مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، أطلقت ألمانيا الآلاف مما سمته "أسلحة الانتقام" من القارة الأوروبية على العاصمة البريطانية لندن. بدأ القصف في يونيو عام 1944 بإطلاق آلاف من قنابل طائرة طراز V1 على لندن بشكل رئيسي من منصات إطلاق في هولندا المحتلة، بحسب موقع "Live Science".
كانت كل قنبلة طراز V1، تحمل رأسا حربية عالية التفجير يصل وزنها إلى 850 كغم، وتصل إلى مدى 240 كم، بفضل محركها النفاث التي تزيد سرعته عن 640 كلم/ساعة، وتسترشد بنظام توجيه يدار بواسطة الهواء المضغوط.
قنابل V1 الطائرة
استهدفت نحو 10,000 قنبلة طائرة V1 لندن، حيث أودت بحياة أكثر من 6000 شخص وتسببت في أضرار واسعة النطاق في غضون أشهر قليلة، والتي كانت تعرف أيضا باسم "doodlebugs" أو "القنابل الطنانة" بسبب صوت الأزيز المميز لمحركاتها النفاثة.
ولكن سرعان ما توصلت قوات الحلفاء الدفاعية المضادة للقوات الجوية للعدو، إلى وسائل للتصدي لقنابلV1، وتم إسقاط العديد منها، كما ابتكر الطيارون المقاتلون بقوات الحلفاء أسلوبا لإخراج القنابل بعيدا عن مسارها المستهدف بإحداث الاضطرابات في الضغط بأجنحتها.
طيران الحلفاء يتصدى لقنابل V1 الطائرة
وفي أغسطس 1944، نجح طيار بولندي في تغيير مسار قنبلة V1 تم إطلاقها من هولندا باتجاه لندن، حيث سقطت في باكنغ وود، بالقرب من آشفورد، في مقاطعة كينت، وأحدثت الحفرة الهائلة التي تظهر باللقطات المصورة.
استكشاف قنبلة V1 أثرية
التنقيب في موقع سقوط قنبلة V1دمار واسع النطاق في لندن
في أكتوبر 2018، قام فريق من علماء الآثار البريطانيين بعمليات حفر واستكشاف لما يسمى بفوهة V1 أو الحفرة العميقة في منطقة باكينغ وود، وتمكنوا من انتشال بقايا أجزاء القنبلة الطائرة الأثرية التي تعثرت لمسافات بعيدة.
بعد أكثر من 70 عاماً، أدت التربة الرطبة والحمضية إلى تآكل الكثير من الفولاذ المستخدم في تصنيع قنبلة V1، لكن لم تتأثر أجزاء كثيرة من الآليات الداخلية لـ V1 المصنوعة من الألومنيوم.
تآكل القطع المصنوعة من الفولاذ
وتظهر هذه اللقطة قائد فريق التنقيب الأثري، كولن ويلش، بينما يحمل منظم الوقود الخاص بالقنبلة V1، بعد استخراجه من باطن الأرض حيث قبع هناك لأكثر من 70 عاما.
رئيس بعثة الاستكشاف الأثري يحمل منظم الوقود
في سبتمبر 1944، بدأت ألمانيا إطلاق الجيل الثاني من "سلاح الانتقام"، وهو صاروخ V2 ضد لندن. ارتفعت صواريخ V2 عبر قوس باليستي لارتفاع أكثر من 80 كيلومترا، لتقصف أهدافها بسرعة تزيد أكثر من 3 أضعاف سرعة الصوت. وكان من المستحيل فعلياً إسقاطها.
صواريخ V2
يعتبر V2 الصاروخ الأكثر تقدما في وقته، حيث لم تتوصل أي دولة أخرى إلى إنتاج سلاح مماثل آنذاك. وكان يعتمد على خليط من الأكسجين والكحول كوقود. ولكن تسببت صواريخ V2 في كارثة مروعة حيث أودت بحياة أكثر من 20000 عامل ممن كانت تستعبدهم ألمانيا وتستغلهم في تصنيع هذا الطراز من الصواريخ، في قاعدة الأبحاث الألمانية في بينيموندي.
وتعد صواريخ V2 هي أول أجسام يصنعها الإنسان وتصل إلى الفضاء الخارجي للكرة الأرضية. كما وضعت تصاميم V2 اللبنة الأولى للصواريخ الأكبر حجماً المستخدمة في برنامج الفضاء في الولايات المتحدة.
إطلاق المرحلة الثانية من صاروخ V2 من قاعدة كيب كانيفيرال في مهمة بالفضاء عام 1950
وتم استخدام V2 لالتقاط واحدة من الصور الأولى للأرض من الفضاء، في أكتوبر 1946.
أول صورة لكوكب الأرض من الفضاء الخارجي
الفجر | 04:38 |
الظهر | 12:38 |
العصر | 04:17 |
المغرب | 07:12 |
العشاء | 08:39 |