فقد أكد خبراء بيئيون أن عددا متزايدا من البحيرات في العالم تجف بسرعة كبيرة، لأسباب منها إساءة استخدام المياه والتغير المناخي.

وتكشف صور صادمة التقطت من الأقمار الصناعية، أن بحيرات مثل بحر "آرال" في أوزبكستان وبحيرة "أورمية" في إيران والبحر الميت بين الأردن وفلسطين وإسرائيل، تصبح أصغر وأصغر كل عام.

وبدأت بحيرة "بحر آرال" في الجفاف خلال ستينيات القرن الماضي بسبب الإفراط في استخدام مياهها في زراعة الأراضي الجافة في الاتحاد السوفيتي السابق، حتى أصبحت مساحتها الآن 10 بالمئة تقريبا من المساحة الأصلية، بعد أن خسرت 167 مليار غالون من المياه.

كما بدأت بحيرة "أورمية" في الانكماش بسبب بناء السدود على الأنهار التي تمدها بالماء، حتى خسرت 40 بالمئة من مساحتها.

ولم يسلم البحر الميت أيضا من التآكل، ويقل منسوب المياه به بنحو 3 أقدام كل عام، فيما اتفقت السلطات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية على ضخ 35 مليار غالون من مياه البحر الأحمر به، لحمايته من الجفاف.

كما تعاني بحيرة "أوين" في الولايات المتحدة من الانكماش بشكل مطرد، بعد أن تحول مجرى النهر المغذي لها إلى قناة لوس أنجلوس، بقرار من ولايتي كاليفورنيا ونيفادا.

والآن، تنفق السلطات نحو 1.2 مليار دولار لحماية البحيرة من أن تصبح بركة من الطين.

الأمر ذاته مكرر في بحيرة "فاغيبين" في مالي، التي جفت تماما تقريبا بحلول عام 1990 بسبب نقص الأمطار، وبحيرة "أسال" في جيبوتي التي تبخرت مياهها بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى الخمسين أحيانا، في ظاهرة يعتقد أنها ترتبط بالاحتباس الحراري.

وتقول خبيرة البحيرات والباحثة في معهد كاري في نيويورك ليزا بور، إن التدخل البشري "السيئ" وراء ظاهرة انكماش البحيرات.

وأضافت لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "البحث المستفيض بشأن أسوأ هذه الكوارث، يظهر أن السبب الأساسي هو تحويل مجاري المياه أو سوء إدارة مصادر المياه ما يحرم البحيرات من الكميات الكافية لها".

وترى أن "التغير المناخي يمكن أن يفاقم المشكلة"، مشيرة إلى أن "كل البحيرات حول العالم، باستثناءات قليلة، ترتفع درجة حرارتها".