هكذا خدع الهنود بريطانيا وكسبوا ثروة وظهر تأثير الكوبرا
هكذا خدع الهنود بريطانيا وكسبوا ثروة وظهر تأثير الكوبرا

الإثنين | 06/06/2022 - 07:08 صباحاً

موقع طقس فلسطين:

مع بداية فترة الراج البريطاني بالهند (British Raj)، التي استمرت بين عامي 1858 و1947، عانت السلطات البريطانية من مشكلة عويصة بسبب النظام البيئي لمنطقة دلهي فخلال تلك الفترة انتشرت أفاعي الكوبرا السامة بشكل كبير في أرجاء المدينة وهو ما سبب حالة من الرعب لدى المستوطنين الإنجليز.

الترامواي بمديمة هانوي سنة 1901

وبهدف التخلص من مشكلة أفاعي الكوبرا أصدرت السلطات البريطانية بدلهي قرارا فريدا من نوعه حيث لجأ البريطانيون لتقديم مكافأة مالية هامة لكل هندي من أهالي دلهي يقتل أفعى كوبرا ويقدم جلدها لسلطات المدينة. وبادئ الأمر حققت هذه الفكرة نجاحا باهرا حيث تحول أهالي دلهي إلى صائدي أفاعي بسبب المكافآت المالية السخية التي منحتها إياهم السلطات البريطانية لكن مع مرور الوقت أقدم العديد من أهالي دلهي على استغلال القرار البريطاني بشأن الأفاعي لتحقيق مزيد من الأرباح.

وعمد العديد من الهنود لتربية أفاعي الكوبرا وجعلها تتكاثر بشكل مهول داخل منازلهم قبل قتلها وتسليم جلودها لسلطات دلهي. ومن خلال هذه التجارة الجديدة جنى العديد من أهالي دلهي أموالا طائلة. ومع تفطنها لهذه الحيلة، أوقفت السلطات البريطانية العمل بنظام المكافآت مقابل جلد الأفاعي ليجد الهنود بسبب ذلك أنفسهم بمنازلهم رفقة أعداد كبيرة من العرابيد السامة التي أصبحت بلا قيمة.

صورة للمقيم العام الفرنسي بول دومير

ومع وقف العمل بنظام صرف المكافآت، أطلق أهالي دلهي سراح الأفاعي الموجودة بمنازلهم في الشوارع. وبسبب ذلك، سجل عدد أفاعي الكوبرا السامة في شوارع دلهي ارتفاعا مذهلا حيث تجاوز بشكل كبير عددها قبل بداية العمل بنظام المكافآت. وانطلاقا من ذلك، ظهر مفهوم تأثير الكوبرا والذي يدل على العواقب غير المقصودة وتحوّل الوضع للأسوأ عند محاولة حلّ مشكلة ما.

ومطلع القرن العشرين، شهدت الهند الصينية الفرنسية حادثة مشابهة. فسنة 1897، حلّ المقيم العام الفرنسي بول دومير (Paul Doumer) بمدينة هانوي (Hanoi) حاملا على عاتقه مهمّة تحويلها لمدينة معاصرة ومتقدمة شبيهة بباريس ولندن. ومع بداية تطبيق برنامجه الإصلاحي بالمدينة، أمر دومير ببناء قنوات تصريف مياه امتدت لعشرات الكيلومترات.

رسم تخيلي لزيارة بول دومير لمملكة سيام سنة 1899

في حدود سنة 1902، اصطدم برنامج بول دومير بكارثة حيث امتلأت أنابيب تصريف المياه بالجرذان التي سرعان ما غزت أحياء هانوي. وبادئ الأمر، لجأ دومير للاعتماد على فرقة مختصة للقضاء على الجرذان ومع فشل هذا المخطط فضّل المقيم العام الفرنسي اللجوء لأهالي هانوي الفقراء واعدا إياهم بمكافآت مالية هامة مقابل كل جرذ يقتلونه ويقدمون ذيله كدليل على ذلك للمسؤولين بالمدينة.

وخلال فترة وجيزة، جمع المسؤولون بمدينة هانوي أعدادا هائلة من ذيول الجرذان وهو الأمر الذي أسعد بول دومير حيث آمن الأخير بقرب زوال هذه الأزمة وهو ما سيخول له مواصلة مشاريع تحسين البنية التحتية للمدينة. لكن وعلى الرغم من تكدّس ذيول الجرذان لديها، لاحظت السلطات الفرنسية تواصل انتشار الجرذان وقد تزامن ذلك مع ظهور نوع جديد منها مقطوعة الذيل.

صورة لجسر بول دومير بهانوي

فمن أجل تحقيق الأرباح بشكل متواصل، عمد أهالي هانوي للإمساك بالجرذان لقطع ذيولها وإطلاق سراحها مجددا لتواصل بذلك الأخيرة تكاثرها.

ومع كشفه لهذه الحيلة، أمر المقيم العام الفرنسي بول دومير بإنهاء العمل ببرنامج المكافآت المالية لتشهد مدينة هانوي على إثر ذلك ارتفاعا سريعا لعدد الجرذان وظهور وباء الطاعون بحلول العام 1906.

خريطة الهند البريطانية سنة 1880



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:32
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:15
العشاء 08:43