البحر المتوسط كان مليئاً يوماً بالحيتان العملاقة.. لكن هذه الإمبراطورية قضت عليها
البحر المتوسط كان مليئاً يوماً بالحيتان العملاقة.. لكن هذه الإمبراطورية قضت عليها

السبت | 14/07/2018 - 10:41 صباحاً

«انظر لهذا الحوت الضخم»

كان يمكن أن تكون هذه الجملة معتادة بالنسبة لك إذا كنت تعيش في إحدى المدن العربية المطلة على المتوسط.
فيوماً ما كانت الحيتان تسبح في مياه البحر الأبيض المتوسط، وجاء انقراضها بأيدي البشر، وخاصة نتيجة صيدها في عهد إمبراطورية عظيمة حكمت بلدان هذا البحر.
فقد كشفت عظامٌ حيتان عاشت في البحر المتوسّط منذ نحو 2000 عام، عن أن صيد الحيتان في العصر الروماني ربما كان السبب وراء انقراض تلك الحيوانات، بحسب ما نقلت صحيفة Independent البريطانية، الأربعاء 11 يوليو/تموز 2018.

واليوم تكاد تنقرض من كافة أنحاء العالم

اكتشاف بقايا كل من حوت شمال الأطلسي والحوت الرمادي في مضيق جبل طارق، يؤكد الروايات التاريخية القائلة إن تلك المخلوقات كانت تعبر إلى البحر المتوسط من شمال المحيط الأطلسي لتربية صغارها.
إلا أن صيد الحيتان لقرون طويلة على نحو بلغ ذروته في القرن 19 كاد يقضي على النوعين بالكامل في العالم كله، باستثناء مجموعات صغيرة تمكّنت من البقاء قبالة سواحل أميركا الشمالية، وفي المحيط الهادئ.
والآن، تشير اختبارات الحمض النووي التي أجريت على رفات الحيتان من موقع صيد روماني قديم، إلى أن التقاليد البشرية في صيد هذه الكائنات البحرية العملاقة على نحو أدّى إلى انقراضها، قد تكون لها جذور تاريخية أعمق مما كان معروفاً من قبل.
تقول كاميلا سبيلير، عالمة الآثار في جامعة يورك، إن «نتائج الدراسة الجديدة ساهمت في النقاش حول ما إذا كان لدى الرومان نوع من صناعة صيد الحيتان، إلى جانب صيد الأسماك الكبيرة الأخرى؛ مثل سمك التونة».

وبقايا الصناعة التي قضت عليها ما زالت قائمة

وكانت منطقة جبل طارق مركزاً ضخماً للصناعات السمكية خلال العصر الروماني.
ولا يزال من الممكن رؤية أطلال مئات المصانع التي تحتوي على صهاريج التمليح في أنحاء المنطقة.
وقد تم اكتشاف عظام الحيتان داخل أحد مواقع تجهيز الأسماك القديمة هذه، وهو ما وثّقته صحيفة Proceedings of the Royal Society B المعنيّة بالعلوم البيولوجية.

لم يكن لديهم التكنولوجيا اللازمة ولكن الحيتان ساعدتهم

لم يكن لدى الرومان التكنولوجيا اللازمة لصيد أنواع الحيتان الكبيرة الموجودة حالياً بالبحر المتوسّط، والمعروفة بأنواع أعالي البحار، نسبة إلى وجودها بعيداً عن المياه الإقليمية للبلدان الساحلية، حسب آنا رودريغيز، من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة.
وأضافت قائلة: «إلا أن الحيتان كانت تقترب جداً من الشاطئ، مما جعلها أهدافاً مغرية للصيادين المحلّيين».
ويهاجر كلا النوعين لمسافات طويلة بين مناطق تكاثرهما وغذائهما، ويشير وجودهما شرق مضيق جبل طارق، إلى أن البحر المتوسّط كان يوفر ملاذاً آمناً لتربية صغارهما.
وهذه النظرية مدعومة ببعض الروايات التاريخية؛ ففي القرن الأوّل الميلادي، تحدَّث المؤرّخ الروماني الأشهر وعالم الطبيعة، بليني الأكبر، عن مجموعات الحيتان القاتلة التي تهاجم بوحشية حيتاناً أخرى وصغارها في خليج قادس، غرب مضيق جبل طارق.

وهكذا كانوا يوقعون بهذه الكائنات العملاقة

تقول آنا رودريغيز: «يبدو من غير المعقول أننا فقدنا، ثم نسينا، نوعين من الحيتان الكُبرى في منطقة خضعت للدراسة الوافية مثل البحر المتوسّط».
وأضافت: «هذا يجعلك تتساءل عن الأشياء الأخرى التي نسيناها».
وفي حين أنه كان من الصعب، بلا شك، الإيقاع بتلك الحيتان العملاقة -حتّى تلك التي تعيش في المياه الضحلة نسبياً- يرجّح الباحثون أن الرومان كانوا يستطيعون اصطيادها باستخدام قوارب التجديف الصغيرة، والحِراب اليدوية.
وقد استُخدِمت نفس التقنيات من قِبل صيادي الحيتان في إقليم «الباسك» في العصور الوسطى، والذين يُنسب إليهم عموماً السبق في ممارسة صيد الحيتان على نطاق صناعي.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38