على الرغم من وجود الكثير من الحشرات في هذا العالم إلا أنّه لا يوجد واحدةٌ قدمّت خدماتٍ مفيدة للبشرية بقدر نحلة العسل. لقرونٍ عديدة قام مزارعو النحل بتربية هذه الحشرات للحصول على العسل واعتمدوا على نشاطها ورحلاتها المتكررة للحقول لتلقيح المحاصيل، حيث يقدّر أنّ ثُلث المحاصيل الزراعية التي نستهلكها تمّ تلقيحها بواسطة النحل.
في هذا المقال نقدّم لك 15 معلومةً مثيرةً للاهتمام لم تكن تعلم بها حول النحل:
صورة: Charies Usman/EyeEm/Getty Images
للوهلة الأولى قد تعتقد أنّ هذا الرقم كبير ولكن بالنسبة إلى عالم الحشرات فإن 24 كيلومتراً في الساعة تعتبر سرعةً منخفضة، فأجساد النحل ليست مُصممة من أجل قطع المسافات الطويلة، ومن أجل أن تبقى النحلة في الجو خلال رحلاتها القصيرة يجب أن ترفرف أجنحتها الصغيرة بسرعةٍ تتراوح بين 12000 و15000 مرة في الدقيقة الواحدة.
صورة: Tony C French/Getty Images
إنّ العمل الذي تقوم به النحلات ليس سهلاً على الإطلاق ولذلك يتطلّب الأمر وجود عدد كبير من الأفراد/ وهذا العدد الكبير يتراوح بين 20 ألف و60 ألف نحلة في الخلية الواحدة. تحتوي كلّ خليةٍ على ملكةٍ واحدةٍ وآلاف النحلات العاملات ولكن لا تقوم جميع تلك العاملات بالعمل ذاته، حيث يقوم قسمٌ منها بالاهتمام بالصغار، وقسمٌ آخر يعمل على خدمة الملكة وتنظيفها وتقديم الغذاء لها.
على باب الخلية هناك عدد من الحراس الذين يحرصون على عدم دخول المتطفلين إلى داخل الخلية، أما عاملات البناء فتقوم ببناء أساسات الخلية المصنوعة من الشمع والتي تستخدمها الملكة من أجل وضع البيض وتستخدمها العاملات من أجل تخزين العسل. هناك أيضاً عاملاتٌ تقوم بإخراج النحل الميت من الخلية وعاملات تقوم برحلات متكررة من أجل جمع ما يكفي من حبّات الطلع ورحيق الأزهار لإطعام جميع أفراد الخلية.
صورة: Erik Tham/Getty Images
قد يبدو لك الأمر غير منطقي وربّما سوف تبدأ بالتفكير في أنّ إنتاج العسل في هذه الحالة مستحيل ولكن لا تنسى وجود عددٍ كبيرٍ من الأفراد في كلّ خلية، بشكلٍ تقريبي ومن أجل غذاء يكفي الخلية في فصل الشتاء يجب على النحل أن يقوم بإنتاج 24 كيلو غراما من العسل خلال فصلي الربيع والخريف، وهذه الكمية الضخمة من العسل هي حصيلة العمل الجماعي لعشرات الآلاف من النحلات.
صورة: R-Melnik/Getty Images
تعيش ملكة النحل لمدةٍ تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات ولكنّ حياتها تسير بشكلٍ أسرع مما قد تتصوره، فبعد أسبوعٍ من خروجها من بيتها الملكي تطير الملكة العذراء خارج الخلية لتقوم بالتزاوج، ويجب أن تحصل عملية التزاوج خلال العشرين يوماً التالية، فإذا لم تتمكن من القيام بالأمر في هذه الفترة فهو لن يتمّ أبداً وستخسر قدرتها على التزاوج، ولكن إن نجحت في مهمتها فلن تحتاج إلى القيام بالتزاوج مرةً ثانيةً في حياتها فهي سوف تقوم بتخزين النطاف في قابلتها المنوية، واستعماله لتلقيح بيوضها التي تنتجها خلال حياتها.
صورة: Ian Forsyth/Getty Images
عندما تخرج الملكة العذراء من بيتها الملكي سوف تبدأ عموماً بالبحث عن أيّ ملكةٍ منافسةٍ لها وتحاول قتلها، ولا يطول الأمر حتى تعثر الملكة العذراء على منافساتها لتبدأ بلدغهنّ حتى الموت. تقوم الملكة العذراء أيضاً بالبحث عن البيوت الملكية غير المفتوحة ولدغها لقتل اليرقات الموجودة في الداخل، وغالباً يمكن التمييز بين البيوت التي خرجت منها الملكات والبيوت التي تحتوي ملكةً مقتولةً من مكان الثقب: فالبيت الملكي الذي يحوي ثقباً على جانبه يكون قدّ تعرّض للهجوم من إحدى الملكات.
صورة: Inventori/Getty Images
بعد مرور يومين فقط على تزاوجها تبدأ الملكة في عملها الجديد الذي سوف يستمر حتى موتها وهو إنتاج البيوض، يمكننا القول أنّ ملكة النحل ماهرة للغاية بهذه الوظيفة، فطبقة البيوض التي تنتجها في اليوم الواحد يمكن أن تكون بوزنٍ يعادل وزنها ذاته.
في المتوّسط تقوم الملكة بإنتاج 1500 بيضة تقريباً، وإنتاج البيوض يستهلك كامل وقت الملكة مما يعني أنّها لا تملك الوقت للقيام بأيّ عملٍ آخر مثل تناول الطعام، ولذلك تقوم العاملات بتنظيف الملكة وتأمين الغذاء لها. خلال فترة حياتها كاملة تقوم ملكة النحل الملقحة بإنتاج مليون بيضة تقريباً.
صورة: Inventori/Getty Images
يمتلك النحل أكثر لغة إشارة معقدة مستخدمة للتواصل بين الأفراد ضمن المملكة الحيوانية خارج صنف الرئيسيات، وتمتلك هذه الحشرة مليون خليةٍ عصبيةٍ متجمّعةٍ في دماغها الصغير الذي يبلغ حجمه ميليمتراً مكعباً واحداً، وهي تقوم باستخدام كلٍ واحدةٍ من هذه الخلايا العصبية.
يجب على النحلة العاملة القيام بأدوارٍ مختلفة خلال حياتها، وهذه الأعمال تحتاج إلى قدراتٍ عقلية كبيرة، على سبيل المثال يجب على النحلات التي تقوم بجمع الغذاء البحث عن الزهور وتقييم كمية الغذاء التي تعثر عليها وتحديد الطريق للرجوع إلى الخلية، وبعدها القيام بمشاركة المعلومات التي تحصلت عليها مع بقية النحلات الجامعة للغذاء.
وفي عام 1973 حصل Karl Von Frisch على جائزة نوبل في الطب بسبب قيامه بتفكيك شفرات لغة الإشارة الخاصة بالنحل.
صورة: titoslack/Getty Images
لكل نوع من النحل هدف واحد يعمل على تحقيقه، وبالنسبة للذكور من النحل هذا الهدف هو تأمين النطاف اللازمة لتلقيح الملكة العذراء. بعد مرور أسبوع من الزمن على خروجها من بيوتها، تصبح ذكور النحل قادرةً على تحقيق هذا الهدف، وبعد قيامها بتلقيح الملكة تفارق الحياة على الفور.
صورة: Teddi Yaeger Photography/Getty Images
يبدو أنّ النحل يمتلك فكرةً ممتازةً عن التكييف والتدفئة، فهو يقوم بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة ضمن الخلية طوال العام. في فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة تتجمع النحلات بقرب بعضها البعض ضمن الخلية للحفاظ على الدفء، كما تتجمع العاملات حول الملكة مشكلة طبقةً تعزلها عن البرد.
خلال فصل الصيف تقوم النحلات بتحريك الهواء ضمن الخلية باستخدام أجنحتها لحماية الملكة والبيوض من ارتفاع درجات الحرارة، وإن اقتربت من الخلية خلال فصل الصيف يمكنك أن تسمع بوضوح الطنين الناتج عن قيام تلك النحلات الصغيرة بتهوية الخلية.
صورة: empire331/Getty Images
إنّ مهمة إنتاج الشمع تختص بها العاملات اليافعات من النحلات التي تقوم ببناء الخلية، ينتج الشمع من ثمانية غدد موجودة على القسم السفلي من بطن النحلة ويكون على شكل قطرات سائلة تتصلّب عند تعرّضها للهواء وتصبح على شكل رقائق. يجب على العاملات حينها القيام بتليين الشمع بأفواهها ليصبح مناسباً للاستخدام في بناء الخلية.
صورة: Susan Walker/Getty Images
بالتأكيد تكون حبوب الطلع الموجودة على هذه الأزهار أثقل من أن تقوم النحلة بحملها كلّها دفعةً واحدةً، لذا تقوم النحلة بجمع حبوب الطلع من 50 إلى 100 زهرة قبل أن تتوجه من جديد إلى خليتها. طوال اليوم تقوم النحلة بتكرار رحلة الذهاب والعودة من أجل جمع حبوب الطلع وهذا من شأنه أن يجهد جسدها الصغير، بالتالي فالنحلة الجامعة لحبوب الطلع تعيش لمدة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع تقطع خلالها ما يقارب 800 كليومتر.
صورة: ApisitWilaijit/Getty Images
أجل هذا صحيح فهي تتحكم بنوع النحلة التي سوف تولد من خلال نوع الغذاء الذي تقدمه لليرقة، على سبيل المثال تتم تغذية اليرقات التي من المقرر أن تصبح ملكات بالغذاء الملكي أو ما يسمى أيضاً بالهلام الملكي، أما اليرقات التي سوف تُصبح عاملات فهي تتغذى بالعسل وخبز النحل الذي يتكوّن من حبوب الطلع.
صورة: OK-Photography/Getty Images
إذا حدث أمرٌ ما تسبب بفقدان الخلية للملكة يمكن للخلية أن تنتج ملكةً احتياطيةً بشرط قيام الملكة بوضع البيض في الأيام الخمسة الأخيرة قبل موتها، وذلك من خلال تغيير نوع الطعام الذي يتم تقديمه لبعض اليرقات فتقوم العاملات بالتخلص من خبز النحل والعسل المقدّم لليرقات وإطعامها الهلام الملكي فقط.
يقوم خبز النحل الذي تناولته اليرقات سابقاً بتقليص حجم المبايض للنحلات لذلك لن تكون الملكة الاحتياطية ناجحةً بقدر الملكة الأصلية التي لم تتناول سوى الهلام الملكي، ولكن ليس هناك خيارٌ آخر في هذه الحالة والملكة الاحتياطية سوف تقوم بتوفير البيض للخلية لفترةٍ من الزمن.
صورة: Fran Polito/Getty Images
إنّ ذكور النحل التي تتواجد في الخلايا تأتي من البيض غير الملقح وتبلغ نسبتها حوالي 15% من المستعمرة فقط، على الرغم من أنّ ذكور النحل ليس لها دور في الخلية سوى تقديم النطاف للملكة العذراء من أجل التزاوج إلا أنّ وجودها في الخلية يعدّ أمراً جيداً، فهو يعني أنّ الخلية لديها ما يكفي من الغذاء.
حتى مع كون الغذاء متوفراً فذكور النحل يطردون بعيداً لكونهم يستهلكون موارد الخلية، فكلّ ما يقومون بفعله هو تناول الطعام والتزاوج على عكس العاملات التي تقوم بأعمالٍ أخرى ضمن الخلية، وأيضاً يجب القول أنّ ذكور النحل لا تملك إبرةً في مؤخرتها مثل تلك الموجودة لدى الإناث.
صورة: Pictures Ltd./Corbis via Getty Images
خلال رحلتها من أجل التزاوج، تقوم الملكة بالتزاوج مع عدد من الذكور يتراوح بين 12 و15 ذكراً وذلك من أجل تأمين التنوع الجيني الذي يضمن أن تكون الخلية سليمةً في المستقبل.
يعمل النحل بجد من أجل الحفاظ على نظافة الخلية بشكلٍ مستمر والنحلة الوحيدة التي تخالف هذه القاعدة وتقضي حاجتها ضمن الخلية هي ملكة النحل، وعندما يحدث هذا الأمر تقوم وصيفاتها من العاملات بالتنظيف.
حتى عندما يتعلق الأمر بالموت فالنحل لا يموت داخل الخلية معظم الوقت، حيث تذهب النحلات إلى الخارج حتى تبقى جثثها هناك بعيداً عن الغذاء واليرقات الصغيرة.
الفجر | 04:39 |
الظهر | 12:39 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:11 |
العشاء | 08:38 |