقول له "لا عاصم لك اليوم من امر الله" ولينزل الى اي سفينة يشاء بشرط ان يصل الى بر الامان وبتميز....لو حذت الجامعات هذا الحذو لأرحنا الطلبة واهاليهم من كابوس اختيار التخصص ولفتحت الجامعات المجال اما حشود الطلبة المتميزين ان يتوزعوا على كافة الكليات بناء على رغباتهم الحقيقة ولصنعنا جيلا مميزا في كافة مناحي الحياة.....قادرا على المنافسة في مجاله محليا وعالما.....


هناك فرق كبير "من يتخرج ويحمل شهادة وبين من يتخرج وتحمله الشهادة".......فلنساعد طلبتنا ان يكونوا من الصنف الاول لا ان نعمل بمقولة "الشهادة للجميع والعلم لمن أراد".......الجامعات هي ميدان التميز والابداع والثانوية هي الطريق وليس العكس....
بناء على ما تقدم ارجوا من رؤساء الجامعات الفلسطينية ومن معالي وزير التربية والتعليم كونه بصدد طرح الية جديدة لامتحان الثانوية ان يفكر بما تم طرحه......والله من وراء القصد.


د. سمير شديد
كلية الهندسة/جامعة النجاح الوطنية



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19