هكذا طرد نابليون بونابرت حكام البرتغال وطور البرازيل
هكذا طرد نابليون بونابرت حكام البرتغال وطور البرازيل

الإثنين | 22/10/2018 - 09:00 صباحاً

على إثر قيام الثورة الفرنسية وصعود نابليون بونابرت (Napoléon Bonaparte)، عاشت أوروبا على وقع حروب غيرت تاريخ القارة إلى الأبد. فمنذ البداية، لم تتردد بعض الدول الأوروبية في تشكيل تحالف لمجابهة امتداد التيار الفكري الذي أحدثته الثورة الفرنسية. وأمام تسارع وتيرة الأحداث على الساحة الأوروبية، سعت مملكة البرتغال للحفاظ على حيادها وتجنب الأزمات أملا في الإبقاء على علاقاتها التجارية مع مختلف الأطراف والحفاظ على مستعمراتها.

خريطة شبه الجزيرة الأيبيرية ما بين عامي 1808 و1815

وأمام تصاعد التوترات على الساحة الأوروبية، اضطرت مملكة البرتغال لاحترام علاقاتها التاريخية ببريطانيا لتشارك بناء على ذلك إلى جانب البريطانيين في حرب روسينيون (War of Roussillon) ضد الفرنسيين والتي انتهت بتوقيع اتفاقية بازل (Basel) خلال شهر تموز/يوليو سنة 1795. وعلى إثر ذلك، اتجه البرتغاليون مرة ثانية لاتخاذ موقف الحياد من الصراع الفرنسي البريطاني والذي اتخذ منحى خطيراً عقب صعود نابليون بونابرت.

 
رسم تخيلي للأميرال نيلسون

وسنة 1801، وقّعت كل من فرنسا وإسبانيا على اتفاقية تحالف ثنائي. وعلى إثر ذلك أرسل الطرفان تحذيرا للبرتغال، طالباً من خلاله بغلق جميع الموانئ البرتغالية في وجه السفن البريطانية. وبسبب هذا الطلب عاشت البرتغال ما بين سنتي 1801 و1815 على وقع حروب أضعفتها بشكل واضح وانتهت مع سقوط نابليون بونابرت.

خريطة البرازيل سنة 1808

ما بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو سنة 1801، لم تتردد القوات الإسبانية في اجتياح الأراضي البرتغالية عقب تلقيها لدعم فرنسي. وبناء على ذلك، أسفرت هذه الحرب، التي لقبت بحرب الأورانج (War of the Oranges)، عن قبول البرتغاليين بغلق موانئهم أمام السفن البريطانية. وعلى إثر معركة طرف الغار (Trafalgar) والتي تلقت خلالها البحرية الفرنسية هزيمة قاسية على يد البريطانيين بقيادة الأميرال نيلسون (Horatio Nelson)، وافق نابليون بونابرت على مرسوم برلين لسنة 1806 وبموجبه فرضت فرنسا ما عرف بالحصار القاري على بريطانيا.

رسم تخيلي لمعركة طرف الغار

ومن خلال الحصار القاري، منعت فرنسا والدول الحليفة لها كل أشكال التجارة مع بريطانيا وصادرت جميع السفن والبضائع البريطانية الموجودة بالموانئ. وأمام هذا الوضع السيئ، واجهت البرتغال أزمة حقيقية حيث مثّلت عملية تطبيق الحصار القاري بحذافيره نهاية الاقتصاد البرتغالي وخسارة الأخيرة لمستعمراتها، ولهذا السبب انتهجت السلطات البرتغالية طيلة الفترة التالية سياسة متذبذبة سعت من خلالها لإرضاء كل من فرنسا وبريطانيا وهو الأمر الذي لم يرق لنابليون بونابرت.

صورة للجنرال الفرنسي جان أندوش جونو

وعلى إثر توقيع اتفاقية سلام تلسيت (Tilsit) مع الروس خلال شهر تموز/يوليو سنة 1807، تفرغ نابليون بونابرت بشكل تام للمسألة البرتغالية ليعد بناء على ذلك حملة عسكرية سعى من خلالها تدريجياً لوضع يده على كامل شبه الجزيرة الأيبيرية.

وفي حدود منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1807، باشرت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال جان أندوش جونو (Jean-Andoche Junot) عملية التدخل بالأراضي البرتغالية، حيث جاء ذلك عقب سماح الإسبان بمرور الفرنسيين عبر أراضيهم. فضلاً عن ذلك، لم تتردد إسبانيا في توفير عشرات الآلاف من الجنود لدعم حملة نابليون بونابرت على البرتغال.

رسم تخيلي يجسد استعداد العائلة الملكية البرتغالية لمغادرة البلاد نحو البرازيل

وتزامناً مع بداية حملته العسكرية، حدّث نابليون بونابرت عن حفاظه واحترامه لسيادة البرتغال مؤكدا سعيه لطرد الإنجليز وتحرير البلاد من الهيمنة البريطانية ومتوعداً بتدمير كل مدينة تقاوم تقدمه. وتجنباً للمواجهة مع الفرنسيين، طالب جوان السادس (John VI)، الذي كان وصياً على العرش نيابة عن أمه الملكة ماريا الأولى والتي عانت من اضطرابات نفسية، البرتغاليين بعدم اعتراض طريق القوات الفرنسية.

رسم تخيلي لمقابلة سلام تلسيت سنة 1807

وفي أثناء ذلك وتزامناً مع اقتراب الفرنسيين من العاصمة لشبونة، لم تتردد العائلة الحاكمة بالبرتغال في مغادرة البلاد رفقة العديد من المستشارين والوزراء لتتجه صوب البرازيل.

ومع حلول يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1807، استعانت العائلة الملكية البرتغالية بعدد من السفن البريطانية لتغادر البلاد صوب البرازيل والتي كانت مستعمرة برتغالية حينها.

وطيلة السنوات التالية، استقرت العائلة الملكية البرتغالية بالبرازيل، وبفضل ذلك حققت الأخيرة مكاسب عديدة ساهمت بشكل مباشر في تطور البلاد. فمع حلول ملوك البرتغال بها، افتتحت البرازيل سنة 1808 بشكل رسمي بنكها الوطني، كما أنشأت خلال نفس السنة المطبعة الملكية وسمحت بطباعة الجرائد. وفي حدود سنة 1810، ظهرت بالبرازيل العديد من المدارس والمعاهد المختصة حيث تركز أغلبها بباهيا (Bahia) وري ودي جانييرو (Rio de Janeiro) فضلا عن ذلك أنشأ البرتغاليون خلال نفس الفترة المتحف والمكتبة الملكية.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39