هكذا تحول الذهب إلى "لعنة".. وانهارت هذه الإمبراطورية!
هكذا تحول الذهب إلى "لعنة".. وانهارت هذه الإمبراطورية!

الأحد | 03/02/2019 - 09:31 صباحاً

موقع طقس فلسطين:

عقب بلوغ المستكشف الإيطالي الأصل كريستوف كولومبوس (Christopher Columbus) للعالم الجديد سنة 1492، اتجهت إسبانيا لشن عدد من الحملات العسكرية ضد السكان الأصليين في سعي منها لتأسيس إمبراطوريتها بالمنطقة.

وبالتزامن مع ذلك، سعى الكونكيستدور (Conquistadors) الإسبان لخوض مغامرة السفر نحو العالم الجديد والعودة لوطنهم محمّلين بالذهب والغنائم التي لطالما حدّث عنها المستكشفون.

وخلال بحثهم عن الذهب، خاض الإسبان جملة من الحروب أدت لانهيار حضارتي الأزتك (Aztec Empire) على يد الكونكيستدور هرنان كورتيس (Hernán Cortés)، والإنكا (Inca Empire) على يد فرانسيسكو بيزارو (Francisco Pizarro).

صورة للمستكشف كريستوف كولومبس

فضلا عن ذلك، اتجهت الإمبراطورية الإسبانية لاستخراج الذهب والفضة من مناجم العالم الجديد، خاصة تلك الموجودة بمنطقة بوتوسي (Potosí) ببوليفيا حاليا ليتم نقلها نحو القارة الأوروبية.

وبفضل كميات المعادن النفيسة المتأتية من العالم الجديد، تحولت إسبانيا إلى واحدة من أغنى الدول التي عرفها التاريخ حيث ساهمت الفضة والذهب في بناء الإمبراطورية الإسبانية وتمويل حروبها خلال الوهلة الأولى.

وفي غضون ذلك، اتجهت إسبانيا بداية من النصف الثاني من القرن السادس عشر لاستخراج كميات كبيرة ومتزايدة من الذهب والفضة من مناجم العالم الجديد قبل نقلها نحو القارة الأوروبية لتتسبب بناء على ذلك في أزمة اقتصادية غيرت مراكز القوة بالعالم القديم وأسفرت عن انهيارها وفقدانها لمكانتها.

صورة للكونكيستدور هرنان كورتيسصورة للكونكيستدور الإسباني فرانسيسكو بيزارو

بسبب توافد كميات هائلة من الذهب والفضة عليها، عرفت إسبانيا خلال فترة وجيزة تضخما غير مسبوق، فقد فقدت هذه المعادن النفيسة قيمتها بالسوق بشكل تدريجي بسبب وفرتها، حيث نقلت السفن الإسبانية ما يعادل 170 طنا من الفضة سنويا من العالم الجديد، وفي المقابل سجلت أسعار سائر المواد ارتفاعا سريعا لتتضاعف ست مرات خلال 150 سنة في كامل أرجاء أوروبا الغربية ضمن واقعة لقبت بثورة الأسعار. وبالتزامن مع ذلك، اتجهت الإمبراطورية الإسبانية لاستيراد أغلب بضائعها من الدول الأجنبية ليسجل الميزان التجاري الإسباني عقب ذلك عجزا هائلا، حيث تجاوزت قيمة الواردات بشكل كبير قيمة الصادرات أيضا ساهمت كميات المعادن النفيسة التي أنفقها الإسبان على السلع المستوردة في انتشار أزمة التضخم نحو الدول الأخرى.

خريطة تجسد الممتلكات الإسبانية باللون البرتقالي خلال القرن السادس عشرصورة لعدد من الكونكيستدور الإسبان

سنة 1556، ترك شارلكان (Charles V) لابنه فيليب الثاني (Philip II) إمبراطورية إسبانية أثقلت الديون كاهلها. وفي الأثناء اتجه فيليب الثاني خلال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من أربعين عاما، لخوض حروب عديدة للحفاظ على إمبراطوريته وبسبب ذلك تزايدت الديون الإسبانية بشكل سريع لتجبر البلاد عقب ذلك على التخلف عن سداد ديونها أربع مرات خلال سنوات 1557 و1560 و1575 و1596.

صورة لملك إسبانيا وامبرطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة شارلكانصورة للملك الإسباني فيليب الثاني

وعلى عكس ما توقعه الإسبان، تحولت فضّة وذهب العالم الجديد إلى لعنة على بلادهم حيث لعبت هذه المعادن النفيسة والتي تسببت في تدهور الاقتصاد دورا أساسيا في انهيار الإمبراطورية الإسبانية خلال القرون التالية، فضلا عن ذلك خسرت إسبانيا مكانتها العالمية تدريجيا بداية من القرن السابع عشر لصالح البريطانيين الذين باشروا بتكوين إمبراطوريتهم.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44