جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية
يعدُّ استخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية في الحروب والتجارب العسكرية والعلمية من أخطر وأبشع الجرائم ضد الإنسانية وأكثرها همجية، ويجب أن ينال مستخدموها أقصى العقوبات الرادعة. لكن المفارقة المستفزة أن من يمتلكون ترسانات مرعبة من الأسلحة الكيميائية والجرثومية والنووية تكفي لتدمير الكرة الأرضية بأكملها عشرات المرات، كالنظام الأميركي على سبيل المثال، والذي يمتلك أضخم مخزون عالمي من الأسلحة الكيميائية والنووية، هم الذين ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين على الشعوب المسحوقة والمقهورة، ويطلقون الأحكام الاعتباطية الحاقدة والجاهزة ضد الحكومات والأنظمة السياسية غير الموالية لهم، ملصقين بها تهم اقتراف جرائم القتل الجماعي بالسلاح الكيميائي، دون تشكيل لجان تحقيق دولية محايدة.
واستنادا إلى تلك الأحكام المتغطرسة، وتحت الستار الديماغوجي الممجوج: "القضاء على الحكام الديكتاتوريين وتعميم الديمقراطية وحقوق الإنسان"، شنت قوى الاستكبار الاستعماري غارات عسكرية مدمرة على تلك الدول "المارقة" والمدانة مسبقا باقترافها جرائم حرب؛ فأسقطوا أنظمة سياسية ونصبوا أخرى متواطئة معها، وعاثوا الفوضى والدمار والخراب والتفتت في تلك الدول؛ كما شاهدنا في العراق وليبيا وأفغانستان واليمن، إضافة إلى سورية التي أفلتوا عليها العصابات الإرهابية والتكفيرية من جميع أنحاء العالم ومولوها ودربوها وسلحوها لتدمير الوطن السوري وتقسيمه ومحاولة إسقاط نظامه وتنصيب آخر مطواع لتلك القوى.
الفجر | 04:42 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:16 |
المغرب | 07:10 |
العشاء | 08:36 |