تستخدم السيدات البهارات والتوابل في إعداد مختلف الأطعمة، كما تضيفها بعض المحال والمطاعم الكبرى إلى الوجبات التي تقدمها للزبائن، حتى إن بعض المطاعم تتميز وتشتهر بمذاق معين للأطعمة الخاصة بها، بسبب أنواع معينة من البهارات والتوابل التي تضيفها إلى هذه الوجبات، وتتكون البهارات من خليط من بعض التوابل والقرفة وورق لورا وروز ماري والبابريكا والزنجبيل والمرمرية والقرنفل والزعتر والهيل والفلفل والشطة الحمراء والكمون، وغيرها من النباتات الأخرى التي تختلف من بلد إلى آخر، وتصبح البهارات خليطاً من جزء كبير من هذه النباتات بنسب مختلفة ويمكن أن تكون شاملة لأنواع كثيرة أو تقتصر على 5 أو 6 عناصر فقط.

تساعد البهارات والتوابل على فتح الشهية والتهام كمية أكبر من الطعام، ويرجع تغير المذاق من دولة إلى أخرى لنوع البهارات ونسب تركيبها، كما تعطي البهارات رائحة جيدة للطعام، وتستخدمها بعض المحال للتغطية على روائح بعض الأطعمة غير الزكية، وأيضا للتغطية على مذاق بعض اللحوم الفاسدة، ويوجد العديد من الفوائد الصحية والغذائية لهذه البهارات والتوابل، وأيضا لها بعض الأضرار في ظروف معينة وبعض الاستخدامات الخاطئة، وفي هذا الموضوع سوف نتناول بالتفاصيل فوائد البهارات والتوابل وكذلك أضرارها.

الأنواع والمصادر

تستعمل الكثير من دول الشرق الأوسط البهارات في كثير من الأغراض، كما تعد الصين والهند في قائمة الدول التي تستخدم البهارات، وتشتهر البهارات منذ قديم الزمن في الأطعمة المختلفة، وكانت تضاف للحوم النيئة والمطهية، واختلفت أنواع البهارات من مكان لآخر ومن مطبخ إلى مطبخ، وتصنف البهارات والتوابل إلى أنواع حسب مصدرها، فهناك بهارات البذور والثمار والتي يتم استخدام بذور وثمار النباتات في صناعتها، بعد عملية الطحن، ومنها الكمون والفلفل الأسود والشطة الحمراء والكزبرة واليانسون والشومر، وحبوب الهيل أو الحبهان، والليمون المجفف وجوزة الطيب والحلبة واللومي، وهناك البهارات الورقية التي تعتمد في صناعتها على أوراق النباتات أو الزهور، ويمكن أن تستخدم طازجة وجافة مثل النعناع، وأوراق الزعتر والحبق والروز ماري وأوراق الغار، ويتم استخدام الأوراق بعد طحنها، أما بهارات الزهور فتتمثل في الزعفران وحبة البركة والعصفر، وهناك البهارات المصنوعة من الجذور ولحاء الأشجار، ومنها الزنجبيل والكركم وبودرة الثوم والثوم الجاف والطازج والبصل، والقرفة هي أشهر البهارات المصنوعة من لحاء الشجر، وتختلط هذه الأنواع من البهارات مكونة خلطات متنوعة، تستخدم في الأطعمة المختلفة مثل بهارات الشاورما وبهارات الكبسة وغيرها.

حماية القلب

تتميز البهارات بالعديد من الفوائد الصحية المتنوعة، وبعض البهارات تمثل أدوية للعلاج والوقاية من بعض المشاكل الصحية والأمراض، فهي من الأعشاب الطبيعية التي تباع لدى العطارين ولها سوق رائج، وأسعارها مرتفعة في معظم الأنواع، وبعض المتخصصين في الأعشاب يستخدمون خلطات مختلفة منها للوقاية من بعض الأمراض، وتعمل بعض التوابل على حماية القلب ووقايته من الكثير من المشاكل والأمراض، مثل انسداد الشرايين وتخثر الدم، ويساهم الفلفل الأحمر والكاري في حماية الشرايين من الانغلاق، وأغلبية أنواع البهارات تساعد في عملية الهضم وتقضي على البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي، وتناول الزنجبيل يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية، وعلاج التهاب المفاصل والوقاية منها، ويمكن استعمال اليانسون للحصول على حالة الاسترخاء، ويعالج الكمون حالات انتفاخ البطن الشديدة واضطرابات القولون ويخفف من الألم الصادر عنه، من خلال شرب كوب ساخن من الكمون أو تناول ملعقة من النوع المطحون، كما تعد البهارات علاجا جيدا لأمراض البرد والرشح، ويمكن استخدام البهارات في المشروبات الساخنة، ومنها القرفة والزنجبيل والزهورات والبابونج وغيرها، وتعمل القرفة على علاج مشاكل الطمث وألم البطن.

مضادات الأكسدة

تحتوي البهارات والتوابل على كميات كبيرة من المواد المضادة للأكسدة، وهي من المميزات الصحية للتوابل، فمن المعروف أن مضادات الأكسدة تحارب الجذور الحرة الموجودة في الجسم، وبالتالي حماية الجلد من الشيخوخة المبكرة، والحفاظ على الشعر وتقويته وعدم تساقطه، وتحمي الجسم من ضعف العضلات، والحفاظ على القدرات السمعية والبصرية، والوقاية من بعض أمراض السرطان، مثل سرطان البروستاتا والقولون والأمعاء، وتحتوي زيوت البهارات على نسب عالية من مضادات الأكسدة أيضا، وتعمل البهارات على الحماية من الاضطرابات العصبية، وتجعل الجسم في حالة صحية جيدة وشباب دائم، وتعمل البهارات كطارد للغازات التي تنبعث من الأمعاء، والتي يمكن أن تسبب مضاعفات مثل عسر الهضم والثقل وتشنجات في الصدر وارتفاع ضغط الدم والروماتيزم، وتساعد البهارات على تهدئة الجسم وتسكين الألم والتخلص من ردود الأفعال المفرطة، وتخفف من التشنجات والتقلصات وتساهم البهارات في التخلص من حالة الأرق، ويستخدم زيت البهارات في الحصول على بشرة أكثر احمرارا وجمالا، لأن الزيت يحفز الدورة الدموية أسفل الجلد ويعطي مسحة حمراء اللون للجلد، ويعمل زيت البهارات على التخفيف من التهاب الشعب الهوائية وعلاج السعال والتهابات المفاصل، كما تحفز البهارات عملية نمو الخلايا وإنتاج الخلايا الجديدة، وتحتوي البهارات على نسبة كبيرة من المعادن والفيتامينات المتنوعة، والكركم الذي يعتبر من مضادات الالتهابات، ويمكن استخدام بعض أنواع من البهارات في تقليل الوزن، والوقاية من تراكم الدهون بالجسم، مثل الفلفل الأسود الذي يحارب السمنة، وتفيد الأغذية التي تحتوي على البهارات في تسهيل عملية الأيض التي تفيد في انخفاض الوزن.

يوجد بعض الأضرار التي يمكن أن تسببها البهارات عند التناول، ومنها حدوث حالة من تهيج الغشاء المخاطي والإصابة بالعطس لعدة مرات متتالية، وكشفت دراسة سابقة أن بعض البهارات لها ردود أفعال تحسسية لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض الحساسية، وفي هذه الحالة يجب التخفيف من البهارات في الطعام أو تجنبها إذا تطلب الأمر، كما يمكن أن تؤدي التوابل الزائدة في الطعام إلى حدوث تهيج في الجهاز الهضمي، وتهيج أيضا في الجهاز العصبي المركزي، ويتحسس الجلد لدى بعض الأشخاص عند تناول تركيز عالٍ من البهارات والتوابل، ويجب على السيدات الحوامل تجنب زيت البهارات خلال فترة الحمل، ويوجد بعض أنواع من البهارات والتوابل يجب تجنبها للأشخاص الذين يعانون من قرح المعدة والأمعاء والتهابات القولون التقرحي، وتناول السلطات الحارة والشطة باستمرار يسبب خدش جدار المعدة والإصابة بالالتهابات والتقرح، ويعاني البعض من حساسية مفرطة نتيجة تناول الفلفل الأسود والشطة الحمراء، فمن الأفضل عدم تناول هذه الأنواع تجنبا لحدوث بعض المضاعفات، وتعمل البهارات اللاذعة على الإضرار بالحليمات الذوقية باللسان، وبعض الاضطرابات الهضمية، كما يمكن أن تؤدي هذه البهارات الحارة إلى الإصابة بأمراض البواسير، ومعظم الأضرار الناجمة عن البهارات تتعلق بالفلفل الأسود والشطة الحمراء، ويجب تناولها بكميات قليلة لعدم التعرض لبعض الأعراض المؤذية، كما يمكن أن تؤدي الأغذية المليئة بالبهارات إلى الإصابة باحمرار الجلد والحكة والطفح الجلدي، ويجب إبعاد البهارات عن العين، لأنها تسبب حساسية بالغة للعين، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد لمس البهارات لعدم لمس العين ما يسبب تهيجها واحمرارها وحدوث بعض الأضرار بها، ومن المعروف علمياً أن تناول كميات كبيرة من الملح يسبب أضرارا خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل في الجسم، كما أن بعض الأشخاص يعاني من حساسية تجاه الحبهان، ويحدث الهال تقلصات حادة لمن يعانون من تكون حصى المرارة، ويسبب التناول المفرط للروز ماري حالة الإجهاض، ويمكن أن يؤدي إلى وذمات رئوية، ويجب عدم تناول الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم عشبة إكليل الجبل وكذلك المصابين بقرحة المعدة وتقلصات القولون، ومن المعروف أن الحلبة من المشروبات المحظورة للسيدات أثناء فترة الحمل، لأنها تسبب حدوث تقلصات شديدة في جدار الرحم يمكن أن تؤدي إلى عملية الإجهاض.

مسكّن ومطهّر

تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن البهارات لها تأثير المسكنات ويمكن استعمالها كمخدر، كما يمكن الاستفادة منها كمطهر جيد، حيث تعمل البهارات على التأثير في الأعصاب، ولا تمرر الشعور بالألم إلى الدماغ ولا تسمح بالإحساس بهذا الألم، ما يؤدي إلى ضعف تأثير الألم، ويمكن تناول البهارات لعدم الإحساس بالوجع الناتج عن نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية، وحالات الصداع الحادة وغيرها من الأمراض التي تسبب بعض الألم، والبهارات في هذه المشاكل أفضل من تناول المسكنات لأنها تؤدي نفس الغرض، وأغلبية المسكنات عموماً تعتمد على مخدر الأفيون، وهذا المخدر يسبب أعباء وأضراراً على الجهاز العصبي والدماغ والقلب، كما يمكن استخدام البهارات كمطهر قوي المفعول، يستطيع قتل البكتيريا والجراثيم التي تنتشر بسرعة شديدة وتسبب خطراً حقيقياً للشخص، ويمكن استخدام العقار المصنوع من زيوت البهارات للقضاء على ملوثات الجروح البسيطة وعدم تفاقمها، كما يمنع حدوث تشنجات، ودراسة أخرى بينت فائدة البهارات في تنشيط الدورة الدموية والعمل مثل المنبه، ومنشط أيضاً يعزز ويقوي جهاز المناعة، ويساعد عملية الهضم ويزيد إفرازات الجسم ما يؤدي إلى عملية التمثيل الغذائي السليم.