ما الفجوة الضخمة التي اكتشفها العلماء أسفل "أنتاركتيكا"؟
ما الفجوة الضخمة التي اكتشفها العلماء أسفل "أنتاركتيكا"؟

السبت | 09/02/2019 - 07:40 مساءً

موقع طقس فلسطين:

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" الأسبوع الماضي وجود تجويف ضخم تعادل مساحته ثلثي مساحة جزيرة مانهاتن في الولايات المتحدة، ويبلغ طوله نحو ثلاثمئة متر، وينمو هذا التجويف في قاع نهر "ثوايتس" الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية المتجمدة "أنتاركتيكا".

وتسلط نتائج الدراسة -التي أجراها فريق بحثي من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والذي قاده مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)- الضوء على الحاجة إلى إجراء عمليات مراقبة تفصيلية لعمليات ذوبان الجليد في أنتاركتيكا مع إجراء تقديرات لمدى سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر بفعل تغير المناخ.

وتوقع الباحثون وجود بعض الفجوات بين الثلوج وصخور قاع نهر "ثوايتس"، حيث يمكن أن تتدفق مياه المحيطات وتذيب النهر الجليدي من الأسفل، لكن حجم ومعدل النمو الهائل للفجوة المكتشفة حديثا فاجأهم، إذ كانت كبيرة بما يكفي لاحتواء 14 مليار طن من الجليد الذي تجمد معظمه خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وكشف عن التجويف بواسطة رادار مخترق للجليد محمول جوا في عملية بدأت في عام 2010 لدراسة العلاقات بين المناطق القطبية والمناخ العالمي،
واستخدم الباحثون أيضا بيانات من عدد من الرادارات الألمانية المحمولة في الجو، وعولجت هذه البيانات عالية الدقة للغاية بتقنية تعرف باسم "التداخل بالرادار" لكشف الكيفية التي يتحرك بها سطح الأرض في المناطق الجليدية.

الدراسة كشفت أن نهر "ثوايتس" الجليدي مسؤول عن نحو 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم (رويترز)

مراقبة ذوبان الجليد
كشفت الدراسة عن أن نهر "ثوايتس" الجليدي مسؤول عن نحو 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم، وهي نسبة من الجليد تكفي لرفع محيط العالم أكثر بقليل من قدمين (65 سنتيمترا)، كما تدعم الأنهار الجليدية المجاورة التي سترفع مستوى سطح البحر بمقدار ثمانية أقدام إضافية (2.4 متر) إذا ذاب الجليد كله.

ويقول بيترو ميليلو من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا والباحث الرئيسي في الدراسة في تصريح للجزيرة نت إن بيئة النهر الجليدي "ثوايتس" هي واحدة من أصعب الأماكن على الأرض، لكنها على وشك أن تصبح معروفة أكثر من أي وقت مضى.

هذا وتعمل مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية والمجلس القومي للبحوث البيئية البريطانية على تطوير مشروع ميداني مدته خمس سنوات للإجابة عن الأسئلة الأكثر أهمية بشأن العمليات الجليدية وخصائصها، وسيبدأ مشروع التعاون الدولي التابع لمنظمة "Thwaites Glacier" تجاربه الميدانية في صيف نصف الكرة الجنوبي خلال عامي 2019 و2020.

واستغرق العمل على الدراسة نحو خمسة أعوام وفق تصريحات ميليلو للجزيرة نت، وأوضح الباحث الرئيسي أنه لا توجد وسيلة لمراقبة الأنهار الجليدية في القطب الجنوبي من مستوى سطح الأرض على المدى البعيد. 

وعوضا عن ذلك يستخدم العلماء بيانات الأقمار الصناعية أو الأجهزة المحمولة جوا لمراقبة التغيرات والظواهر الناجمة عن ذوبان الأنهار الجليدية، مثل سرعة تدفقها وارتفاعها السطحي.

كما ترصد الأقمار الصناعية سمة مميزة للأنهار الجليدية، وهي "خط التماس الأرضي" ويعني المكان القريب من حافة القارة القطبية، حيث يرتفع قاعها ويبدأ في الطفو على مياه البحر، وتمتد العديد من الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا لأميال تتجاوز خطوط التماس الخاصة بها طافية فوق المحيط المفتوح.

تراجع خط التماس الأرضي
يقع التجويف الضخم تحت الجزء الرئيسي للنهر الجليدي من ناحية جانبه الغربي، ومع ارتفاع المد والجزر في هذه المنطقة يتراجع خط التماس الأرضي ويتقدم عبر منطقة تمتد من ثلاثة إلى خمسة كيلومترات.

وأضاف ميليلو أنه "في الجانب الشرقي من النهر الجليدي يتراجع خط التماس الأرضي لنحو كيلومتر واحد عبر قنوات صغيرة تعمل مثل الأصابع التي تصل إلى أسفل النهر الجليدي لتذيبه من أسفل".

ويتضاعف في تلك المنطقة معدل تراجع خط التماس الأرضي من نحو 0.6 كيلومتر في السنة في الفترة من 1992 إلى 2011 إلى 1.2 كيلومتر في السنة في الفترة من 2011 وحتى عام 2017، ومع هذا التراجع المتسارع تكون معدلات الذوبان على هذا الجانب من النهر الجليدي أقل منها على الجانب الغربي.

وتظهر نتائج الدراسة مدى تعقيد عمليات الجليد المحيطي، إضافة إلى تأكيد الحاجة لفهم كيفية ذوبان الأنهار الجليدية لإظهار تأثيرها على ارتفاع مستوى سطح البحر في العقود المقبلة.

المصدر : الجزيرة



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:10
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:56
العشاء 07:19