هل حدث وأن تعرّضت للتوبيخ في المدرسة بسبب الخربشة على دفترك أو كتابك؟ نأمل ألاّ يكون معلمك قد ردعك عن الاستمرار في هذا الأمر؛ لأن الخربشات في الواقع وسيلة رائعة لتحفيز الأفكار، وإحياء التجارب والانطباعات والرؤى.

أفكار لامعة أصلها خربشات

يعود أصل الكثير من الأفكار الرائعة إلى خربشات، سلسلة هاري بوتر الشهيرة، وقناة “شار ويك” الوثائقية، وحتى خطوط “ساوث ويست الجوية” كانت في بداية الأمر مجرّد خربشات على مناديل ورقية.

لست بحاجة لدفتر رسم فاخر، كلّ ما عليك فعله هو أن تحمل معك دفتراً بسيطاً، فهو وسيلة رائعة تتيح لإبداعيتك أن تتدفق في أي لحظة وفي أيّ مكان.

الخربشات طريق للإبداع

حسب ما نشرت مجلّة “لايف هاك”، فإن الخربشة تهدّئ المشاعر، وتجعلك أكثر انفتاحاً للأفكار الجديدة، كون هذا النشاط “الخربشة” نشاطاً معبراً وإبداعياً وعفوياً في الوقت نفسه، فإنه يوصل العقل إلى حالة من التركيز إنّه يغيّر حالة المشاعر والعواطف ويساعد على إيجاد روابط جديدة بين الأشياء، إنه إلى حدّ ما شبيه بتدوين المذكّرات أو جلسات التأمل.

نشاط ممتع

يقول جيس برينز وهو بروفيسور في الفلسفة في جامعة “سيتي يونيفيرسيتي” في نيويورك: “الخربشة نشاطٌ ممتع، والمشاعر الإيجابية التي تولّدها الخربشة تجعلنا أكثر إبداعاً لأنها تفتح لنا آفاقاً جديدة للاستكشاف، إن كنت تقوم بنشاط إبداعي كالخربشة مثلاً، وأعطاك أحدهم مشكلة لحلّها، فإنك ستفكّر بطرق جديدة وحلول مميزة.”

الخربشة تصرف الشخص عن التفكير في المشكلة؛ ما يتيح المجال للعقل اللاوعي ليفجّر طاقاته الإبداعية الأمر مشابه لما يحدث خلال النوم، حيث يتكفّل العقل اللاواعي بإيجاد الحلول لكثير من المشاكل.

طريقة للتأمل

تعدّ الخربشة طريقة للتأمل، خاصة لأولئك الذين قد لا يجدون متعة في تدوين اليوميات أو ممارسة التأمل التقليدي  لكلّ طريقته الخاصة في تجميع الأفكار والمعلومات، ولأولئك الذين يعتمدون على التفكير البصري، فالخربشة تعدّ وسيلة تأمل مناسبه لهم، إذ إنها تشحن طاقتهم الإبداعية وتخفّف في  الوقت ذاته نسبة التوتر لديهم.

نشاط فطري لدى الأطفال

ربّما تمّ تثبيط الكثير منّا عن الرسم، سواءً بإقناعنا أننا لسنا جيّدين بما فيه الكفاية، أو بالادعّاء أنّ الرسم ليس نشاطاً ذا أهميّة.

وكثيرون ربما تمّ توبيخهم أيضاً بسبب الخربشة في الصفّ، لكن لا أحد ينكر أنّ الخربشة تساعد حقاً في زيادة التركيز ومن الجدير بالذكر أن غالبية الأطفال مبدعون بالفطرة، إلاّ أن البالغين يواجهون في معظم الحالات صعوبة في ممارسة هذه الرغبة الفطرية في الرسم والإبداع.

لست بحاجة لتكون رسّامًا بارعًا

في حين أنّ الرسم مقتصر في الغالب على الفنانين، فإنّ الخربشة في الواقع متاحة للكلّ، لستَ بحاجة لأن تكون رسّاما بارعاً كي تخربش، ويؤكد “سني براون” على ذلك في كتابه: “ثورة الخربشات” قائلاً: “بالنسبة للمخربش، لا علاقة على الإطلاق بين المهارة التي يظهرها في خربشاته وبين الخبرة التعليمية في الرسم.”

الخربشة إذن، تتمحور حول التعبير والخَلق، أكثر منها حول البراعة والجودة واللمسة الفنية.

استمتع بالتجربة

لا تقلق على الإطلاق بشأن جمال خربشاتك أو جودتها الفنية، وركّز فقط على الاستمتاع بما تقوم به  وفي خضّم هذه النشاط العفوي والممتع، ستتفاجأ بكمّ الأفكار الإبداعية التي ستنهال عليك.

قد تكون الخربشات مجرّد تواقيع، أو أنماط تجريدية، أو رسومات كرتونية أو أيّ شيء فقط أمسك قلماً وورقة وابدأ الخربشة كلّما شعرت أنّك عالق في مشكلة ما؛ ومن يدري فقد تكون خربشاتك اليوم مصدراً لثروتك في الغد!