بانتهاء هذا البحث الضخم، وبناء على نتائج المشاريع و الأبحاث المعمقة التابعة له، فإننا لم نعثر على أي دليل يبرز تأثير موجات الراديو التي تصدرها الهواتف المحمولة على جسم الإنسان” بهذا الكلمات قطع البروفيسور David Coggon رئيس برنامج الاتصالات المتنقلة والبحوث الصحية بجامعة ساوث هامبتون بالمملكة المتحدة الشك باليقين.

حسنا، أليس هذا مريحا؟ في حالة إذا ما كنت لا تزال قلقا من تلك القطعة الصغيرة التي تحملها معك أينما حللت وارتحلت، واتهامها دوما بتدمير الأنسجة الداخلية لمخك. يمكنك أن ترتاح الآن !

هذا البرنامج الكبير، تم إنجازه بشراكة بين حكومة المملكة المتحدة والقطاع الخاص بميزانية تفوق 22 مليون دولار، ولذلك لمدة 11 سنة. حيث تم نشر 60 وثيقة علمية مرتبطة بالمشروع.

وقد بدأ هذه البحث عند بداية الانتشار الواسع للهواتف النقال، حيث انتشرت شائعات كثيرة تتهم هذه الأجهزة الحديثة، بالتسبب بالسرطان الأطفال أو حتى سرطان الدم. وللتأكد من صحة هذه الشائعات من خطإها، أطلق هذا المشروع العلمي الهائل.

لا يوجد أي دليل علمي على تأثير الهواتف على صحة الإنسان

وبما أن النتيجة كانت متوقعة بنسبة مرتفعة، فإن هذا التأكيد العلمي سيسحق كل نظريات المؤامرة، وسيساهم كذلك في توضيح الأمر أكثر للناس التي لا زالت في شك من أمرها.

ركز البحث على الإجابة على نقطيتين رئيسيتين:

• محطات البث الموجي تساهم في إصابة الأجنة بمرض السرطان.
• الهواتف المحمولة تصيب بسرطان الدم.

لكن النتيجة في الأخير كانت “لم تظهر أي دراسة من الدراسات التي قمنا بها، أي علاقة بين استعمال الهواتف النقالة والإصابة بمرض السرطان“.

بالرغم من كل هاته النتائج، فسيظل شق كبير من محبي الخيال العلمي ونظريات المؤامرة، يعتقدون أن الهواتف المحمولة هي السبب الرئيسي للأمراض والعلل المنتشرة في العالم بأسره.

في الختام، قال رئيس البرنامج العلمي أنه لن يتم حسم هذا الموضوع بعد هذا البحث فقط، بل سيتم أيضا إنجاز أبحاث أخرى موازية . ولعل أكبرها هو مشروع COSMOS طويل الأمد الذي يتتبع 100 ألف من مستعملي الهواتف المحمولة للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات أخرى لاستعمال هاته الأجهزة.