ترجمة سيئة لكلمة أسفرت عن قصف اليابان بالقنابل الذرية
ترجمة سيئة لكلمة أسفرت عن قصف اليابان بالقنابل الذرية

الأربعاء | 21/11/2018 - 10:15 صباحاً

ما بين يومي السادس والتاسع من شهر آب/أغسطس سنة 1945، استهدفت الولايات المتحدة الأميركية مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية، خلال سعيها لحسم الحرب العالمية الثانية بشكل سريع، وإجبار اليابان على الاستسلام. وذهل العالم من حجم الدمار الذي خلفه هذا القصف النووي، حيث تحولت مناطق واسعة من هيروشيما وناغازاكي إلى خراب، وأسفرت هذه الكارثة عن مقتل ما يزيد عن 200 ألف ياباني.

صورة لرئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي

وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية، أكد كثيرون عدم ضرورة قصف اليابان واستهدافها بالقنابل الذرية، حيث حدّث الجميع عن قرب موعد استسلام اليابان خلال الأسابيع الأخيرة للحرب، ونوّه عدد من الخبراء العسكريين إلى أن حصارا بحريا خانقا كان كافيا لإنهاك اليابان وإجبارها على الرضوخ لمطالب الحلفاء.

 
صورة للرئيس الأميركي هاري ترومان

لكن وبالتزامن مع اقتراب موعد نهاية الحرب، امتلكت اليابان العديد من المستعمرات بشرق آسيا حيث هيمنت الأخيرة على أراض واسعة بالصين وبورما، وبسبب ذلك تواصلت المعاناة اليومية لسكان هذه المناطق القابعة تحت الاحتلال الياباني. واكتظت مراكز الاعتقال اليابانية بأسرى الحرب المنتمين لدول الحلفاء، حيث عانى هؤلاء من معاملات بربرية قاسية.

جانب من الجيوش السوفيتية عقب تدخلها ضد اليابان خلال شهر أغسطس سنة 1945

وتخوفت الولايات المتحدة الأميركية من اقتراب موعد تدخل الاتحاد السوفيتي ضد اليابان، حيث عبّر الخبراء الأميركيون عن قلقهم من إمكانية حصول السوفييت على مكاسب بشرق آسيا على غرار تلك التي حصلوا عليها بأوروبا عقب هزيمة ألمانيا. وأمام هذا الوضع، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية نحو استخدام القنابل الذرية لتعجيل عملية استسلام اليابان وتجنب الأسوأ.

من اليمين إلى اليسار القائد السوفيتي ستالين والرئيس الأميركي ترومان ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل خلال مؤتمر بوتسدام

في غصون ذلك وأثناء انعقاد مؤتمر بوتسدام (Potsdam Conference)، وجهت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها يوم السادس والعشرين من شهر تموز/يوليو سنة 1945 تحذيرا شديد اللهجة لليابانيين، طالبتهم من خلاله بالاستسلام غير المشروط وتوعدتهم بدمار غير مسبوق في حال رفضهم لذلك. وجاء هذا الإعلان بعد مضي عشرة أيام فقط على نجاح الولايات المتحدة الأميركية في تجربة أول سلاح نووي.

هيروشيما عقب قصفها بالقنبلة الذرية

أثارت عملية مناقشة ما جاء في إعلان بوتسدام جدلا واسعا باليابان. فبينما فضّل أغلب قادة الجيش مواصلة الحرب للحصول على اتفاقية سلام عادلة تضمن حفاظ اليابان على سيادته ومستعمراته، اتجه عدد من أفراد الحكومة للموافقة على الاستسلام وإنهاء الحرب وتجنب المزيد من الخسائر البشرية.

وفي الأثناء وكرد على ما صدر من مؤتمر بوتسدام يوم السادس والعشرين من شهر تموز/يوليو سنة 1945، عقد رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي (Kantarō Suzuki) مؤتمرا صحفيا استخدم خلاله كلمة موكوساتسو (mokusatsu) والتي كانت كلمة يابانية ذات معانٍ عديدة مرتبطة بمصطلح الصمت.

هيروشيما عقب استهدافها بالقنبلة الذرية

واتجهت الصحافة العالمية إلى اعتماد ترجمة سيئة لكلمة "موكوساتسو"، فبدل اعتماد مصطلح " تتعامل بصمت مع الأمر" أو "تتناقش بصمت"، روجت الصحف عبارة "لا تستحق التعليق" كترجمة للكلمة، وهي نفس العبارة التي بلغت مسامع الرئيس الأميركي هاري ترومان (Harry Truman). وبناء على ذلك، تعرضت المدن اليابانية خلال الأيام القليلة التالية إلى قصف بالقنابل الذرية أودى بحياة ما يزيد عن 200 ألف شخص.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:39
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:38