وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يستخدم 663 مليون شخص مياهً غير صالحة للشرب، ويفتقر ثلث سكان العالم إلى مرافق صحية مناسبة، وأظهر تقرير نشر عام 2016 أن شح المياه يؤثر على ثلثي سكان العالم، وستتفاقم مشكلات شح المياه وما تسببه من صراعات بتغير المناخ من سيء إلى أسوأ، علاوة على ذلك، رأى المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2015 أن شحّ المياه الصالحة للشرب هو أعظم المخاطر العالمية المهددة لوجودنا اليوم.
طور العلماء جهازًا لاستخلاص المياه يعمل بأشعة الشمس، سعيًا منهم في البحث عن حل لهذه المشكلات، ويمتاز بقدرته على العمل في أكثر الأجواء جفافًا آملين أن تسد التقنية يومًا حاجات أكثر البقاع جفافًا وفقرًا في العالم، ويتكون الجهاز من مواد مسامية جديدة تدعى «الأطر الفلزية العضوية،» واختصارها «إم أو أف» تسحب كميات كبيرة من المياه إلى مسامها. وأظهر البحث المنشور في مجلة «ساينس» أن كيلو جرام من هذه المادة قادر على صيد عدة لترات من المياه كل يوم حتى إن تدنت مستويات الرطوبة إلى 20%، وهي النسبة المعيارية
تتيح هذه المواد تعديل كيمياء المسامات وحجمها لتسمح بتدفق أو حبس مختلف أنواع الجزئيات، فضلًا عن أن المادة تكون روابط مع كميات كبيرة من الجسيمات بفضل مساحة سطحها الكبيرة التي تعادل ملعب كرة قدم لكل غرام منها، أما العملية برمتها فهي تلقائية ولا تتطلب طاقة أو مواد إضافية، وعلى عكس تقنيات استخلاص المياه الأخرى، تعمل هذه التقنية حتى خلال الظروف الجوية الجافة، فهي مشابهة لأجهزة الترطيب إلا أنها ليست بحاجة إلى إمدادات مياه للعمل.
وعلى الرغم من ضرورة تحسين مواصفات هذه المادة أكثر، فإن إيفيلين وانج، رئيس مختبر «أم آي تي» لأبحاث الأجهزة، صرّح لمجلة «أم آي تي تيكنولوجي ريفيو» بأن المنتج القابل للتطبيق عمليًا ليس بعيد المنال، وفي الوقت ذاته تنتج شركة «بي إيه أس أف» الألمانية للصناعات الكيميائية موادًا مشابهةً بكميات ضخمة، لذلك نأمل بأن يتمكن الجهاز قريبًا من تزويد ملايين الأشخاص بمصدر ثابت لمياه الشرب.
الفجر | 04:40 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:37 |