لطالما كان هذا السؤال أحد موضوعات أدب الخيال العلمي منذ أيام ه. ج. ويلز، وقد ظهر في الأفلام، وألعاب الفيديو، وغيرها. ولكن إلى أي درجة نحن قريبون حقاً من العثور على حياة في هذا الكون الفسيح؟

ناقشت لجنة من الخبراء هذا الموضوع في حدث للاحتفال بالذكرى الخمسين لمسلسل Star Trek في نيويورك، وقد أشرف على النقاش كل من بوباك فيرداوسكي من مختبر الدفع النفاث في ناسا، ودان ويرثيمر من مخبر بيركلي في جامعة كاليفورنيا ومدير برنامج البحث عن حياة ذكية خارج الأرض (سيتي SETI.(

لنحلل أجوبتهما حول أهم سؤالين من هذا النقاش، وأكثرهما إثارة للاهتمام:

الحياة الذكية ليست بالضرورة حياة تقنية، كمثال فإن الدلافين ذكية، ولكنها لا تبني أدوات للواقع الافتراضي (على حد علمنا). من المرجح أن يمر بعض الوقت قبل أن نعثر على حياة ذكية. من ناحية أخرى، فإن الحياة الفضائية البدائية قد يتم اكتشافها خلال 20 إلى 30 سنة، وفقاً ليفرداوسكي وويرثيمر.

أشار الاثنان إلى احتمال وجود حياة على أوروبا، أحد أقمار المشتري. يشرح ويرثيمر: "قد يكون أوروبا مغطى بالماء بشكل كامل، وهذا مناسب جداً لحياة بدائية، ولكن إن أردت الحصول على التقنية، يجب أن تتوافر لديك بعض المساحة اليابسة أيضاً"، ويضيف: أننا قد نعثر على حياة بدائية هناك "ولكنها لن تتطور بالضرورة إلى شيء أكثر تعقيداً من أحاديات الخلية".

إذا كانت الحياة الفضائية التقنية موجودة فعلاً، فقد لا ترغب هذه الكائنات بالاتصال بنا. قارن المشرفان بين نظريتين شائعتين: المعادلة المظلمة و تناقض فيرمي. تقول النظرية الأولى: إن الحياة الذكية يجب أن تكون شيئاً متكررَ الحدوث وشائعاً في الكون، وتسأل الثانية لماذا لا يمكن رصد الحياة الفضائية، إن كانت موجودة فعلاً، في كون يزخر بها؟

أجاب المشرفان بافتراض وجود حياة فضائية مماثلة لما ظهر في حلقة ستار تريك "التوجيهات الأساسية": فقد تكون هذه الحياة التقنية ممنوعة من الاختلاط مع ثقافات أقل تطوراً منها، أو أن هذه الثقافات ببساطة لا تحب الاستكشاف بطبيعتها.

هل ستكون الحياة الفضائية شبيهة بالبشر؟

يقول فيرداوسكي: "إن كانت الحياة الفضائية مشابهة لنا، فهذا يعني على الأرجح وجود أصل واحد للحياة". أي أنه إن وجدت حياة فضائية، وكانت مماثلة للكائنات البشرية من ناحية الأساس البيولوجي، فهذا قد يبرهن على أن هناك مسبباً واحداً لنشوء الحياة في الكون، وهي نظرية تعرف باسم نظرية البذور الكونية (بانسبيرميا).
يستنتج ويرثيمر:
"إنه سؤال مهم في الحالتين. إن وجدنا أننا وحيدون، فهذا يعني أننا يجب أن نقدم عناية فائقة للحياة على الأرض بوصفها شيئاً ثميناً."

على الرغم من أن المشرفين لم يقدما إجابة حاسمة، إلا أنهما قدما لنا الكثير مما سنفكر فيه عندما ننظر إلى وجودنا في هذا الكون.