هل تعرف القرية الروسية حيث يمارس جميع السكان السير على الحبال المشدودة؟؟
هل تعرف القرية الروسية حيث يمارس جميع السكان السير على الحبال المشدودة؟؟

الأحد | 30/12/2018 - 01:40 مساءً

إن هذا التقليد الذي يعد مهارة قيّمة في عروض السيرك حول العالم، يعود إلى ماضي (تسوفكرا-1) القديم، والذي لا يعلم أي أحد كيف ولماذا بدأ، لكنه قد يؤول إلى الزوال في القريب العاجل للأسف.

شخص يسير على حبل مشدود

في جمهورية (داغستان) جنوبي روسيا، هنالك مجتمع صغير يعيش على هضاب ومرتفعات جبال القوقاز الكبرى، والذي بشكل مثير يكون كل فرد قادر جسدياً فيه مؤهلاً للسير على الحبال المشدودة.

كان السير على الحبال المشدودة التقليد المتّبع في قرية (تسوفكرا-1) منذ أكثر من قرن من الزمن، ولقد أخرجت هذه القرية الصغيرة، التي وُضع لإسمها رقم بجانبه للتفريق بينها وبين قرية متاخمة تحمل نفس الإسم، للعالم على الأقل 17 رجلا وامرأة أصبحوا مشهورين في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي سابقا، لمهاراتهم الكبيرة في السير على الحبال المشدودة في عروض السيرك.

غير أن هذه القرية الصغيرة أصبحت الآن موطناً لأقل من 400 نسمة، لكن حتى الآن، يقال أن جميع أطفال المدارس في القرية يدرسون السير على الحبال المشدودة، وهي الممارسة التي يواظب عليها أيضا الكبار والصغار في جميع أحوال الطقس التي تعيشها المنطقة.

تقول الأساطير بأن تقليد السير على الحبال المشدودة تطور في (تسوفكرا-1) كوسيلة للتواصل بين النساء والرجال وعقد اللقاءات الرومنسية، وتماما مثلما شرحت وكالة (رويترز) للأنباء الأمر: ”أصبح الذكور من الشباب في القرية يملّون من الاضطرار للسير لأيام للالتقاء بالنساء في القرية الموجودة على الجانب الآخر من الجبل، وبدل ذلك خطرت على بالهم فكرة إنشاء طريق مختصر“.

شخص يسير على حبل مشدود
شخص يسير على حبل مشدود قي قرية (تسوفكرا-1).صورة: Thomas Peter/Reuters

قاموا بشد حبل من أحد أطراف الوادي حتى الطرف الآخر وكانوا يسحبون أنفسهم عبره، ومن أجل استظهار القوة والشجاعة والمهارة، بدأ أكثرهم جرأة بالسير منتصب القامة على هذا الحبل، وسرعان ما أصبحت هذه المهارة مطلباً، واختبارا مهماً للرجولة بين أبناء القرية.

يشكك بعض سكان المنطقة الآن في صحة هذه الأسطورة الرومنسية، ومنهم رجل اقترح أن هذا التقليد انبثق عن فصل الشتاء القاسي الذي تعيشه المنطقة والطقس السيئ الذي تتصف به على العموم، وعندما كانت الجسور تُنسف بصورة متكررة بفعل العواصف، يُحتمل أن السكان المحليين تكيفوا مع الوضع واخترعوا فكرة السير على الحبال المشدودة هذه بينما يتم تصليح الجسور.

مهما كانت بدايات هذا التقليد، فإنه وفقاً لصحيفة (ذي إندبندنت)، فقد بدأ سكان قرية (تسوفكرا-1) في أوائل القرن التاسع عشر يروجون لمهاراتهم من خلال تنظيم جولات عروض في القرى المجاورة.

شخص يسير على حبل مشدود قي قرية (تسوفكرا-1).
شخص يسير على حبل مشدود قي قرية (تسوفكرا-1).صورة: Thomas Peter/Reuters

تمثلت سنوات (تسوفكرا-1) الذهبية في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، عندما زادت شعبية عروض السيرك في الاتحاد السوفييتي، وقام المشرفون عليها بتوظيف أفضل مؤدي عروض السير على الحبال المشدودة في القرية، الذين جعلوا بدورهم المنطقة مشهورة بفضل مهارات سكانها الخارجة عن العادة.

غير أنه في أيامنا هذه، يعيش هذا التقليد خطر الاضمحلال، تماما مثل جميع المجتمعات الصغيرة في المنطقة، فإن هذا المجتمع الزراعي بطبيعته قد عانى من انخفاض كبير في تعداد سكانه، ذلك أن الشباب صاروا يرحلون عنه بسبب الفقر والظروف المعيشية القاسية وينتقلون للعيش في المراكز الحضرية، ومثلما أشارت إليه صحيفة (ذا إندبندنت)، فإن عدم الاستقرار السياسي الذي اتصفت به المنطقة كذلك جعل منها مكانا خطيراً للعيش، ومنه لم يعد موجوداً لا التمويل الكافي ولا المنشآت الضرورية لتدريب الجيل الجديد على السير على الحبال المشدودة.

رغم ذلك، يشيد السكان المحليون الآن بمهاراتهم وقدراتهم الكبيرة والفريدة في المشي على حبل مشدود لا يتعدى عرضه سنتمتراً واحداً، والذي يكون معلقاً على الأقل بارتفاع طابق واحد.

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:40
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:37