لا يمكن مقاومة سحر المشهد من بعيد، حيث ترى تلك الكهوف وهي تتلألأ بالأضواء في قلب الظلام،  بألوان خضراء وزرقاء مدهشة، قبل أن تعرف سبب تلك الظاهرة الطبيعية المثيرة والتي تنفرد بها كهوف ويتومو والواقعة في أعماق أرض الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا والتي تعود إلى كونها مسكن لنوعاً نادرا من الديدان المضيئة.

وتعود تلك الكهوف حسب تقدير الخبراء إلى نحو 30 مليون عام،إلا أنها  اكتشفت عام 1887 على يد رئيس قبيلة ماوري المحلية تين تينورو ومساح الأراضي الإنجليزي فريد ميس، وافتتحا  الكهف أمام السياح في  عام 1889 قبل أن تتولى حكومة نيوزلندا من بعدهما في عام 1906، بينما عرفت تلك الكهوف على نطاق واسع عندما قام مصور الكهوف جوزيف مايكل  بقضاء سنة كاملة بها وسط الماء المتجمد من أجل التقاط صورها.

وتعرف الديدان المضيئة علميا باسم “Arachnocampa luminosa” ولم يعثر لها على مثيل في مكان آخر في العالم عدا نيوزيلندا، حيث تشكل أسقف الكهوف المتواجدة في مدينة ويتومو منازل لتلك الديدان المضيئة الفريدة من نوعها، حيث يمكنها الضوء الفسفوري المنبعث منها من الحصول على طعامها من الرخويات والحشرات واللافقاريات الصغيرة، كما يساعدها ذلك الضوء على جلب رفاقها بحيث تعيش جنبا إلى جنب على شكل مجموعات تتألف من مئات الحشرات.