كيف كانت الديناصورات تسمع؟ فلنسأل أقاربها
كيف كانت الديناصورات تسمع؟ فلنسأل أقاربها

الخميس | 28/03/2019 - 04:00 مساءً

يأخذ الماضي السحيق للأرض بألباب البشر، تلك الأيام الموغلة في القدم التي لم تطَّلع عليها عينا إنسان قط، ولعل هذا من أسباب افتتاننا بالديناصورات. ولأننا ما زلنا لا نعرف عن تلك المخلوقات العملاقة إلا أقل القليل، فالسباق مشتعل بين علماء الإحاثة في إجراء التجارب والدراسات للكشف عن أسرارها، وللإجابة عن أسئلة قد تبدو بديهية للوهلة الأولى مثل: كيف كانت الديناصورات تسمع؟

أولاد العم
التماسيح -بشكل عام- من أقدم الكائنات الأرضية التي لم يطرأ عليها سوى القليل جدا من التغيير، ولذلك يحلو لعلماء الإحاثة أن يطلقوا عليها اسم "الأحافير الحية". وهناك زواحف شديدة الشبه بالتماسيح لكنها تنتمي لفصيلة أخرى من رتبة التمساحيات، تُعرف بالقاطوريات.

ولهذا وقع اختيار العلماء على القاطور الأميركي (American alligator) في دراسة تحاول استكشاف كيفية السمع عند الديناصورات، أجراها فريق من الباحثين بجامعة ميريلاند بقيادة عالمة الأحياء كاثرين كار.

تقول العالمة: "نعرف القليل جدا عن الديناصورات، والدراسات المقارنة -كدراستنا هذه- التي تبحث عن السمات المشتركة بين الكائنات، وتردها إلى أصولها التطورية، ستساعدنا كثيرا في التعرف على الديناصورات بشكل أكبر".

من الثابت أن الأصوات تتفاوت في سرعة وصولها إلى كل أذن من الأذنين، وأن الدماغ يستغل هذا التأخر للتكهن بالمواضع التي تأتي منها الأصوات المختلفة. هذه هي القاعدة العامة، لكن التفاصيل تختلف بين الثدييات والطيور.

فأدمغة الطيور ترسم خرائط عصبية لتحديد مواقع مصادر الأصوات، بينما لا يحدث ذلك في أدمغة الثدييات. وهذا الاختلاف في التفاصيل يشير إلى أن تطور السمع لدى الثدييات قد سار في طريق مختلف عن الطريق الذي سارت فيه أدمغة الطيور. وللوقوف على تلك المسارات التطورية، احتكمت الدكتورة "كار" إلى القواطير.

وجد الباحثون أن أدمغة القواطير تتشابه كثيرا مع أدمغة الطوير(الفرنسية)

يقول الدكتور "لوتز كتلر" خبير العلوم العصبية بجامعة ميونيخ والمشارك في الدراسة: "عند فحص أدمغة القواطير مجهريا لاحظنا تشابها قويا مع أدمغة الطيور، ولهذا افترضنا احتمالية أن القواطير تصنع -كالطيور- خرائط عصبية للأصوات".

وللتأكد من صحة الفرضية، خدّر الفريق أربعين قاطورا أميركيا بمادة الكيتامين، قبل تزويدها جميعا بسماعات رأس ومراقبة الاستجابات العصبية الدماغية للأصوات المختلفة، ثم مقارنتها بمثيلاتها عند البوم والدجاج، لتستنتج الدراسة المنشورة في دورية العلوم العصبية أن القواطير والطيور تلجأ إلى الإستراتيجية السمعية نفسها.

الجَدّ
وربما يرجع السر في ذلك إلى الفرضية القائلة بوجود سلف مشترك بين الطيور والتمساحيات، يتمثل في مجموعة من الزواحف تسبق حتى الديناصورات -تسمى الأركوصورات- جابت الأرض قبل 246 مليون سنة.

هذه الأركوصورات انقسمت إلى قسمين هما التمساحيات والديناصورات، وقد انقرضت الديناصورات قبل 66 مليون سنة عدا القليل الذي نجا وتطور -بحسب الفرضية- إلى الطيور التي نعرفها اليوم.

تقول الدكتورة "كار" في تصريح للجزيرة نت عبر سكايب: "الطيور ليست في الواقع سوى ديناصورات، والتمساحيات هي أقرب الكائنات المعاصرة إلى الديناصورات. وهذه الخصائص المشتركة بين الطيور والتمساحيات تؤكد عودتهما إلى السلف المشترك ذاته، وتخبرنا بأن الديناصورات كانت تستخدم -على الأرجح- الطريقة نفسها في تحديد مصادر الأصوات".

أما عن الأصوات التي كانت تُصدرها حناجر الديناصورات، فالمقارنة التشريحية مع الطيور والتمساحيات تخبرنا بأن الديناصورات لم تكن تزأر كما تدعي هوليود، وإنما تنوعت أصواتها بين الأنين المكتوم والهسيس والهديل الذي لا يختلف كثيرا عن هديل الحمام.

المصدر : الجزيرة



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44