من فلسطين.. شاكر طفل مجهول النسب إلى شاب يعيش مع متبنيه منذ 20 عاماً
من فلسطين.. شاكر طفل مجهول النسب إلى شاب يعيش مع متبنيه منذ 20 عاماً

الثلاثاء | 31/01/2017 - 11:58 صباحاً

تقرير الإعلامي أحمد خليل المشهراوي- المشرق نيوز

في شهر تشرين أول "أكتوبر" من عام 1996، وصلت السيدة "فيروز" وزوجها " سليم" إلى جمعية مبرة الرحمة الخاصة بالأطفال ممن يطلق عليهم الشارع "مجهولي النسب"، والواقعة في شرق مدينة غزة، كانت فيروز وزوجها، قد رزقهما الله- عز وجل، بطفل ذكر، وثلاث إناث، وكانت السيدة حامل في شهرها الثالث، وذلك لاختيار طفل يربونه في كنفهم، طمعاً بالأجر من الله.

اصطدمت فيروز وزوجها بأن قانون جمعية مبرة الرحمة، لا يسمح بمنح الأطفال إلا لأسر لا تملك أطفالاً، وعائلات لا تنجب، وبعد إلحاح وتأكيدات منهما، وافق القائمون على الجمعية، ومنحهم طفلاً.. وشاءت قدرة الله أن يتم اختيار هذا الطفل الذي لا يزال يعيش في كنفهم (شاكر) في أحد الأحياء الشعبية في غزة.

مرض الطفل

تفاجأت الأسرة، بأن (شاكر) مصاب بمرض صعب، وهو ثقب في القلب، عنيت الأسرة بالرضيع، وتابعت شؤونه كواحد من الأسرة، وكتب الله أن يشفى، ومن لطف الله، أن الأسرة رزقت بطفلها الثاني بعد 6 شهور، وأطلق عليه (صهيب)، وتم العناية بالطفلين، وتوفير كل ما يحتاجونه من طعام وشراب وعناية، ونشأ الطفلان في كتف أبيهما، على اعتبار أنها أشقاء، وأنهما توأمان.

في المدرسة الابتدائية

ترعرع "شاكر" مع رفيقه "صهيب" في بيت الوالدين، وهما لا يدرون ما حولهما، ودخلا الصف الأول الابتدائي، وسخَّر الله- تعالى، للوالدين مدرسين، يكتمون السر، كما كتمته العائلة، حيث كان يطلق على الرضيع الذي أصبح في وقتها طفلاً في الظاهر عند مناداته بـ( شاكر سليم .....)، لكن في الكشوفات الحقيقة كان اسمه الذي أقرته جمعية مبرة الرحمة، ودائرة الشؤون المدنية، وتواصل (شاكر) و(محمد) معاً، وهما يعلمان حتى الآن، وحتى هذه اللحظة، مع مرور أكثر من 20 عاماً، وهما يعلمان بأنهما توأمان.
 

في المدرسة الإعدادية

وفي المدرسة الإعدادية، تواصل الحال، وسخَّر الله، للطفل الذي أصبح فتى، من يتابعه كما تابعه في المدارس الابتدائية، وبقي السر الذي بدأ قبل 12 عاماً وقتها محفوراً، وبقي في الظاهر اسم والده، وفي الخفاء اسمه في شهادة الميلاد.

وشاءت إرادة الله، أن تفقد العائلة ابنها الأكبر (مصعب) في حادثة ما، ليكون هذا الطفل عوضاً، قبل أن ترزق هذه الأسرة مؤخراً طفلاً ثالثاً، ومع نمو الطفل وبلوغه، كان لزاماً على الأسرة أن تشرح لبناتها الثلاث الكبار الأمر، توضح لهن حقيقة الأمر.. لكن ما جعل الأمر سهلاً، أن (شاكر) رضع من الأم، فأصبح أخيهم في الرضاعة، حيث أن ما يرحمه النسب تحرمه الرضاعة.  

الشهادة المدرسية

تعاونت إدارات المدارس على مدار دراسة الطفل، في استخراج شهادة مدرسية مع نهاية كل فصل دراسي تحمل اسم الطفل بوالده المتبني، ثم يتم اتلافها، واستخراج شهادة حقيقة باسمه المختار من جمعية مبرة الرحمة، وكل ذلك حفاظاً على عدم التأثير على نفسية الطفل.

في المدرسة الثانوية

في المدرسة الثانوية، تواصل الأمر، وأرسل، الله- تعالى، من يحفظ السر، وبقي الفتى الذي أصبح شاباً، أمره في كتمان بين المدرسين الذين كانوا يندونه باسمه، في حين في الملفات الرسمية بحقيقته.

تبنى الاسم

ومما ساهم في إنجاح رؤية الوالدين في الحفاظ على كتمان الأمر، حتى لا يؤثر على الطفل، نال الوالد في أول قرار أقره المجلس التشريعي عام 2010، في غزة بإمكانية إطلاق اسم الطفل على نفس اسمك، مع وضع تغيير بسيط بين اسم الطفل ومتبنيه، مما سهل الأمر.

شاكر طالب جامعي

والآن، (شاكر) طالب جامعي، وهو يدرس في إحدى الجامعات الغزية، باسم والده المتبني، ولا يعرف إلا سليم أباً له، وفيروز أماً له، وهو يعيش في كنف الأسرة بكل أريحية، ويتمتع بكل الحقوق التي توفرها الأسرة لباقي أبنائها، حتى أن الأسرة اشترت له شقة خاصة لهن وسجلتها باسمه، وذلك تحضيراً للزواج في المستقبل.

ونجحت الأسرة في توفير حقوقه كاملة كما وفرت لابنها صهيب الذي يعتقد أنه شقيقه التوائم.

وعندما سأل الأطفال، كيف لهما أن يكونا توأمين، وأحدهما ولد في أكتوبر والآخر في مايو، فأبلغاه والداه، أنه خطأ في التسجيل في دائرة الشؤون المدينة، واليوم يعيش شاكر في كنف الأسرة رغم مرور ما يقارب ربع قرن، ليكون واحداً منهم.

 

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44