ما الذي اكتشفه علماء الفلك على الكوكب «إتش إيه تي-بي-26 بي»؟

اكتشف علماء من جامعة إكستر بعض المظاهر الغريبة للكوكب «إتش إيه تي-بي-26 بي» (HAT-P-26b) الواقع خارج المجموعة الشمسية، والذي يعادل حجمه حجم كوكب نيبتون، مستعينين بمقراب هابل فضلًا عن مقراب سبيتزر الفضائي. وساهمت اكتشافاتهم في معرفتنا أشكال تنوع الكواكب وكيف تتشكل.

انتهز المقرابين الفرصة لقياس الكوكب الذي يبعد نحو 437 سنة ضوئية عن الأرض، أثناء عبوره أمام شمسه، فاكتشف العلماء غلافًا جويًا غنيًا بغاز الهيليوم والهيدروجين بالإضافة إلى بخار الماء. وقال «هانا ويكفورد» أحد المشرفين على الدراسة الجديدة والباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في «مركز غودارد لرحلات الفضاء» التابع لوكالة ناسا «إن هذا الغلاف الجوي سيشكل سماءً غريبة للغاية رمادية اللون وباهتة.»

ما يثير الاهتمام في هذا الكوكب أيضًا هو طريقة تشكله؛ ففي النظام الشمسي للأرض، تنخفض معدنية الجرم كلما زادت كتلته «والمعدنية مصطلح فلكي يطلق على العناصر الأثقل من غاز الهيليوم والتي تدخل في تكوين جرم سماوي.» إلا أن الكوكب «إتش إيه تي-بي-26 بي» يتحدى في تكوينه هذا النموذج؛ فعلى الرغم من أن حجمه يعادل تقريبًا حجم نبتون، فإن نسبة معدنيته تقترب من نسبة معدنية المشتري.

لماذا يهمنا هذا الأمر؟

قال «ديفيد سينغ» الأستاذ في جامعة إكستر «يعد الاكتشاف الجديد عن طبيعة الغلاف الجوي لهذا الكوكب إنجازًا كبيرًا في سعينا لمعرفة المزيد عن كيفية تشكل الأنظمة الشمسية ومقارنتها بنظامنا الشمسي، إذ يُظهر هذا الاكتشاف تنوعًا في الأغلفة الجوية للكواكب خارج المجموعة الشمسية أكبر بكثير مما اعتقدنا سابقًا.» فعلى الرغم من اكتشاف الآلاف من الكواكب خارج المجموعة الشمسية إلا أننا نعرف القليل نسبيًا عن محتويات أغلفتها الجوية.

إن هذا الاكتشاف هو طليعة الإنجازات الواعدة المرتقبة فور إطلاق المقراب الجديد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. إذ سيتيح لنا مقراب جيمس ويب الفضائي استكشاف مدًى أبعد للفضاء بفضل مرآته التي يبلغ قطرها 6.5 أمتار مقارنة بمرآة مقراب هابل التي لا يتجاوز قطرها 2.4 أمتار. علاوة على ذلك، سيزودنا القمر الاصطناعي «تيس» بتفاصيل عن خصائص الكواكب وأغلفتها الجوية، ويتوقع أن يُجري هذا القمر الاصطناعي عمليات مسح لأكثر من 200 ألف كوكب خلال مهمته التي تستغرق نحو عامين.