حين ثار بركان إندونيسيا وسمعوا دويّ انفجاراته بأستراليا.. انفجارات تعادل 100 قنبلة عيار هيروشيما خرجت من فوهاته ورماده وصل إلى النرويج
حين ثار بركان إندونيسيا وسمعوا دويّ انفجاراته بأستراليا.. انفجارات تعادل 100 قنبلة عيار هيروشيما خرجت من فوهاته ورماده وصل إلى النرويج

الأحد | 06/01/2019 - 05:12 صباحاً

لولا الثقة بمركز علمي أميركي، شهير ودقيق بقياسه ثورات البراكين وقوة انفجاراتها، لما صدق أحد الوارد فيه عن بركان ثلاثي الفوهات من الأشرس، واستمد اسمه Krakatau من جزيرة بإندونيسيا، وهو الذي ثار ابنه المعروف باسم الطفل، أو Anak Krakatau السبت الماضي، فقتل 300 باجتياحات تسونامية، جرحت وشردت الآلاف، وأحدثت في الجزيرة خرابا شهدناه على الشاشات الصغيرة وفي كثير من مقاطع الفيديو.

أما البركان الأب، وهو Krakatoa بالإنجليزية، ففي سجله ثورة قام بها في 1883 ليوم واحد فقط، وفيه قتل 36417 إندونيسياً، إضافة لأوروبيين كانوا يقيمون بالجزيرة، وجرح وشرد عشرات الآلاف، ودمر مئات البلدات والقرى، لأن قوة انفجاراته البالغة 200 ميغاطن من مادةTNT الشديدة الانفجار، أي ما يعادل 100 قنبلة نووية عيار هيروشيما، كانت عنيفة ومزمجرة إلى درجة سمعوا دويّها في بلدة Alice Springs البعيدة في الغرب الأسترالي 3600 كيلومتر، طبقاً لما قرأت "العربية.نت" في Volcanic Explosivity Index أو "مؤشر التفجير البركاني" المعتبر منذ تأسيسه في 1982 أهم مقياس لانفجارات الثورات البركانية.

البركان له ابن استشاط السبت الماضي وقتل 300 على الأقل
 

فجأة بدأ "كراكاتوا" ثورته يوم الأحد 26 أغسطس 1883 بانفجارات متتالية كزخات الرصاص، رافقتها حزم من الرماد المتلبد، زاد ارتفاعها عن 25 كيلومترا في الأجواء".. فحجب الرماد نور الشمس عن المنطقة ليومين، وغيّر الأحوال الجوية لسنوات طويلة، في كارثة نجمت عن "تسونامي" ولد بدوره عن انفجارات بركانية، شهدت الأرض بسببها أفظع اجتياحات مائية" خصوصا إندونيسيا المكونة أرخبيلاتها من 17 ألف جزيرة، يقع معظمها على المعروف باسم "حزام النار" المرعب في المحيط الهادي لسكانها البالغين 262 مليوناً، حيث تحتك صفائحه "التكتونية" باستمرار، ومن الارتطامات تتوالد زلازل متكررة ومسببات التحفيز البركاني سريع.

 

وفي سيرة تلك الثورة التي نجد في "يوتيوب" أفلاما وثائقية عنها وفيديوهات بالعشرات، ومنها الفيديو المرفق، أنها حين بلغت ذروتها في 27 أغسطس ذلك العام، سمعوا دويّ انفجاراتها حتى في جزر ماوريشيوس البعيدة عن جزيرة Krakatoa البركانية أكثر من 4500 كيلومتر "وتسببت في شتاء بركاني استمر 5 أعوام"، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" مما يذكره موقع Wikipedia المعلوماتي، وفيه أيضا أنها دمرت بركانين آخرين كانا في الجزيرة، هما "ودانان" الذي كان ارتفاعه 450 متراً، إضافة إلى "يربواتان" وكان بارتفاع 125 متراً. كما دمرت نصف بركان ثالث، هو "وراكاتا" البالغ ارتفاعه 690 متراً، فظل نصفه الناجي فوق مستوى البحر، مرئيا للعيان.

إلا أن الانفجارات، وما تلاها من ثورات صغيرة فيما بعد واهتزازات بفعل الزلازل، أدت مع الوقت إلى انهيار في فوهات "كراكاتوا" وأدى الانهيار بدوره إلى تشكل حوض بركاني جديد في الجزيرة، ظهر كرحم تحت الماء، منه ظهر على البر في 1928 بركان "آناك كراكاتوا" المرتفع 300 متر، وهو "الطفل" الذي استشاط السبت الماضي بانفجارات ولدت منها اجتياحات مائية أدت إلى كارثة دموية جديدة في إندونيسيا، وتنذر بالأسوأ، وفقا لما يتوقعون.

لوحة بـ 120 مليون دولار شارك البركان برسمها

وعن ثورة ذلك البركان الممهور رسمه على العملة الإندونيسية، فئة 100 روبية، نجد أيضا ما هو غريب آخر، ذكرته مجلة Sky & Telescope الشهرية الأميركية، عن أحد أشهر علماء الفيزياء الأميركيين، وهو البروفسور Donald Olson بعلم الفلك في جامعة تكساس، من أنه وزملاء له من أساتذة الجامعة، قاموا بأبحاث ودراسات دلتهم في 2003 على أن السماء المتلبدة بالأحمر في لوحة رسمها فنان في 1893 وسماها "الصرخة" المجسدة إنسانا معذبا على جسر بالنرويج، لم يكن التلبد والاحمرار فيها إلا من رماد ذلك البركان وثورته، في إشارة علمية إلى المدى الذي وصل إليه الرماد وغطى سماء الأرض.

اللوحة وراسمها والبركان الممهور رسمه على 100 روبية إندونيسية

تلك اللوحة المنشورة صورتها أعلاه، ودفع مجهول 120 مليونا من الدولارات ليقتينها في مزاد علني نظمته دار "سوذبيز" في 2012 بنيويورك، كتبت عنها "العربية.نت" تحقيقا موسعا ذلك الوقت، لكنها لم تكن تدري أن الفنان النرويجي Edvard Munch لم يكن وحده راسمها، بل شاركه برسمها بركان "كراكاتوا" الإندونيسي قبل 135 سنة، ومن مسافة 11 ألف كيلومتر.

  •  

 



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19