خمس روايات لن تدع يومك يمر إلا وقد أنهيتها
خمس روايات لن تدع يومك يمر إلا وقد أنهيتها

السبت | 27/08/2016 - 07:06 مساءً

تلك الروايات التي تصاحبك في عملك، ووسائل المواصلات، وبين كتبك الدراسية، وتحت غطاء نومك، تجذبك أحداثها ويدفعك الشغف لأن تنهيها، وتختلس ساعات من يومك بعيداً عن الأنظار، تشعر فيها أنك مهدد إن لم تتبع أوامر الكاتب، وإن كنت في وسط طريق مزدحم تهدد حياتك.

تقارير الآنسة راء لرضوى عاشور

ألقى بنفسه عليها واحتضنها بقوة وقال: "بحبك جدًّا يا ماما راء، وحتى وأنت بتعلمينى حاجات غلط، بحبك... والغلط اللي بتقوليه باكتشف وحدي إنه غلط، فمش مهم!"

بين أنواع أدبية متعددة/ تجولت رضوى عاشور في "تقارير الآنسة راءمعتمدة على القصة القصيرة، تحكي فيها يومياتها بأحداثها العبثية، ورحلاتها، وقطع من تاريخ العرب والأندلس، فيجذبك الشغف لسطورها، وتدرك عمقها رغم بساطة الأفكار, وتجذبك لعالم الأحلام والواقع وما بينهما، لتحكي عن مراكيب الآنسة راء، فتفهم خطأ أنها تحكي عن الحذاء، لتراها تتحدث عن الأتوبيس الذي يقلك يومياً لمكان عملك الذي تقضى فيه طول عمرك، بينما تركب هي اليوم فينقلها من الصباح للمساء، لتكتشف بنهاية التقرير الأخير أن التقارير كانت نواة لمعظم روايات رضوى، رغم صغر الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته 133 صفحة.

"الكونتراباص" لباتريك زوسكيند

“هل يمكنكم أن تقولوا لي لماذا يعيش رجل في الخامسة والثلاثين، يعني أنا، مع آلةٍ موسيقية لا تفعل شيئاً سوى أن تعيقه على الدوام؟”.

ينقل هذيان عازف شاب بآلته في مونولوج على خشبة مسرح، دون أن يدع للجمهور فرصة بالمغادرة، فيحكي علاقته بآلته المفضلة، بل والأفضل بين كل الآلات الموجودة بالأوركسترا، والتي يمكن الاستغناء بها عن الآلات الأخرى، في محاولة مثيرة من باتريك لترجمة النغمات إلى كلمات وأحاسيس، وشرح تأثيرها على السامع، لتجد نفسك تستمع للنغمة عبر كلماته، وتشعر كما البطل العازف، وكأنك استمعت لتلك النغمة بالفعل، ووجدت نفسك في أحد أركان هذا المسرح تتابع العازف الذي يصف نفسه بالمهشم، ويصف ما يصدر عن الكونترباص بالأزيز وليس النغمة، وهو ما جعل منه الآلة الأخيرة في الأوركسترا، لتكن الآلة الواحدة التي يزداد جمال صوتها كلما بعدت، في مسرحية بقالب روائي يتخللها بعض السرد عن تفاصيل الآلة وتاريخها، ليجذبك ثانية لتكن إحدى نغماتها حتى تصل للصفحة الـ81.

نظافة القاتل لآميلي نوثومب

"أنا أرتعد لفكرة أنك من دوني ما كنت لتعرفين الحب، منذ دقائق كنا نتحدث عن الأفعال الناقصة، أتعرفين بأن فعل (أحب) هو الفعل الأكثر نقصًا بين الأفعال؟".

في روايتها المثيرة والمرئية، التي تحولت إلى فيلم سينمائي ومسرحية وعرض بالأوبرا، قدمت آميلي حكاية الكاتب "طاش"في أيامه الأخيرة قبل وفاته بسبب المرض، ليتسابق الصحفيون لمقابلته، وتبدأ حواراته معهم ساخرة ومضحكة وكاريكاتورية، يمكنك تخيلها وهو يطرد كل صحفي بـ"عنجهية" ودهاء، بعد وصلة من السباب تدفعهم لكراهيته والشعور بضآلة لا متناهية، حتى تتجاوز صحفية رفض الكاتب مقابلة النساء لتفرض عليه وجودها، وتكشف خواء الكاتب الكبير، وتعيد مواجهته بتفاصيل حياته من خلال قراءتها الجيدة لرواياته، فيكشف عن جريمة قتل ارتكبها في صباه ضد حبيبته، وينتهي به الأمر راكعاً تحت قدم الصحفية يرجوها الكف عن كشف أفكاره وإنهاء حياته، لتتقمص دوره القديم فتقتله، في 215 صفحة حوت سيرة كاتب حائز على جائزة نوبل.

أبي طويل الساقين لجين وبستر

"أنا أحب دائمًا أن أتظاهر بانتمائي لك، وهذا لمجرد أن الفكرة تروق لي، لكني أعلم بالطبع حقيقة علاقتنا ببعض، إنني في الحقيقة وحيدة وظهري ملتصق بالحائط، أحارب العالم كله".

بمرحها وبساطتها، نجحت هذه الرواية في أن تصبح من علامات التراث الأدبي الأمريكي، عن فتاة تعيش في ملجأ للأيتام ويتكفل بدراستها الجامعية رجل مجهول، شرط أن ترسل له شهرياً رسالة تخبره عن حياتها بالجامعة، فتسعى للانتماء إليه عوضاً عن اللا شيء، لتسأل نفسها فرحة ألا يبدو غريباً أن أنتمي لشخص ما أخيراً؟ حتى تبدأ في تغيير نظرتها للعالم فتصبح أكثر تفاؤلاً واطمئناناً، كل هذا الحب والانتماء عبر رسائل الفتاة، والتي يطفو عليها روح خفيفة مرحة تساعد في تغيير وجه مأساة اليتم التي تعيشها وحيدة، والرواية التي جاءت في 198 صفحة قد تحولت لفيلم ومسلسل رسوم متحركة مرح، رغم عمق الرواية.

أين نذهب يا بابا لجون لوي فورنييه

"لم يكن عندي حظ، لعبت بيانصيب الوراثة... وخسرت".

في روايته يسأل الكاتب عن ماذا لو لم تسر الأمور كما يجب؟ فحيث إنه أنجب أبناءه المعاقين غير القادرين على القيام بأبسط الأفعال، وحتى الرؤية مشوشة، كتب جون في تفاصيل واقعية عن إعاقة طفليه، وسؤال طفله الذي يتكرر عشرات المرات "أين نذهب يا بابا؟"، وفرحة الطفل الصغير حين يرمي الكرة بعيداً ليجذبه أحدهم من يده للبحث عنها، في رواية سخر الكاتب فيها من آلامه، حتى لا تعرف أيجب عليك الضحك أم البكاء! في مشاهد قصيرة تبدو كمجموعة قصصية اعتمد فيها على المواربة والتورية، لجعل الأمور أشد عمقاً، حتى وفاة أطفاله كنهاية لن تتغير، إذا كان الطفلان طبيعيين جاءا للأرض في جولة سريعة، نتجت عنها رواية تقع في 130 صفحة.

المصدر: ساسة بوست.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39