هذه الشخصيات التاريخية المؤثرة استطاعت كسب القوة والثراء عن طريق المؤامرات والحيل!
هذه الشخصيات التاريخية المؤثرة استطاعت كسب القوة والثراء عن طريق المؤامرات والحيل!

الخميس | 14/02/2019 - 11:04 صباحاً

موقع طقس فلسطين:

جميعنا يعرف شخصاً ما حصل على ما يريده عن طريق الخيانة أو الكذب أو الغدر أو الإغراء أو حتى الوساطة عن طريق أقاربه أو معارفه، والمزيد من الناس الذين استخدموا وسائل غير عادلة وقاموا باستغلال أناسٍ آخرين من أجل الحصول على السلطة يتم اكتشافهم كل يوم، بعضٌ منهم تم اكتشاف أفعالهم في وقتٍ متأخر جداً، لذا لم تتأثر سلطتهم لكن على الأقل تشوهت سمعتهم.

سنتكلم في هذه المقال عن 16 شخصية تاريخية معروفة كانت طموحة أكثر من اللازم، تم اكتشاف أفعال بعضها في حينها وعوقبت لما اقترفته، أما البعض الآخر لم تُكتشف أفعاله إلا بعد مرور زمنٍ طويل على وفاته، لكن جميعهم خُلدوا في التاريخ نتيجة عار أفعالهم وغدرهم، وربما تُشكل قصصهم تحذيراً لأولئك المستعدين لفعل أي شيء للوصول إلى القمة.

1. ربما كان (جون كونروي) على علاقةٍ غرامية مع والدة الملكة (فيكتوريا):

(جون كونروي). صورة: National Portrait Gallery, London

(جون كونروي).صورة: National Portrait Gallery, London

كان (جون كونروي) الابن الطموح لـ(جون بونسونبي كونروي) الإيرلندي الأصل و(مارغريت ويلسون)، وُلد في عام 1786 وأصبع يعمل كرئيس مرافقي الأحصنة في منزل (دوق كنت) والد الملكة فيكتوريا، وبعد موت الدوق في عام 1820 ترقى (جون) ليصبح المراقب المالي لهذه العائلة المالكة.

أصبح (جون) بعد ذلك صاحب تأثيرٍ كبير على الفتاة البالغة من العمر 8 سنوات التي ستصبح لاحقاً الملكة (فيكتوريا)، وقد كان يستغل هذا النفوذ ويفرض تربيةً قاسية جداً عليها، حيث لم يكن مسموحاً لها اللعب أو تكوين صداقات سوى مع بناته، لكن كيف امتلك (جون) كل هذا النفوذ؟

في عام 1829 انتشرت شائعة تقول أنّ (دوقة كنت) والدة الملكة (فيكتوريا) هي عشيقة (جون)، وربما كان يحاول من خلال هذه العلاقة الغرامية السيطرة ليس فقط على العائلة المالكة بل على البلاد بأكملها، فمن خلال هذه العلاقة استطاع (جون) تنصيب نفسه السكرتير الخاص بـ(فيكتوريا)، وقد كان يملك عملياً الحرية الكاملة بالتحكم بالعائلة الحاكمة بالطريقة التي يجدها تناسبه، فقد كان يجعل وريثة العرش تسير في جولاتٍ ملكية في جميع أنحاء البلاد مما أدى لإصابتها بالحمى التيفية، وحين صعدت الملكة (فيكتوريا) إلى العرش في عام 1837 كان من أول الأشياء التي قامت بها طرد (جون).

2. قام (أنطونيوس) بإغراء إمبراطور روماني وجُعل إلهاً:

أنطونيوس

(أنطونيوس).

يُعد الإمبراطور الروماني (هادريان) من قلائل الأباطرة القدماء الذين يتعرف الناس على اسمائهم بسهولة في وقتنا الحالي، ويعود ذلك إلى إرثه الكبير وإلى السور الحجري الذي بناه، والذي تم تسميته على اسمه والواقع اليوم في بريطانيا ويُعد من المعالم الأثرية الهامة حول العالم.

كان (هادريان) متزوجاً من (سابين) المعروفة بمؤامراتها ضمن العالم السياسي المعقد للإمبراطورية الرومانية، لكن على ما يبدو فإن الإمبراطور كان يهوى الجنسين، فقد وقع (هادريان) في حب شابٍ يوناني يدعى (أنطونيوس) وقد قام بترقيته إلى مستوياتٍ اجتماعية راقية لم يصل إليها من قبل أي شخص وُلد خارج العائلات الرومانية النبيلة.

لا نعرف الكثير حول حياة (أنطونيوس)، لكن ظروف وفاته أثارت الكثير من الشكوك حول صدق العلاقة الغرامية التي كانت تجمعه بالإمبراطور، ففي عام 130 قبل الميلاد كان (أنطونيوس) يُرافق (هادريان) ضمن أسطولٍ صغير من القوارب تُبحر في نهر النيل في مصر، حين غرق بشكلٍ غير متوقع.

يقول البعض أنّه قام بإنهاء حياته بنفسه، والبعض الآخر يقترح أنّ (أنطونيوس) تحول بإرادته أو رغما عنه إلى تضحيةٍ بشرية، وقد حزن الإمبراطور على عشيقه الشاب جداً وأمر برسم العديد من الرسومات التي تُجسده، حتى أنّه قام بمحاولة رفع الشاب إلى مرتبة إله، مما يعني أنّ الشاب اليوناني ستتم عبادته بعد وفاته، ويقول البعض أن هذا قد يكون هدف ما حصل بالأصل.

3. تزوجت (آن هايد) وريث العرش البريطاني بعد أن حملت منه:

(آن هايد). صورة: The Royal Collection Trust

(آن هايد).صورة: The Royal Collection Trust

أثار وريث العرش البريطاني (تشارلز الثاني) في القرن السابع عشر الكثير من الجدل في كافة أنحاء البلاد عندما بدأ الناس يرونه مع فتاةٍ من عامة الشعب تُدعى (آن هايد)، حيث كان الاثنان يشاهدان سويةً في أماكن عامة يُظهران شغفهما وحبهما من خلال حضن وتقبيل بعضهما في العلن، وهو أمرٌ كان يُعد غير مقبول في القرن السابع عشر، ولتصبح الفضيحة أكبر فقد مارس الاثنان الجنس قبل الزواج.

حين اكتشفت (آن) أنّها حامل بابن وريث العرش، تزوج العاشقان بسرعةٍ لدرء الفضيحة، لكن ابنهما تُوفي بعد ولادته بفترةٍ قصيرة، غير أن (آن) كانت قد أصبحت بالفعل في مركزٍ راقٍ وأصبحت تملك سلطةً كبيرة في بلدٍ كان يُصبح أحد أقوى بلدان العالم الغربي في تلك الفترة، قال (سامويل بيبيس) عضو في البرلمان وقائد للقوات البحرية: ”زواج وريث العرش (دوق يورك) منها أضعف المملكة، فقد منح المستشار سلطة كبيرة، ولولا هذا الزواج لكان المستشار رجلاً عادياً يمكن لباقي الناس التعامل معه“.

أنجب الزوجان 7 أطفال، لكن جميعهم توفوا بعد الولادة بفترة قصيرة عدا اثنين: (آن الثانية) و(ماري)، وقد حكم كلاهما بريطانيا عندما كبرا، توفيت (آن) في النهاية في سن مبكرة بسبب سرطان ثدي منتشر، وقد منع البلاط الملكي (تشارلز) من الزواج من فتاةٍ عامية أخرى.

4. (فريديجوند) التي حاولت قتل ابنتها:

(فريديجوند) تحاول قتل ابنتها. صورة: Henriette De Witt

(فريديجوند) تحاول قتل ابنتها.صورة: Henriette De Witt

عاشت (فريديجوند) في القرن السادس، وقد كانت خادمة زوجة الملك الميروفنجي (تشيلبريك الأول)، تمكنت (فريديجوند) من خلال عملها كخادمة من كسب تعاطف الملك وأقنعته بتطليق زوجته وإرسالها إلى دير، ثم تزوج الملك من (غالسوينثا)، فقامت (فريديجوند) بخنقها حتى الموت، وقام الملك لاحقاً بالزواج من (فريديجوند).

سرعان ما عُرف عن (فريديجوند) كونها قاسية ومتحجرة القلب، وقد قام المؤرخ (غريغوري من تورز) بتوثيق أفعالها القاسية في كتبه، لكن يبدو أنّها كانت تملك ضميراً حياً بعض الشيء، فعندما أصابت جائحة زحار –إسهالات مهددة للحياة– ابنيها الصغيرين كانت مقتنعة بأنّ أفعالها القاسية والشريرة كانت سبب ما يحدث لهما، وقد حاولت التكفير عن ذنبها في محاولةٍ لإنقاذهما من خلال حرق وثائق الضرائب والوثائق التي تدين المواطنين، لكن الطفلين الصغيرين توفيا رغم ذلك.

كانت (فريديجوند) تملك ابنةً أيضاً تُدعى (ريجونث)، لكن علاقتهما كانت مليئة بالمشاكل، وبحسب المؤرخ (غريغوري) كانت (فريديجوند): ”تغار من ابنتها (ريجونث) لأنها كانت تقول لها باستمرار أنّها يجب أن تكون مجرد عشيقة، انتظرت (فريديجوند) فرصتها وحين سنحت قامت مدعيةً الشهامة بأخذ ابنتها إلى غرفة الكوز وأرتها مجوهرات الملك الموجودة ضمن صندوق ضخم، ثم ادعت التعب وطلبت من ابنتها أن تقوم بالتقاط من المجوهرات ما تستطيع حمله بيديها لأنها تعبة ولا تستطيع القيام بذلك بنفسها، وحين انحنت الفتاة قامت (فريديجوند) بإغلاق غطاء الصندوق على رقبتها، وقد كانت الفتاة لتموت لو لم يهرع بعض الخدم لمساعدتها“.

5. سبب (بيلتران دي لا كويفا) مشكلةً ضمن العائلة الملكية الإسبانية:

(بيلتران دي لا كويفا). صورة: Mariano Carbo/Wikimedia Commons

(بيلتران دي لا كويفا).صورة: Mariano Carbo/Wikimedia Commons

ربما لم يكن للملكة الإسبانية (إيزابيلا) –المعروفة تاريخياً بكونها قد قامت مع زوجها (فيرديناند) بتمويل رحلة (كريستوفر كولومبوس) لاكتشاف العالم الجديد– حقٌ بالجلوس على العرش لولا أفعال (بيلتران دي لا كويفا)، فقد كان أخاها غير الشقيق (إنريكي الرابع) يملك ابنةً تُدعى (جوانا)، وكان يفترض أن تكون ابنته وريثة العرش.

لكن عندما توفي (إنريكي) أصرت (إيزابيلا) على أنّ (جوانا) ليست الابنة الشرعية له، بل هي ابنة عشيق أمها (بيلتران)، وقد اندلعت نتيجةً لهذا ما أصبح يُعرف باسم (حرب الخلفاء)، وهي حربٌ أهلية ما بين (إيزابيلا) و(جوانا) استمرت 4 سنوات وسببت الكثير من الأضرار والخسائر في الأرواح.

بدأت علاقة (بيلتران) بالعائلة الملكية عندما أتى به الملك وهو صغير ليعيش في البلاط الملكي، وقد قام بذلك ليظهر امتنانه لأبيه، وعندما كبر قام (بيلتران) باستغلال مركزه ونفوذه لخداع الملك ولجعل الملكة تقع في غرامه، وهذه العلاقة هي ما أدت لنشوء الحرب الدامية، لكن (جوانا) لم تعترف يوماً بكون (بيلتران) والدها الشرعي، وعلى الرغم من أنّها خسرت الحرب والعرش لصالح عمتها (إيزابيلا)، إلا أنها استمرت وحتى نهاية حياتها بتوقيع رسائلها كاتبةً: ”أنا، الملكة“.

6. أصبحت (ماتيلدا كشيسينسكا) راقصة الباليه الأولى في روسيا بفضل علاقاتها الغرامية:

(ماتيلدا كشيسينسكا). صورة: MrLopez2681/Wikimedia Commons

(ماتيلدا كشيسينسكا).صورة: MrLopez2681/Wikimedia Commons

كانت (ماتيلدا) راقصة باليه من أصلٍ بولندي، نشأت في مدينة (سانت بطرسبورغ) وأصبحت راقصة في الباليه الإمبراطوري الرفيع المستوى، خلال مشاركتها الأولى مع الباليه في عام 1890، قدمت (ماتيلدا) أداءً رائعاً ورقصت بشكل مدهش مما أثار إعجاب الإمبراطور (أليكسندر الثالث) الذي بحث عنها في العشاء التالي للعرض وأخبرها أنّها كانت مجد الباليه.

بعد ازدياد شهرة (ماتيلدا)، نما نفوذها في البلاط الإمبراطوري، حتى أنّها قد قامت بإغراء القيصر المستقبلي (نيكولاس الثاني) وذلك قبل أن يقع في غرام (أليكساندرا)، استمرت علاقتهما ثلاث سنوات وانتهت حين تزوج من (أليكساندرا)، لكنها لم تقف هنا فقد قامت بإغراء دوقين عظيمين، وقد أصبح أحد هذين الدوقين أباً لابنها الذي أنجبته عام 1902.

عندما سُميت (ماتيلدا) راقصة الباليه الأولى –وهو لقبُ مثير لحسد من حولها لأنه يعني أنّها الراقصة الأفضل في الباليه الإمبراطوري– في عام 1896، فإنّ مايسترو الباليه (ماريوس بيتيبا) لم يوافق على هذا الأمر، فقد قال أنّه على الرغم من كونها راقصة موهوبة إلا أنّها كسبت مركزها وهيبتها ضمن الباليه نتيجةً لعلاقاتها الغرامية ضمن العائلة الحاكمة، وقد يكون محقاً بذلك.

7. استطاعت (نيل غوين) الوصول إلى البلاط الملكي عبر علاقاتها الغرامية:

(نيل غوين). صورة: National Portrait Gallery/Wikimedia Commons

(نيل غوين).صورة: National Portrait Gallery/Wikimedia Commons

وُلدت (نيل) في لندن لأمٍ كانت تُدير بيت دعارة، وبسبب نشأتها بين رجالٍ يبحثون عن المتعة الأنثوية أصبحت (نيل) ذات مواهب تمثيلية وكوميدية وأصبحت تمتلك وقاراً واتزاناً مشابها لما تملكه النجمات في يومنا هذا، وبما أن ذلك العصر كان يفرض حشمةً تامة على النساء فقد كان امتلاك فتاة شابة لهكذا مواهب وهي محاطةٌ بالرجال أمراً فاضحاً.

خلال فترة مراهقتها، بدأت (نيل) تتخذ عشاقاً لها، وعلى ما يبدو فقد كان عدد هؤلاء العشاق كبيراً، فعندما أصبحت عشيقة الملك (تشارلز الثاني) كانت هي تدعوه (تشارلز الثالث)، وذلك لأنه ثالث (تشارلز) قد مارست الجنس معه، لكن بعكس باقي المخادعين في مقالنا فقد كانت (نيل) صريحة حول علاقتها بالملك وكيف كانت تستفيد منه.

فقد دعت نفسها علناً بـ”العاهرة البروتستانتية“، ولم تكن تخجل من الاعتراف بأن علاقتها مع الملك أخرجتها من فقر بيت الدعارة الذي نشأت فيه. أنجبت (نيل) ابنين من (تشارلز)، لكن عاش واحدٌ منهما فقط وهو (تشارلز بوكلرك) الذي أصبح أول دوق لمدينة (سانت ألبانز)، وقبل وفاة الملك (تشارلز) طلب من أخيه الاعتناء بـ(نيل)، لذا بعد وفاته تلقت (نيل) راتباً حتى آخر حياتها.

8. خسر (لودفيغ الأول) ملك بافاريا عرشه بسبب (لولا مونتيز):

(لولا مونتيز). صورة: Wikimedia Commons

(لولا مونتيز).صورة: Wikimedia Commons

كانت (إليزا غيلبرت) في القرن التاسع عشر امرأة إيرلندية عُرف عنها وهي صغيرة كونها جامحة وحادة الطباع وخارجة عن السيطرة، فقد قيل أنّها ركضت في الشوارع عارية وهي صغيرة، كما قامت بإزالة الشعر المستعار لرجلٍ كبير في العمر في الكنيسة، وقد نشأت (إليزا) في عدة مدارس داخلية قبل هربها بعمر الـ16 لتصبح راقصة محترفة في الهند، ولكن حين فشل زواجها بعد 5 أعوام اتخذت اسمها الفني (لولا مونتيز) وقامت بالرقص في أنحاء أوروبا، أخيراً أصبحت ترقص ضمن صالات وعروض النبلاء الأوروبيين.

كانت (لولا) على علاقةٍ غرامية مع الموسيقار المرموق (فرانز ليست)، كما كان يعرفها العديد من الشخصيات التاريخية المرموقة: مثل الكاتب (ألكساندر دوماس)، والكاتب (جورج ساند)، لكن ما جعل اسمها يُذكر في التاريخ هو الحيل التي مارستها على (لودفيغ الأول) ملك بافاريا الذي جعلها امرأةً نبيلة.

يُقال أنّه سألها علناً عن كون أثدائها حقيقيةً فردت عليه من خلال خلع ملابسها لتثبت له ذلك، وقد أصبحت صاحبة نفوذ كبير في بلاطه حتى أنّه أصبح من النادر أن يقوم باتخاذ أي قرار دون مشورتها أو موافقتها، وقد قامت (لولا) باستغلال نفوذها هذا لدعم إصدار قوانين تهدف لمحاربة المحافظين بشكلٍ عام، ومحاربة الرهبنة اليسوعية بشكلٍ خاص، لكن علاقة الملك كانت شنيعةً جداً لدرجة إجباره في عام 1848 على التخلي عن العرش بسبب عدم الرضى الشعبي.

9. قام (ألكساندر زوبكوف) بسلب كل شيء من الأميرة (فيكتوريا):

الأميرة (فيكتوريا). صورة: Wikimedia Commons

الأميرة (فيكتوريا).صورة: Wikimedia Commons

الأميرة (فيكتوريا) هي حفيدة الملكة (فيكتوريا)، وقد وُلدت ونشأت في جوٍ من الرخاء لا يمكن تخيله حتى، فقد نشأت تحت رعاية جدتها حيث كانت تقضي فتراتٍ طويلة من الزمن معها في قلعة (بالمورال) الشهيرة في إسكتلندا، تزوجت بعد ذلك من الأمير (أدولف من شوامبورغ-ليبي) وهو أخ (فيلهلم) قيصر ألمانيا، وقد وافق جميع أفراد العائلة الملكية على هذا الزواج خاصةً الملكة (فيكتوريا).

لم يستمر هذا الزواج طويلاً، وقد استنتجت (فيكتوريا) أنّ الحياة الملكية ضمن القارة الأوروبية لا تناسبها، لذا قررت أنّها إذا تزوجت مرة أخرى فسيكون زواجاً ناتجاً عن حب.

عوضاً عن الزواج من رجلٍ نبيل آخر، وقعت (فيكتوريا) في غرام نادلٍ روسي مفلس يدعى (ألكساندر زوبكوف)، لم يحضر أي فردٍ من عائلتها هذا الزفاف، وقد كانوا بالتأكيد معارضين لهذا الارتباط ويبدو أنّهم كانوا يملكون كامل الحق في ذلك، فبينما كان ينقص (ألكساندر) المال والرقي فقد كان كذلك محتالاً ماهراً، فقد سلب كل شيء من (فيكتوريا) لدرجة أنّها عندما ماتت في سن الـ63 كانت فقيرةً ووحيدةً جداً، فقد ماتت في غرفةٍ قذرة كانت تتشاركها مع امرأةٍ كانت في السابق خادمةً لها، وقد أدعى الأطباء أنّها لم تحاول حتى محاربة المرض الذي قضى عليها حيث أنّها لم تعد تملك سبباً للحياة.

10. تم اتهام (كارين مونستودر) بالشعوذة بسبب إغرائها الملك:

كارين مونستودر

(كارين مونستودر).

كانت (كارين) ابنة بائع خضر وسجان من العاصمة السويدية ستوكهولم، وباستخدام حيلةٍ ما أنشأت (كارين) علاقة رسمية مع وريث عرش السويد (أريك)، فقد أصبحت عشيقته الرئيسية على الرغم من امتلاكه لعشيقاتٍ سابقات، وقد أصبحت علاقتهما قويةً جداً وبدأت تمتلك تأثيراً كبيراً عليه، وقد عزا بعض الأشخاص ذلك إلى الشعوذة أو سحر الملك من خلال جرعات الحب السحرية.

مُنحت (كاثرين) زينة وثياب فاخرة تناسب أميرة إسكندنافية، وأصبحت تملك خدماً ألبستهم ثياباً جميلة أيضاً، وتم معاملة ابنتها (سيجريد) كأميرة شرعية، وبعد إنجابها لابنتها بفترة قصيرة قرر الملك الزواج منها، فلحسن حظها يبدو أنّ قرار الملك في الزواج كان عن حب عوضاً عن زواجٍ دبلوماسي تقليدي، على الرغم من أنّ زواج الملك من امرأةٍ من عامة الشعب هو أمرٌ غير مستساغ في العادة.

من غير المعروف كم أصبحت (كاثرين) تمتلك من النفوذ السياسي بعد أن أصبحت ملكة، لكن الكثيرين كانوا يرونها كمستشارةٍ للملك وهو ما يعني أنّها كانت تلعب دوراً مهماً سياسياً، وقد عُرف عنها ميلها لمنح هداياً باهظة جداً لأصدقائها، وقد شملت هذه الهدايا عقارين ملكيين، إذاً فقد حققت (كاثرين) الكثير بالنسبة لشخصٍ نشأ في شوارع ستوكهولم، لكن للأسف يبدو أنّ الناس لم يعجبوا كثيراً بزواج الملك منها وبقراراته فقاموا بالتخلص منه بعد فترةٍ قصيرة من زواجهما.

11. استولى (باسيل الأول) على العرش بالقوة وكاد يتسبب لابنه في العمى:

عملات الإمبراطورية البيزنطية التي حملت اسم باسيل الأول.

عملات الإمبراطورية البيزنطية التي حملت اسم باسيل الأول.

وُلد (باسيل) في بيئةٍ متواضعة في الإمبراطورية البيزنطية، لكنه قام لاحقاً بعد استحواذه على العرش بالتخلي عن نسبه من أسرةٍ تنتمي لطبقة الفلاحين وقام بصياغة نسبٍ يربطه بملوك أرمينيا العظماء، وحتى إمبراطور روما (قسطنطين).

سنوات حياة (باسيل) الأولى مبهمة، والسبب في ذلك قد يكون بشكل كبير لأنه ظل يحاول تغييرها، وفي نقطةٍ ما ولسببٍ غير واضح تماماً تمكن من نيل اهتمام الإمبراطور (ميخائيل الثالث) الذي كان يحكم حينها الإمبراطورية البيزنطية، واستطاع إقناعه بأنّ عمه (باراداس) يخطط للحصول على العرش لنفسه، ثم قتل (باراداس) بموافقة الإمبراطور ورضاه.

بعد عامٍ من ذلك بدأ تأثير (باسيل) على الإمبراطور يقل وبدأ يكن مشاعر البغض والكراهية له، لذا قام بتنظيم عملية لاغتياله واستطاع نيل العرش، وعلى الرغم من بغضه له، غير أنه قام بتعيين ابنه (قسطنطين) كإمبراطورٍ مساعد.

لكن ابنه (ليو) بالذات لم يتمكن من كسب وده، فقد كان (باسيل) يشك بكون (ليو) في الحقيقة ابن (ميخائيل) غير الشرعي، وبأنّه يكن له مشاعر الكره لدوره في قتل (ميخائيل) لذا قام بسجنه، لكن بسبب المطالبات وأعمال الشغب الشعبية اضطر للإفراج عنه، ثم بدأ يُفكر بعقابه عن طريق إفقاده بصره، لكنه عدل في النهاية عن ذلك، وفي النهاية بعد وفاة (باسيل) أصبح (ليو) الإمبراطور وقد كان أول ما فعله (ليو) كإمبراطور هو دفن رفات (ميخائيل الثالث) في ضريحٍ وذلك ضمن احتفالٍ إمبراطوري مُهيب.

12. تمكنت الإمبراطورة (كاثرين الأولى) من إغواء القيصر (بطرس) العظيم والتحكم به:

كاثرين الأولى

(كاثرين الأولى).صورة: Wikimedia Commons

تُوفي والدا (مارتا سكورونسكا) عندما كان عمرها 3 سنوات بسبب الطاعون، وقد أصبحت هي وإخوتها الأربع يتامى، قام قسٌ إنجيلي يُدعى (يوهان ارنست غلوك) بتربيتهم وذلك بمساعدة زوجته، ولكن حين كبرت (مارتا) بدأت زوجته تغار من جمالها لذا أجبرتها وهي بعمر السابعة عشر على الزواج من عسكري.

كان هذا الزواج بداية علاقة (مارتا) بالقوات العسكرية الروسية، حيث بدأت تعمل في منازل عددٍ من النبلاء الروس وأصدقائهم، وتمكنت بالنهاية عن طريق بعض الحيل من الوصول إلى بلاط القيصر (بطرس) العظيم، وعلى الرغم من أنّ القيصر كان مخطوباً حينها إلا أنّها أصبحت عشيقته وأنجبت منه ابناً سُمي على اسمه، ثم تزوجا بعد ذلك في السر وغيرت اسمها إلى اسمٍ أرثوذكسي وأصبحت تُعرف بـ(كاثرين الأولى)، ثم عاشا عدة سنواتٍ في كوخٍ معزول.

لكن في عام 1724 تم تتويج (كاثرين) وأصبحت إمبراطورة شريكة في حكم الإمبراطورية الروسية، ومن خلال السيطرة على من يستطيع مقابلة زوجها تحكمت بشكلٍ كبير في الإمبراطورية، وعندما تُوفي (بطرس) استمرت بالحكم كإمبراطورة وقامت بمنح أخوتها الأربع لقب كنت وكونتيسة.

13. استغلت (أليس بيريرس) الملك (إدوارد الثالث):

أليس بيريرس

(أليس بيريرس).

لا يُعرف الملوك بإخلاصهم لزوجاتهم عادةً، لكن الملك (إدوارد الثالث) كان مُخلصاً لزوجته (فيليبا) على غير العادة، ولكن بعد وفاتها أخطأ بفتح قلبه لوصيفتها (أليس بيريرس) التي كانت متزوجة من موظفٍ في البلاط، فقد ساعدته (أليس) خلال مرحلة حزنه وضعفه وكسبت بذلك امتنانه، وبدأت علاقتهما الغرامية، وعلى الرغم من كونها متزوجة إلا أنّ (أليس) لم تكن لتدع حقيقة زواجها من الوقوف في وجه فرصتها مع الملك.

سحرت (أليس) الملك، واستطاعت باستخدام نفوذها سلب جميع الأموال الموجودة في الخزينة الملكية وأصبحت بسرعة أثرى امرأة في كل إنجلترا، ويؤكد المؤرخون أنّه في الفترة الواقعة ما بين 1370 و1376 كانت (أليس) تحكم البلاد وذلك بفضل تأثيرها الكبير على الملك، كما قامت بمخالفة عددٍ من القوانين وذلك لمساعدة بعضٍ من أصدقائها.

توفي (إدوارد) في عام 1376، ويُقال أنّها قامت بسرقة خواتمه من يديه عندما أتت لرؤية جثمانه، لكن بعد وفاته تغير حظها، فقد صدر قانونٌ جديد مكن البرلمان من محاسبتها على أفعالها.

14. كانت (ثيودورا) تعمل كممثلة قبل أن تصبح إمبراطورة:

ثيودورا

(ثيودورا).صورة: The Yorck Project/Wikimedia Commons

يتم ذكر الإمبراطورة (ثيودورا) الآن بكونها إحدى أقوى حكام الإمبراطورية البيزنطية وأكثرهم تأثيراً، وهي بالتأكيد إحدى أقوى النساء على مر التاريخ، وقد نشأت (ثيودورا) في بيئةٍ متواضعة حيث كان والدها يعمل كحارسٍ للدببة التي تشارك في الألعاب البهلوانية التي تقام في القسطنطينية، إسطنبول حالياً.

عملت (ثيودورا) في بيتٍ للدعارة، وقد كانت تعمل مقابل أجرٍ رخيص وتقدم خدماتها لعملاءٍ فقراء، كما عملت كممثلة وقد كانت معظم الأدوار تتطلب منها القيام بأمورٍ جنسية، سافرت (ثيودورا) بعد ذلك بسنواتٍ قليلة إلى مصر وقامت هناك باعتناق المسيحية والتقت بالرجل الذي سيصبح لاحقاً الإمبراطور (جستينيان).

تزوج (جستينيان) من (ثيودورا)، وقد كانت تملك حين زواجها ابنةً غير شرعية، وقد مُنحت لقب إمبراطورة، واستطاعت الحصول على قوةٍ وتأثير سياسي وثقافي على الإمبراطورية أكثر مما تمتلكه زوجة الإمبراطور عادةً، ويعتقد البعض أنّ أفعالها كإمبراطورة كانت سبباً في اندلاع ثورة (نيكا) التي تسببت بمقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وقد قامت (ثيودورا) بقمع الثوار بوحشية، وبعد أن نجحت بقمع الثوار أصبحت تدقق كثيراً في طريقة تصرف الأشخاص بحضورها، وأجبرت الناس على السجود لها ولزوجها.

15. قامت (كيلوبترا) بإغراء (مارك أنطوني) بهدف الحصول على مزيدٍ من السلطة:

مارك أنطوني

(مارك أنطوني).

حكمت (كيلوبترا) مصر في القرن الأول قبل الميلاد، وقد كانت امرأةً قوية ومثيرة واستغلت براعتها لتوسيع سيطرتها وتأثيرها في الإمبراطورية الرومانية، بدأت (كيلوبترا) مسيرتها نحو السلطة المطلقة عبر إغراء (يوليوس قيصر) وقد استمرت علاقتهما حتى وفاته، ولحسن حظها فقد شابت الإمبراطورية فوضى بعد وفاته وقد كان زميله السابق (مارك أنطوني) يحاول الحصول على المال والقوة بأي طريقة لزيادة قوته العسكرية.

التقى (مارك) و(كيلوبترا) في طرسوس، وهي مدينة تقع في يومنا هذا في تركيا، وذلك لمناقشة خطة تهدف لجعله في الصدارة بالقوة في الإمبراطورية، وقد كانت (كيلوبترا) مستعدة لاستخدام احتياجات (أنطوني) لتأمين المزيد من القوة والسيطرة لنفسها، وعندما وصلت سفينتها إلى (طرسوس) كانت مستلقيةً على ظهر السفينة ومحاطةً بالأزهار وروائح العطور المثيرة.

سُحر (أنطوني) بالكامل، وعلى الرغم من كونه متزوجاً ومن كون زوجته في روما تهتم بشؤون الإمبراطورية إلا أن الاثنين انخرطا في علاقةٍ غرامية دُونت في كتب التاريخ، وقد تمكنت (كيلوبترا) من تقوية حكمها في مصر عبر هذه العلاقة ومن السيطرة على أجزاءٍ هامة من الإمبراطورية الرومانية وذلك باستغلال هيام (أنطوني) بها.

16. استطاع (يوسابيوس) الوصول إلى مركزٍ مهم عن الطريق التقرب من الإمبراطور (قسطنطين) دينياً:

(يوسابيوس). صورة: Wikimedia Commons

(يوسابيوس).صورة: Wikimedia Commons

ليس يكن جميع المحتالين الذين تمكنوا من التقرب من الحكام ليصبحوا ذوي نفوذٍ كبير نساءً مثيرات فقط، فـ(يوسابيوس) كان عالم لاهوت يعيش في القرن الرابع ميلادي، وقد قام باستخدام الدين للتقرب من الإمبراطور (قسطنطين)، وبعد طرده في عام 325 من الكنيسة وذلك في مجلس مدينة أنطاكية، كان (يوسابيوس) يريد استرجاع مكانته في الكنيسة والإمبراطورية الرومانية بأي شكل.

عندما ظهر (قسطنطين) وجد (يوسابيوس) فرصته، فقد كان (قسطنطين) الحاكم شاباً طموحاً يريد تقوية حكمه لأرضٍ تمر بتغييرات كثيرة، فقد كان سكان الإمبراطورية الرومانية يتخلون عن دياناتهم القديمة ويعتنقون الديانة المسيحية بشكلٍ متزايد، وتمكن (يوسابيوس) من أن يصبح عالم اللاهوت الخاص بالإمبراطور، وعلى الرغم من أنّ الإمبراطورية الرومانية كانت معروفة حينها بقمع المسيحيين باستخدام كافة الوسائل خاصةً العنيفة منها، فقد تمكن (يوسابيوس) من الوصول لهذا المركز من خلال اقتراحه على (قسطنطين) أنّ كلاً من الكنيسة والإمبراطور الروماني هما نتاج مباركة الله للبشرية، ويستخدمهما الله لمباركة العالم، وقد قام (يوسابيوس) بالبناء على هذه الفكرة، وأعلن أنّ الكنيسة يجب أن تنظم بشكلٍ مشابه للتنظيم السياسي الخاص بالإمبراطورية الرومانية، وهو ما يُفسر وجود الباباوات والكاردينالات وما يشابهها من تقسيمات في الكنيسة.

لكن نفوذ وتأثير (يوسابيوس) لا يتوقف عند هذا الحد على ما يبدو، فمن المعروف أنّ (قسطنطين) اعتنق المسيحية قبل معركة جسر (ميلفيو) وذلك بعد أن رأى صليباً في السماء، لكن المهندس المعماري الذي تم تعيينه لإحياء ذكرى الربح في المعركة قال أنّ الإمبراطور ما زال وثنياً وأنّ (يوسابيوس) هو من ألف قصة اعتناق (قسطنطين) للمسيحية، وأنّ ذلك النصر حققه بمباركه الله، وهي القصة التي سُجلت في كتب التاريخ ومازالت حية حتى اليوم.

هل تعرفون شخصيات أخرى تاريخية حققت مكاسب شخصية من خلال هكذا وسائل؟ وما رأيكم: هل الغاية تبرر الوسيلة أم لا؟ شاركونا أراءكم في التعليقات.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:40
الظهر 12:39
العصر 04:17
المغرب 07:11
العشاء 08:37