إنسان الكهف كان يأكل الفشار! إليك أغرب الأطعمة التي اكتشفت في المناطق الأثرية
إنسان الكهف كان يأكل الفشار! إليك أغرب الأطعمة التي اكتشفت في المناطق الأثرية

الخميس | 18/10/2018 - 11:30 صباحاً

يفسد الغذاء والشراب سريعًا في عصرنا الحالي رغم وجود أنظمة حفظ وتبريد متطورة، فنحن نعلم أن للطعام أجلًا، وهذا الأجل قصير. هل تخيلت كيف كان أجدادنا يحفظون طعامهم؟ سؤال اختلفت إجابته من حضارة لأخرى، ولكن هل يمكنك تصديق أنهم استطاعوا حفظه ليبقى الطعام والشراب على حالته لعدة قرون؟ نعم، لقد حدث ذلك، وهو ما جعل العلماء يولون مثل هذه الاكتشافات اهتمامًا خاصًا، لمَ لا وبعض هذه الأطعمة ما زال محتفظًا بخصائصه السائلة واللزجة، ومنه ما يعد صالحًا للتناول. نرصد في هذا التقرير مجموعة من أكثر الأطعمة المحفوظة، والتي وجدها العلماء في مقابر وأماكن أثرية في مناطق مختلفة من العالم.

رغيف خبز محروق عمره 5500 سنة

عُثر على بقايا هذا  الخبز المحترق في مدينة يارنتون بمقاطعة أكسفوردشاير جنوب شرق بريطانيا، ويعود الخبز إلى العصر الحجري الحديث نسبة لعمر بقايا الخبز، والذي تحدد بعد فحصه بوسائل علمية، وبلغ 5500 عام. في الحقيقة لم يكن الحكم الأول على هذه البقايا أنها خبز محفوظ بطريقة ما، إذ يستحيل على أي شخص تخيل وجود خبز محفوظ لأكثر من 5 آلاف عام.

صورة للخبز المحترق، مصدر الصورة BBC.

توصل  العلماء إلى هذا الكشف بعدما اختلطت التربة بالماء في الحفرة التي دُفنت فيها بقايا الخبز، ثم طفت البقايا على السطح مع البقايا الخفيفة وبعض الشوائب، وجرى تصنيفها في البداية على أنها قطع من فحم الخشب، حتى توصل مارك روبنسون، الأستاذ بجامعة أوكسفورد، عندما فحص القطع من خلال المجهر، وبعد تحليل بقايا الخبز؛ إلى أن الخبز صُنع بين 3620 إلى 3350 قبل الميلاد، ثم احترق، ولم يجر التخلص منه، كما وجد في المكان نفسه حبيبات من الشعير المطحون.

عثر العلماء أيضًا على سكين مطبخ من حجر الصوان في الموقع نفسه الذي وجدت فيه بقايا الخبز، بالإضافة إلى أكثر من 200 قطعة أخرى من حجر الصوان، وبعضها مسنن ومعد للاستخدام، وتوصل المستكشفون أيضًا إلى بقايا قطع من الفخار، مع قشور بندق وبذور ثمرة التفاح. وكانت طريقة إعداد الخبز قد وصلت إلى بريطانيا بوصول المزارعين الأوائل المهاجرين من أنحاء أوروبا إلى وسط بريطانيا، الذين حولوا الغابات إلى مزارع للقمح والشعير، وربوا الماشية والخنازير، وهناك صنعوا أول رغيف خبز.

 

عسل نحل في أهرامات الجيزة منذ 3000 عام لا يزال صالحًا للأكل!

خلال عمليات الحفر في منطقة  الأهرامات المصرية، وجد علماء الآثار آنية مملوءة بالعسل في قبر قديم. بعد الفحص تمكن العلماء من تحديد عمر العسل، والذي وصل إلى 3 آلاف عام، وما زال صالحًا للأكل، وفسر العلماء سبب احتفاظ العسل بخصائصه على مدار قرون بأنه في ظروف معينة قد تساعد الحموضة وقلة المياه في منطقة الكشف مع مادة بيروكسيد الهيدروجين من السكريات الموجودة في العسل، في الحفاظ على لزوجة العسل لآلاف السنين.

 

 

وعُرف عن المصريين القدماء تربيتهم النحل، وذلك من خلال النقوش المصرية على جدران المعابد، وهناك  دراسةاكتشف خلالها العلماء أن البشر يستخدمون عسل النحل والشمع منذ 9 آلاف عام، دون الوصول إلى أول شعب ربّى النحل. وقد فحص  باحثون  من جامعة بريستول أواني الفخار المصرية القديمة، ووجدوا عليها أدلة على أن المزارع الأول كان يستخدم عسل النحل في العصر الحجري. وكان معروف عن المصريين القدماء استخدامهم العسل قربانًا للآلهة، ومادة لدهن الموتى وتحنيطهم، ومحلي طعام.

شوربة عظام ما زالت سائلة منذ 2400 عام

عثر  علماء صينيون على إناء طهي مملوء بحساء عظام في مقبرة بالقرب من العاصمة الصينية القديمة شيان، وكان الإناء مصنوعًا من البرونز ومغطى بإحكام، وفي قاعدته ثلاثة أرجل. وبلغ ارتفاع الإناء 20 سنتيمترًا، وقطره 25 سنتيمترًا.

وجد العلماء حساء العظم على حالته السائلة نفسها، وبه قطع العظام، وذلك بسبب أن المقبرة كانت مغلقة تمامًا وبإحكام، ما منع السوائل من التبخر بداخلها، ولكن الفارق الوحيد أن الحساء قد تحول إلى اللون الأخضر بسبب تفاعله وأكسدته مع البرونز المصنوع منه الإناء.

صورة لحساء العظام، مصدر الصورة موقع Daily social.

خلال البحث داخل المقبرة المكتشفة عثر الباحثون على وعاء برونزي آخر يحتوي على سائل عديم الرائحة، واعتقد المستكشفون في بداية الأمر أنه نبيذ، واعتقدوا أيضًا أن هذه المقبرة تعود إلى أحد أفراد الطبقة الحاكمة للمدينة، أو إلى محارب ذي شأن، خاصة وأن مدينة الكشف هي تشان، والتي كانت عاصمة للصين لأكثر من 1100 عام، كُشف فيها قبل ذلك عن مقبرة تشين شيهوانغ، أول من أعلن نفسه إمبراطورًا، وقاد توحيد الصين في عام 221 قبل الميلاد.

الكشف الذي حاز اهتمام علماء الآثار أصبح يشكل دورًا كبيرًا في دراسة عادات وتقاليد تناول الطعام وثقافة الصينيين في فترة الدول المتحاربة، والتي امتدت من 475 وحتى 221 قبل الميلاد، وفيها تولى عدة أمراء محاربين دول صغيرة، بينما استمرت نزاعاتهم من أجل فرض السيطرة.

 

قالب زبدة عمره 3000 عام

عثر عاملا نظافة على  كشف مثير في مقاطعة كيلدير الأيرلندية، بعد أن لاحظا وجود خيوط بيضاء في أحد المستنقعات، لينبشا فيه بأدواته ويجدا برميلًا أو جذعًا مفرغًا من البلوط مدفونًا، ومغطى جيدًا، وغارقًا في مادة تشبه الشمع، ونقلاه على سيارتهما الخاصة إلى المتحف الوطني في أيرلندا.

صورة لقالب الزبدة بعد فحصه، مصدر الصورة Daily social

كان إناء الزبدة المكتشف يبلغ من الوزن 35 كيلوجرامًا، وطوله ثلاثة أقدام، وتوصل العلماء إلى أن الزبدة كانت من الدهون الحيوانية، وتحولت إلى اللون الأبيض بفعل مرور الزمن، ووجدت الزبدة من النوع نفسه في مقر الكشف مدهونة على أجساد أفراد وحيوانات. وحدد علماء من متحف أيرلندا الوطني أن عمر برميل الزبدة يصل إلى 3 آلاف عام، ويعود بذلك إلى العصر الحديدي، الذي نادرًا ما يصل منه شيئًا إلى الحاضر ويكتشفه العلماء وهو في حالة سليمة مثلما حدث مع قالب الزبدة.

اعتقد العلماء أن مكان اكتشاف الزبدة كان مكانًا لتخزينها، خاصة أن الكمية كبيرة جدًا، وربما كانت حصاد عمل قبيلة وليست نتاج عمل فردي. وقد اعتاد العلماء على اكتشاف الكثير من القطع الأثرية في مستنقعات كيلدير مثل: رؤوس الرماح، وأواني الفخار، والمومياوات.

أقدم زجاجة نبيذ يبلغ عمرها 1700 عامًا

مفاجأة كبيرة كانت بانتظار مجموعة من الباحثين والمنقبين في إحدى المناطق الألمانية؛ إذ عثروا على زجاج نبيذ محكمة الغلق في قبر النبلاء الروماني، وتعود إلى ما بين 325 و359 ميلاديًّا، وجرى تسمية زجاجة النبيذ بـ«روميرون» أو «شباير»، على اسم المنطقة التي عثر عليها بها في ألمانيا، وتعد بهذا أقدم زجاجة نبيذ مغلقة جرى الكشف عنها على الإطلاق.

زجاجة بروميرون أو شباير، مصدر الصورة: Open culture.

ظل النبيذ في زجاجته لقرون محتفظًا بقوامه السائل، وتبلغ سعته 1.5 لتر، الزجاجة لها حلقتان قويتان على شكل دلافين. فحص العلماء السدادة السميكة للزجاجة، وظهر أنها مصنوعة من الشمع وزيت الزيتون من أجل توفير بيئة محكمة الغلق، ساهمت في حفظ النبيذ في شكله، رغم أن العلماء يعتقدون أن النبيذ فقد بعض عناصره بمرور الزمن، وأهمها الإيثانول، ولكن لا يمكنهم التأكد من ذلك لأنهم لم يفتحوا الزجاجة بعد، خشية تغير مكوناتها بعد تعرضها للهواء.

ويعتقد العلماء أن المزارعين الأوائل صنعوا النبيذ من العسل والماء ومجموعة من الأعشاب المعروفة حينئذ، واستخدموا أدوات خشبية وشرائط من لحاء القصب لسد زجاجات النبيذ، وتعلموا هذه الطريقة من وصفة كتبها مزارع مجهول في القرن الأول الميلادي كان قد تركها في مقبرته.

معكرونة صينية معدة منذ 4000 عام

يبدو أن  المعكرونة ستغير منشأها الذي ظلت عليه قرونًا ليصبح أصلها آسيويًّا بدلًا من كونها إيطالية كما هو شائع. فقد عثر مجموعة من العلماء في الصين على إناء معكرونة صفراء محفوظة بشكل جيد. وكانت المعكرونة طويلة ورقيقة وهشة، وعُثر عليها داخل وعاء في أحد المواقع الأثرية بلاجيا شمال غرب الصين، ومدفون على عمق ثلاثة أمتار في تربة رسوبية.

صورة للمعكرونة. المصدر: Mental floss.

فحص العلماء مكونات المعكرونة، المعدة بمهارات دقيقة جدًا مثل تلك التي نتناولها اليوم، ووجدوا أنها مصنوعة من نوعين من حبوب الدخن الصينية، وهي من الفصيلة النجيلية، والتي زرعها الصينيون على مساحات شاسعة منذ 7 آلاف سنة، وذلك عكس طريقة تحضير شرائط المعكرونة في أمريكا الشمالية وأوروبا والتي تعد من القمح.

وقال هو يوان لو، الباحث في معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء بأكاديمية بكين للعلوم الصينية، أن المعكرونة المكتشفة في الصين تعد: «أقدم نوع معكرونة مكتشف في العالم». وقد أولى العلماء هذا الكشف اهتمامًا كبيرًا، خاصة لعمر المعكرونة، والذي يدل على مستوى عالٍ من تجهيز الطعام، وتطور عملية الطهي والطبخ والذوق في الإعداد في مثل ذلك الوقت. قبل هذا الكشف، اعتقد العلماء أن عمر المعكرونة على الأرض لا يتعدى ألفي عام، إذ كانت غذاءً أساسيًّا في بلدان كثيرة من العالم، مع اختلافهم حول أول من صنع المعكرونة الشريطية الطويلة، وهل كان الصينيون أم الإيطاليون أم العرب أول من نفذوها.

الفشار/البوشار.. من سهرات الكهوف إلى قاعات السينما

من منا لا يحب الفشار؟ إذا كنت من هواة السينما، أو إن كنت تفضل الاستمتاع بمشاهدة التلفاز في البيت رفقة العائلة أو أحد الأصدقاء، فإنك على الأرجح من الغالبية التي تحب الفشار الذي يمكن اعتباره بسهولة الوجبة الخفيفة الأشهر في كل دول العالم. هل تساءلت يومًا عن أول من اخترع هذا الطعام الرائع؟ الحقيقة أنه يعود إلى عصور ضاربة في القدم، إلى فترات الإنسان الأول، إنسان الكهف.

 

بعتقد أن أول شخص صنع الفشار كان يعيش في أمريكا الشمالية؛ إذ وجد العلماء أقدم آثار للفشار في أحد الكهوف التي سكنها البشر الأوائل في مدينة نيوميكسيكو الأمريكية حاليًا ويسمى كهف «بات» (Bat Cave). عندما حاول العلماء بحث الفترة الزمنية التي صُنع فيها هذا الطبق لتسلية عائلة كانت تعيش في ذلك الكهف، وجد العلماء أن هذه الحبيبات تعود إلى 5600 عام مضت.
 
ساسة بوست

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44