هل توجد حياة على الكواكب الأخرى؟ هذا هو السؤال الأساسي الذي ظلت الإنسانية تطرحه منذ عقود عدة. ورغم ما بذلته من جهود كثيرة في هذا المجال إلا أنها لا تزال تنتظر جوابا شافيا.

كشفت وكالة "ناسا" مؤخرا عن اختبار ثوري يمكن أن يتوصل قريبا لكشف إمكانية وجود حياة على الكواكب الأخرى. ويتمثل الحل في اختبار كيمياوي بسيط تعتبره الوكالة أكثر حساسية بمقدار 10 آلاف مرة من كافة الوسائل التي تتبعها حاليا مركبات فضاء مثل الروفر "كيوريوزيتي"، الذي يتواجد على المريخ، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ويصب الأمل في أن يتمكن الاختبار الجديد من اكتشاف حياة على الكواكب الأخرى، وبخاصة عوالم المحيط مثل "يوروبا" (قمر جليدي من بين أربعة أقمار تدور حول كوكب المشترى، ويعتبر سطحه الأكثر لمعانا بين أقمار المجموعة الشمسية، ويعتقد أنه يتصل به عالم من المحيطات).

 
ويقول بيتر ويليس، الباحث الرئيسي في البرنامج والذي يعمل في مختبر الدفع النفاثJPL :"إن أحد أهم أهداف ناسا هو البحث عن حياة في الكون، وأفضل فرصة لنا لاكتشاف تلك الحياة تكون عن طريق استخدام هذا الاختبار من تحليل قوي قائم على السوائل وتطبيقه في عالم المحيطات".

ويستخدم الاختبار أسلوبا فنيا قائما على السوائل، يعرف باسم capillary electrophoresis (بمعنى انتقال تيارات الحمل في وسط كهربي داخل أنبوب بالغ الدقة)، وذلك لتفتيت مزيج الجزيئات العضوية إلى مكوناته.

وتقول جيسيكا كريمر، المؤلفة الرئيسية والعالمة ضمن برنامج : JPL "إن طريقتنا تعتبر تحسينا للمحاولات السابقة بزيادة عدد الأحماض الأمينية التي يمكن أن يتم رصدها في دفعة واحدة. وعلاوة على ذلك، فإنها تسمح لنا باكتشاف تلك الأحماض الأمينية بتركيزات منخفضة للغاية، حتى لو كانت في عينات عالية الملوحة، وذلك في عملية بسيطة تقوم على المزج والتحليل".

وإحدى المزايا الرئيسية للطريقة الجديدة في رأي القائمين على الاختبار الجديد باستخدام "capillary electrophoresis"، هي أن العملية بسيطة نسبيا وسهلة الإدارة الذاتية للعينات السائلة التي تتوقعها بعثات عالم المحيط: وهي تنطوي على الجمع بين عينة سائلة مع كاشف للسائل، يليها التحليل الكيمياوي، وفقا للشروط التي يحددها الفريق.

ومن خلال تسليط الليزر عبر مزيج، وهي عملية تعرف باسم الكشف عن الفلورسنت الذي يحدثه الليزر، يمكن ملاحظة جزيئات محددة، تتحرك بسرعات مختلفة. وتنفصل تلك الجزيئات عن بعضها وذلك تبعا لسرعة استجابتها للمجالات الكهربية.

وقد صممت تلك الطريقة خصيصا لتحليل الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الهيكلية الأساسية لبناء جميع أشكال الحياة على الأرض. وتقول كريمر إنه في حين كان الأسلوب الفني "capillary electrophoresis" موجودا منذ أوائل الثمانينات، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توظيفه خصيصا للكشف عن الحياة خارج كوكب الأرض، على عالم المحيط المتصل بالقمر "يوروبا".

ولقد استخدم الباحثون هذا الأسلوب لتحليل الأحماض الأمينية الغنية بالأملاح في بحيرة مونو في كاليفورنيا. وبالنسبة لتلك البحيرة، فإن المحتوى القلوي لمياهها، المرتفع بشكل استثنائي، يجعلها موطنا مؤاتيا للحياة، ويجعلها شبيهة بالمياه المالحة التي يعتقد بوجودها في المريخ، أو في عوالم المحيط المتصلة بالقمر "اينسيلادوس"، التابع لكوكب زحل، والقمر "يوروبا" التابع لكوكب المشترى.