تل الحمة...طبيعة فلسطينية تجذبك لزيارتها
تل الحمة...طبيعة فلسطينية تجذبك لزيارتها

الثلاثاء | 07/03/2017 - 05:46 مساءً

تقرير الصحفية: عروب الوزني

ما أن تتجول بين ربوع الوطن لتتعرف على ما يحيط بك من مناطق، حتى يجذب ناظريك تلة يتربع اللون الأخضر فوقها راسما لوحة فنية تمزج برونقها ما بين طبيعة وتاريخ منذ الأزل.

تل الحمه الواقعة شمال الأغوار، التي تضم في ثناياها اثار وأبنية دفنت بباطنها ولم يعد لها أثر سوى الحكاية.

وعند سيرنا بجانب التلة يقف مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية جميل ضبابات ويمد يده باتجاه أعلى التله قائلا: هنا كنا نذهب دائما أنا وأصدقائي ونجلس على قمة التلة للصباح، فالهواء فوقها يعيد الروح.

تشرف هذه التلة على عدة مناطق، فعند الوقوف على قمتها نشاهدجمال فلسطين الطبيعية وحدود الأردن وسوريا، فهذا ما يدفع المواطنين إلى الذهاب للحمة لتأمل الطبيعة الساحرة في فلسطين بعيدا عن الإزعاج الموجود في المدن والمناطق المكتظة بالسكان.

شجرة الامنيات

عند مواصلة تجولنا في المنطقة نرى شجرة كبيرة تسمى شجرة الأولياء أو الأمنيات، حيث كان النساء قديما يعتقدون أن هناك ولي داخل الشجرة يقوم بحل كافة مشاكلهم، فيعلقن الشرائط على الشجرة ظنا منهن أن جميع أمنياتهم ستتحقق وستحل مشاكلهم، فواحدة تريد أن ترزق بمولود والأخرى أمنيتها أن يموت زوجها وغيرها من الأمنيات التي لا تعد ولا تحصى.

ويبين ضبابات أنه رأى أكثر من مليون شريط معلق على الشجرة من قبل، أي أن هناك ملايين المشاكل التي تواجه الناس ويلجأون لحلها من خلال الشجرة، ويضيف هذه معتقدات شعبية كانت تسود لدى الناس خاصة النساء قديما بأن الأولياء هم من يستطيعون القضاء على المشاكل.

وكان الجيش الإسرائيلي عندما يريد معاقبة الجنود لأمر ما يتبع عدة أساليب منها أن يجبرهم على الصعود والنزول على التلة عشرين مرة جريا بشكل متواصل لإرهاقهم.

ويعبر طالب الصحافة فراس الوزني عن فرحه بالتعرف على هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة، فقد زار التل منذ اسبوعين برفقتي وضبابات ومدير موقع طقس فلسطين الأستاذ  أيمن المصري خلال جولة لنا في منطقة الأغوار، لكنه بالرغم من جولاته وحبه للإستكشاف إلا أنه لم يكن قد سبق له أن سمع بهذه المنطقة من قبل أي شخص أو زاره.

وينشاد الوزني وزارة السياحة والجهات المعنية أن تقوم بدور فاعل في توعية الشباب الفلسطيني للتعرف على مناطق الوطن، كونها تشكل خطوة للتشبث بالأرض الفلسطينية.

النحل يرعب العدو

ويسترجع ضبابات ذاكرته إلى ما يقرب أربع سنوات حيث كان برفقة صديقه المصور أيمن النوباني عند التل، وقرر الجيش الإسرائيلي أن يجعل المنطقة خاصة للتدريب العسكري، فقاموا بإخلائها.

ويتابع ضبابات أن صاحب الأرض كان يمتلك خلايا نحل في أرضه فحذرالجيش من عدم مس أي خلية فبمجرد ضرب أي منهافمن الممكن أن يهيج النحل ويقتلهم، ولكنهم لم يصغوا إليه ظنا منهم أنه يحاول خداعهم.

وهنا ضبابات لا يذهب المشهد من مخيلته والفرحة تكاد ظاهرة على وجهه وهو يسرد القصة، فسرعان ما ضربت الجرافة صندوقين من خلايا النحل هاجت مليارات منها وانقضت عليهم، فأصبح الجيش يجري مسرعا لمحاولة الهرب منها والنحل تلاحقه، ويظن ضبابات أنهم من الأرجح قد وصلوا لمثلث بردلا جريا خوفا من النحل.

ويوجد بالحمة عين مياه تقوم بسقي المزروعات المنتشرة في المنطقة، حيث تعود ملكيتها إلى صاحب الأرض، وكانت هذه المياه الموجوده هنا تجلب من الابار في السبعينيات، لكن باتفاق مع سكان المنطقة تم ضخ المياه هنا من مكروت من الشركة القطرية أو من الينابيع، فقد أغلقت الابار التي كانت تضخ المياه للحمة.

يقول المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش منذ سنوات كنت بالحمة حيث أمضيت ليلة كاملة بحثا عن خفاش الليل الفلسطيني، فقمنا بنصب شباك برفقة علماء حول مصادر المياه الراكدة التي تستخدمها الخفافيش للشرب مساء وصباحا، املين أن نتمكن من إمساك أحد الخفافيش حتى لو من أي نوع.

وبعد انقضاء الليل وبزوغ الشمس وقع الخفاش في الشباك، فاللإنتظار كان له نتيجة، وتم نقله إلى مختبرات بيت لحم لدراسته وذلك للقيام بعمل بحث علمي يقوم بتصنيف الكروموسومات لهذه الخفافيش.

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44