المصريون سيضطرون لمغادرة بيوتهم ويعبرون المتوسط بواسطة قوارب متهالكة
المصريون سيضطرون لمغادرة بيوتهم ويعبرون المتوسط بواسطة قوارب متهالكة

الأحد | 20/08/2017 - 05:37 مساءً

حذر الأكاديمي الإسرائيلي داني رابينوفيتس، الأستاذ بقسم علم الاجتماع والأنثربولوجيا بجامعة تل أبيب من تعرض منطقة الشرق وعلى رأسها مصر إلى مخاطر التغيرات المناخية.

وقال الباحث في النواحي الاجتماعية والاقتصادية لأزمة المناخ في تصريحات إلى صحيفة "جلوبز" العبرية: "نحن متواجدون بمنطقة يوجد بها الكثير من الصحاري ودول تجاور أحداها الأخرى، وأكثر عرضة للاستهداف بسبب المناخ، عندما نتحدث عن عمليات التصحر والمساس بالقدرة على إنتاج الغذاء والاقتصاد المائي، لا نحتاج لكثير من التفكير كي نعرف الأخطار المقبلين عليها".

وأضاف: "عدم الاستقرار من شانه أن يتولد لأمرين؛ أولا الدول الفقيرة ستنتج غذاء أقل بل وستكون الأكثر حساسية لأسعار الغذاء العالمية وبالأخص أسعار البضائع الأساسية للحياة، هذا الأمر من شأنه أن يشهد تزايدا نظرا لصعوبة زراعة محاصيل في مناطق أخرى بالعالم، وإذا نظرت إلى دول مثل مصر أو الأردن وبشكل عام الدول في منطقتنا والتي ليس لديها الكثير من النفط، سترى أن زيادة 10% أو 20% بأسعار الحبوب كالقمح والأرز وفول الصويا وما شابهها من شأنه أن يشكل ضربة قاتلة ومميتة للأنظمة الحاكمة بتلك الدول؛ لأنه ببساطة لا يمكن لهذه الحكومات إطعام مواطنيها".  

وأشار إلى أن "سيناريو من هذا النوع لن يسقط حزبًا أو حاكمًا وإنما ببساطة ستصبح الدولة عن طريقه أشبه بجسد لا يعمل وفوضوي مثل الصومال وأفغانستان، وعلى سبيل المثال يمكنك أن تنظر إلى مصر، هذه دولة يمكنها إطعام 80 مليون نسمة نظرا لأن المواد الغذائية الأساسية كالحبوب والأرز والزيت وغيرها الكثير مدعومة حكوميًا، لكن من المعروف أن هناك حدود للقدرة على الدعم، وإذا أصيبت هذه القدر بسبب ارتفاع أسعار الغذاء النابع من تغيرات المناخ وتدهور القدرة على الإنتاج، فإن استقرار مصر سيتضرر". 

ولفت إلى أن "هناك نوعًا آخر من الخطر يأتي نتيجة لتغيرات المناخ بمنطقتنا، وهو ظواهر اللاجئين بسبب الأحوال البيئية؛ نحن نرى هذا الأمر في كل من السودان والصومال على سبيل المثال، فتغير المناخ خلال الـ30 أو الـ40 عامًا الأخيرة أدى إلى تفريغ قطاعات كاملة من الأراضي من المواطنين، بسبب عدم قدرة البشر على زراعة الحبوب أو تربية الماشية بها، وهنا لن يجد هؤلاء إلا التحرك من أماكنهم في البداية داخل حدود الدولة التي يعيشون بها، ثم بعدها خارج هذه الحدود".

واستدرك الأكاديمي الإسرائيلي، قائلاً: "نتوقع أن تزداد هذه الظواهر، فاللاجئون غير مضطرين لمغادرة منازلهم بسبب الحرب فقط، فعندما يفقدون كل قدراتهم الاقتصادية وحقوقهم يصبحون عاملاً من عوامل عدم الاستقرار، والمواطنون الذين يخسرون كل شيء وليس لديهم أي أمر آخر لخسارته، يمكنهم أن يتحولوا وبشكل سريع إلى متطرفين".

وفي توقعاته لما سيحدث في مصر نتيجة التغيرات المناخية، قال: "انظر على سبيل المثال إلى احتمال حدوث ارتفاع طفيف لمستوى البحر المتوسط وأثره على عدد يتراوح بين مليون ونصف إلى 3 مليون نسمة يعيشون اليوم بمنطقة الدلتا المصرية، والذين سيضطرون إلى مغادرة بيوتهم في العقود القادمة، هؤلاء المواطنون يمكنهم أن ينتقلوا إلى مناطق أخرى بمصر، أو قد يقررون عبور البحر المتوسط بواسطة قوارب متهالكة؛ مثلما رأينا في حالة اللاجئين القادمين من سوريا ومن أماكن أخرى بالأعوام الأخيرة".

وأضاف: "لكن هناك أنباء جيدة؛ إسرائيل على ما يبدو مستعدة أكثر من جيرانها للتعامل مع تغيرات المناخ، فهي دولة صغيرة فيما يتعلق بالمساحة، وأكثر تكنولوجية كما أنها غنية ولديها قدرة كبيرة جدا على التعامل مع تحديات قومية على صعيد الدولة، نحن على ما يبدو سننجح في تجاوز تغيرات المناخ ومواجهة التحديات الخاصة بزراعة الغذاء وصعوبات الاقتصاد المائي، لكن هناك حقيقة لابد وأن نأخذها الحسبان وهي أننا محاطون بدول قد تخسر وبشكل سريع جدا استقرارها؛ وهو ما يجب أن يقلقنا".  

 

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39