هل يمكن تفسير أنماط اللغة بفيزياء الفقاعات؟
هل يمكن تفسير أنماط اللغة بفيزياء الفقاعات؟

السبت | 29/07/2017 - 04:50 مساءً

نشر جيمس بوريدج، الدكتور في جامعة بورتسموث، نظريةً تعتمد على الفيزياء في تنبؤها بكيفية ظهور اللهجات وأماكن استحداثها، وقال «إذا أردتَ معرفة أماكن ظهور اللهجات وكيفية حدوث ذلك فما سيساعدك على التنبؤ بهذا هو فيزياء الفقاعات ومَيلُنا إلى تقليد مَن حولنا؛ فالتقليد هو ما يَخلُق مناطق لهجات تُهَيمِن فيها طريقة كلام واحدة، وحين تتلاقى منطقتان منهما يَحدُث ما يشبه «التوتر السطحي،» وهو توتر يسبب انفصال الماء عن الزيوت مُكوِّنًا طبقات منهما، وهو أيضًا ما يجعل الفقاعات الصغيرة تَندمج بعضها في بعض؛ والمجموعات البشرية مثل هذه الفقاعات، إذ تَندمج مجموعاتهم بعضها في بعض مُكوِّنةً مجموعات أكبر ليُلائموا مَن حوْلهم.

وحين يتكلم الناس ويسمع بعضهم بعضًا يميلون إلى مطابقة أنماط الكلام التي يسمعونها من غيرهم، فتندمج لهجاتُهم. والناس في حياتهم يَلزمون عادةً مَحَلهم الجغرافي، ولذا يميلون إلى الانسجام مع منَ حوْلهم.» وبهذا يَحِيد الدكتور بوريدج عن النُّهُج المُتَّبَعة حاليًّا في دراسة اللهجات ليصيغ نظرية تُفسِّر تأثير تكوين البلد وتوزيع سكانه في تطوُّر مناطق اللهجات.

في هذه الخرائط محاكاة لمناطق ثلاث لهجات كانت في البدء مُشتَّتة في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، وبمرور الوقت (من اليسار إلى اليمين) صارت المسافة بين حدود هذه اللهجات تَقصُر تدريجيًّا. وفيها أيضًا دليل على أن خطوط هذه الحدود تُحدِّدها مداخل الأنهار وغيرها من التضاريس الساحلية. حقوق الصورة: جيمس بوريدج، جامعة بورتسموث
في هذه الخرائط محاكاة لمناطق ثلاث لهجات كانت في البدء مُشتَّتة في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، وبمرور الوقت (من اليسار إلى اليمين) صارت المسافة بين حدود هذه اللهجات تَقصُر تدريجيًّا. وفيها أيضًا دليل على أن خطوط هذه الحدود تُحدِّدها مداخل الأنهار وغيرها من التضاريس الساحلية. حقوق الصورة: جيمس بوريدج، جامعة بورتسموث
يَستخدم علماء اللهجات التقليديون مصطلح «حَدّ لَهْجيّ» (isogloss) لوصف خطوط الخريطة التي تُحدِّد المناطق ذات السِّمات اللغوية المميَّزة. وقال الدكتور بوريدج: هذه الحدود اللَّهْجيّة تُشبه حواف الفقاعات، والرياضيَّات المستخدمة في وصف هذه الفقاعات وشرح تفاعلاتها يَسَعنا استخدامها كذلك في تفسير أمر اللهجات.

كلما كبُرت المدينة، عظُم التأثير

وأضاف بوريدج «يوضِّح نموذجي أن اللهجات تميل إلى الانتشار من داخل المراكز السكانية إلى خارجها، ما يفسر تميُّز المُدن بلهجاتها الخاصة، فالمدن الكبيرة كَلَندن وبرمنجهام تشبه الفقاعات التي تضغط على جدرانها من الداخل. وهذا هو سبب وجود مدن كبيرة في قلب عديد من مناطق اللهجات، فكلما كبُرت المدينة عظُم التأثير؛ وهذا أيضًا سبب خروج طرائق الكلام الجديدة من المراكز الحضرية الكبيرة وانتشارها إلى خارجها. وإذا عاش الناس على مقربة من بلدة أو مدينة، فمن المفترض أنهم سيتفاعلون مع سكانها تفاعلًا أكثر مِن تفاعلهم مع مَن خارجها، وذلك لكثرة السكان الذين يسهل التفاعل معهم.» وفوق هذا يوضح نموذج بوريدج أن الحدود الفاصلة بين اللغات تُصقَل وتُضبَط بمرور الزمن، ما يساعد على استقرار اللهجات.

ما بعث الدكتور بوريدج على إعداد بحثه هذا هو اهتمامه لفترة طويلة بالأنماط المكانية وبفكرة أنَّ السلوك البشري والسلوك الحيواني يتطوران بصورة متوقَّعة. أما تمويل البحث فتكفلت به مؤسسة «ليفرهولم تراست.»



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20