من المعروف أن الطريق الأسرع من النقطة أ إلى النقطة ب هو المسار الأكثر استقامة. وينطبق هذا في الفضاء حين تقاس المسافات عبر الضوء المستقيم عادة. ولكن «رينيه هيلر» -وهو عالم الفيزياء الفلكية من معهد ماكس بلانك لبحوث النظم الشمسية في غوتنغن، ألمانيا– يعتقد أن السفر بين النجوم هو أكثر من مجرد مسار مستقيم.

وقال هيلر وزملاؤه في مقال نشر مؤخرًا أن السفر إلى نجم معين لا يتعلق بالمسافة فحسب، بل يتعلق أيضًا بسطوع النجم. ويسمى هذا المفهوم مقلاع الجاذبية الضوئي؛ أي استغلال الضوء المنبعث من النجم لدفع الأشرعة الضوئية أو الفوتونية التي تسافر في الفضاء. وقال هيلر لمجلة «نيو ساينتيست» أن حساباتهم فاجأته في البداية، على الرغم من أن الرياضيات المستخدمة في البحث كانت بسيطة وسليمة؛ فيتناسب الوقت المستغرق للسفر إلى أقرب نجم مع المسافة مقسومة على الجذر التربيعي لضياء النجم (مقدار سطوعه).

تغيير مواعيد السفر النجمي

وهذا يعني - وفقًا لهذه الحسابات - أننا نستطيع الوصول إلى نجم الشعرى اليمانية (سيريوس) أسرع من أي نجم في نظام رجل القنطور (ألفا سنتوري)؛ لأنه أسطع بمعدل 18 مرة، على الرغم من كونه أبعد بمرتين من قنطور الأقرب (بروكسيما سينتوري). فسنحتاج إلى 69 عامًا فقط للوصول إلى سيريوس، و140 عامًا للوصول إلى بروكسيما سينتوري.

اكتشاف تقني جديد قد يسمح لنا بالوصول إلى عوالم خارجية خلال 70 عامًا

وقال هيلر «نحن بحاجة إلى مادة شراع خفيفة جدًا وصلبة ومقاومة للحرارة وعاكسة للغاية ويمكن أن تمتد على مساحة عدة مئات من الأمتار المربعة.» وقد تكون المادة قائمة على الجرافين ومغلفة بمادة خارقة.

ويقترح بحث مشابه تابع لمشروع «بريكثرو ستارشوت» استخدام الأشرعة الضوئية للسفر إلى ألفا سنتوري. ولن تستغرق الرحلة - وفقًا لحساباتهم - سوى 20 عامًا، إلا أن حساباتهم أُجريت على أساس بعثة تطير قرب النجم بضع ثوانٍ فحسب، وذلك لن يمكنهم من رصد الكثير عنه. وعلى الرغم من أنها ستكون فرصةً فريدةً لاكتشاف الكون أبعد مما اكتشفناه قط، فلن تتيح للعلماء جمع بيانات كافية.

وبالنظر إلى المعطيات، تمنحنا طريقة هيلر الاستثنائية خيارًا أفضل من ذي قبل. وقال هيلر «قد يمنح نجاح فكرتنا البشر أملًا بالسفر بين النجوم.»