ماذا سيحدث لأجسامنا إذا لم نتمكن من النوم أبداً؟
ماذا سيحدث لأجسامنا إذا لم نتمكن من النوم أبداً؟

السبت | 10/03/2018 - 06:28 مساءً

في عام 1965 بقي راندي كاردنر طالب الثانوية البالغ من العمر 17 عاماً مستيقظاً لمدة 264 ساعة أي ما يعادل 11 يوم، ليرى كيف سيتكيف جسده ودماغه مع الوضع بدون النوم، في اليوم الثاني توقفت عيناه عن التركيز، فيما بعد فقد القدرة على التعرف على الأشياء باللمس، في اليوم الثالث، كان متقلب المزاج وغير متوازن، وفي نهاية التجربة كان يبذل جهداً ليحافظ على تركيزه، كما واجه مشكلة مع الذاكرة قصيرة المدى وأصيب بالهذيان ثم بدأ يهلوس، رغم أن كاردنر تعافى دون أذىً نفسي أو جسدي طويل الأمد إلا أن حرمان الشخص من النوم قد يسبب له إختلالاً في الهرمونات، والمرض، وفي الحالات القصوى قد يؤدي إلى الموت!

إننا لازلنا في بدايات فهمنا لأهمية النوم لكننا نعلم أنه ضروري، يحتاج البالغ 7 – 8 ساعات إلى النوم ليلاً، بينما يحتاج المراهق 10 ساعات.

نشعر بالنعاس بسبب إشارات يولدها جسمنا والتي تخبر دماغنا بأننا متعبون، بالإضافة إلى الإشارات التي نتلقاها من المحيط لتعلمنا أن الظلام قد حل، إن زيادة المحرضات الكيميائية للنوم كالأدينوزين والميلاتونين تدخلنا في حالة من النوم الخفيف والذي يزداد عمقاً مع الوقت مما يجعل التنفس وضربات القلب أبطأ وترتخي العضلات، هذا نوم لا يترافق بحركة العين السريعة وفيه يبدأ إصلاح الـ DNA، ويعيد جسمنا تجديد نفسه ليومٍ جديد.

في أمريكا يقدر أن 30% من البالغين و 66% من المراهقين يعانون من قلة النوم بشكلٍ متكرر وهذا ليس مجرد إزعاجٍ عابر، قلة النوم يمكن أن تسبب ضرراً كبيراً للجسم، مع قلة النوم فإن التعلم والذاكرة والمزاج وسرعة رد فعلنا تتأثر بشكلٍ كبير.

قد تعرضنا قلة النوم أيضاً إلى الالتهابات والهلوسة وارتفاع ضغط الدم ، كما يعتقد أن لها علاقة بالسكري والبدانة.

في عام 2014 توفي أحد كبار مشجعي كرة القدم بعد بقائه مستيقظاً لمدة 48 ساعة لمشاهدة بطولة كأس العالم، رغم أن موته كان بسبب سكتةٍ دماغية، إلا أنه ظهر أن نقصان النوم عن 6 ساعاتٍ يومياً لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بأربع مرات ونصف مقارنةً بشخصٍ يحصل بشكلٍ منتظم على 7 – 8 ساعات من النوم.

لدى عددٍ قليل من البشر مرض نادر، ينجم عن طفرة وراثية حيث يعانون من الأرق يومياً، تعرف هذا الحالة بـ “الأرق العائلي المميت”، يخضع الجسم لحالة مرعبة من اليقظة تمنعه من النوم ، خلال أشهر أو سنوات تزداد الحالة سوءاً مما يسبب فقدان الذاكرة أو الموت.

كيف يمكن أن تسبب قلة النوم هذه المعانات الشديدة؟


يعتقد العلماء أن الإجابة تكمن في تراكم المخلفات السامة في الدماغ. أثناء اليقظة تنشغل الخلايا باستهلاك مصادر الطاقة خلال النهار مما ينجم عنه مركبات ثانوية متعددة ومنها الأدينوزين، مع تراكم الأدينوزين تزداد الرغبة بالنوم والذي يُعرَّف أيضاً بـ “تثاقل الجفنين”.

في الواقع يعمل الكافيين كمضاد لمستقبلات الأدينوزين، تتراكم مخلفات أخرى أيضاً في الدماغ وإذا لم تتم إزالتها فإنها تُثقل الدماغ وتحد من عمله ويعتقد أنها تؤدي إلى العديد من الأعراض السلبية الناجمة عن قلة النوم.

إذاً ما الذي يحدث في دماغنا أثناء النوم لتلافي كل ذلك؟


وجد العلماء شيئاً يعرف بـ “الجهاز الليمفاوي” يعمل هذه الجهاز على التخلص من هذه التراكمات وتزداد فعالية أداءه أثناء النوم، يستعمل السائل الدماغي الشوكي للتخلص من المخلفات السامة التي تتراكم بين الخلايا، وتم مؤخراً اكتشاف أوعية لمفاوية في الدماغ وهي تعمل كـ ممرات للخلايا المناعية وقد تلعب أيضاً دوراً في التخلص من المخلفات اليومية في الدماغ، بينما يستمر العلماء في اكتشاف الأليات الترميمية للنوم يمكننا أن نؤكد أن النوم في كل الأحوال ضروري إذا كنا نرغب في الحفاظ على صحتنا وسلامة عقولنا.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38