نشرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية تقريراً تحدثت فيه عن العثور على شاب كندي يدعى أنطون بيليبا في غابات الأمازون، وذلك على بعد أكثر من 10 آلاف كيلومتر من موطنه الأصلي كندا، بعد مرور خمس سنوات على اختفائه.

وقالت الصحيفة إن هذا الشاب البالغ 39 عاماً والذي انقطعت أخباره منذ سنة 2012، نجح في البقاء على قيد الحياة بفضل أكله الفواكه الموجودة في الغابة وفي سلة النفايات.

وأشارت الصحفية إلى أن هذا الشاب كان يخضع لعلاج نفسي من مرض الانفصام في الشخصية قبل أن ينطلق في رحلته، إذ أن أحد الأسباب التي دفعته للقيام بهذه الرحلة هو إصراره على زيارة المكتبة الوطنية في بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية.

وأضافت الصحيفة أنه "بعد الرحلة الطويلة لم يتمكن هذا الرحالة من دخول هذه المكتبة؛ نظراً لحالته المزرية. إذ إنه كان حافي القدمين ويفتقر إلى المال ولا يحمل أية وثيقة تثبت هويته. وعلى الرغم من خيبة الأمل التي أصابته، إلا أنه واصل طريقه ليحط الرحال في البرازيل، الدولة الثامنة التي دخل أراضيها بعد الولايات المتحدة والمكسيك وغواتيمالا وكوستاريكا، وبنما وكولومبيا وفنزويلا".

وبينت الصحيفة أنه عثر على هذا الشاب للمرة الأولى في أواخر تشرين الثاني 2016، وذلك عندما كان يتجول على الطريق في ولاية "روندونيا"، إحدى المناطق الجبلية الغربية الواقعة على الحدود مع بوليفيا. وفي ذلك الوقت أعلمت الدوائر الإدارية للمنطقة، التي تمكنت من معرفة هويته، عائلته التي صُدمت بخبر العثور عليه؛ لأنها كانت تعتقد أنه ميت لا محالة.

وتابعت الصحيفة: "لكن بعد نقله إلى المستشفى لاذ أنطون بيليبا بالفرار".

وأفادت الصحيفة بأنه في كانون الثاني تبين أنه هذا الشاب اعتقل في أقصى الشمال، وتحديداً في ولاية الأمازون. ومنذ ذلك الوقت أطلقت أسرته حملة تحت شعار "عودة أنطون إلى منزله". وفي المقابل نقل أنطون للعلاج في معهد الطب النفسي في مدينة مانو" عاصمة ولاية الأمازون، بانتظار عودته إلى وطنه.

وقالت الصحيفة إن شقيق بيليبا تحدث عن الآثار التي بدت على أخيه جراء هذه الرحلة، على غرار وجود ندبات في وجهه وجسده، فضلاَ عن شعره الطويل والكثيف مقارنة بآخر مرة قابله فيها.

ونقلت الصحيفة تصريحات بيليبا الذي عبر عن سعادته بعودته إلى أسرته، قائلاَ إنه كان محظوظاَ لبقائه على قيد الحياة، وإنه لم يشعر أبدا بالوحدة على الرغم من أنه كان ينام في الخلاء. كما أن هذه الرحلة جعلته يتأكد من أن الحياة بسيطة جداَ، وأنه بإمكاننا أن نكتفي بالقليل لضمان بقائنا على قيد الحياة.

المصدر: عربي21.