تونسي ينجح في إنتاج الأسماك.. في الصحراء
تونسي ينجح في إنتاج الأسماك.. في الصحراء

الخميس | 12/10/2017 - 07:32 مساءً

في منطقة "تونكت" التابعة لمحافظة تطاوين جنوب تونس، اختار مواطن تونسي أن يجعل من قلب الصحراء التونسية مكانا لتربية الأسماك، متحديا بذلك الظروف المناخية القاسية والطبيعية الصعبة، فحقق خطواته الأولى في النجاح وبدأ في الإنتاج.

الفكرة بدأت منذ شهر مارس/آذار من العام الماضي، حين تلّقى الخمسيني يحيى التونكتي اقتراحا من إحدى الجمعيات المحلية بإقامة مشروع لتربية الأسماك في الصحراء، لكنها لم ترق له في البداية وأبدى شكوكه بإمكانية نجاح مثل هذه المشاريع، بحكم معرفته بالبيئة الجغرافية للمنطقة المعروفة بمناخها الجاف وحرارتها المرتفعة، لكنه في النهاية قرر تحدي هذه العوامل وخوض المغامرة، رغم التحذيرات التي تلّقاها.


ويقول التونكتي لـ"العربية.نت" في هذا السياق إنه "ليس من السهل تقبّل فكرة تربية الأسماك في منطقة صحراوية تبعد عن البحر مئات الكيلومترات، زد على ذلك استغراب ودهشة الناس هنا التي لم تشجعني على خوض هذه التجربة"، لكن قناعته بأن لا شيء مستحيلا جعلته يندفع لتنفيذ المشروع خاصة بعد أن تلقى دعما ماديا من الجمعية.


اختار التونكتي المساحة المحيطة بمنزله لتركيز مشروعه، فقام ببناء أحواض خاصة بتربية الأسماك وتوفير المياه عن طريق حفر بئر سطحية، قبل أن يشتري سمكا صغيرا عبارة عن يرقات من شركة متخصصة ببيع الأسماك في مدينة جربة، ووضعها في الأحواض مع الاهتمام بها بمساعدة ابنه محمد الذي قام بعدة دورات تدريبية في مجال تربية الأسماك.


وبسبب المناخ الصعب الذي تتميز به المنطقة، اختار التونكتي أن يختص بتربية سمك البلطي النيلي لأنه يفضل العيش والنمو في درجات الحرارة المرتفعة ويتحمل الظروف الطبيعية القاسية. وأكد في هذا الجانب أنه، "يضطر في فصل الشتاء إلى تغطية الأحواض بغطاء بلاستيكي من أجل المحافظة على درجة حرارة معتدلة للأسماك".


وبيّن التونكتي أن المشكلة الوحيدة التي تعترضه في هذه الفترة، هي ندرة المواد الغذائية للأسماك، خاصة مادتي "الصوجا" و"فارينة الحوت"، لأنها لا تتوفر دائما في السوق، حيث يحرص على إطعام أسماكه أكثر من 4 مرات في اليوم، وهو ما يضطره في بعض الأحيان إلى استعمال مواد غذائية بديلة لكنها يمكن أن تؤثر على جودة الأسماك.


وبعد أكثر من عام ونصف على بداية المشروع، أصبحت أحواض تربية الأسماك في منطقة تونكت مزارا للناس ممّن يرغب في استكشاف مراحل نمو الأسماك وكيفية تربيتها، كما أصبح المزوّد الأول لسكان المنطقة من الأسماك، حيث يتم بيعها للمستهلكين في المكان نفسه وبأسعار معقولة تصل إلى 11 دينارا (4.5 دولار) للكيلوغرام الواحد.


وخلّص التونكتي إلى أنه "لا يوجد أي شيء مستحيل لأنه إذا توفرت العزيمة يمكن لكل شيء أن يتحقق"، ودعا كل الشباب إلى التمسك بطموحاتهم ورفع أي تحدٍ يمكن أن يعترضهم، حتى تتحول أحلامهم إلى حقيقة.


ويأمل التونكتي في توسيع مشروعه بهدف تشغيل أكثر عدد ممكن من اليد العاملة والتخفيف من وطأة البطالة، وكذلك من أجل أن يصبح المزود الأول لهذا النوع من الأسماك في جنوب تونس ويغطي احتياجات السكان التي لا تزال وجبة السمك من أغلى الوجبات عندهم.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38