لماذا يكره الفاتيكان القطط كثيراً؟
لماذا يكره الفاتيكان القطط كثيراً؟

الثلاثاء | 02/04/2019 - 09:11 صباحاً

هنالك نوعان من الأشخاص في هذا العالم: الأشخاص الذين يحبون القطط والأشخاص الذين يكرهون القطط. يمكننا تصنيف البابا (غريغوري التاسع)، الذي تسلم مقاليد الكنيسة الكاثوليكية من 1227 إلى غاية 1241، في الصنف الثاني من الأشخاص، وذلك يعود بسبب كبير إلى كونه كان يعتقد بأن ”كرات الفرو“ هذه كانت تجسيداً للشيطان عينه!

بنى (غريغوري) نظريته هذه على ”أدلة“ قدمها (كونراد ماربورغ)، وهو محقق بابوي. على ما يبدو، فقد أسفرت جلسات التعذيب عن بعض الاعترافات من الأشخاص الذين كانوا يعبدون الشيطان وقطته السوداء!

في الثالث عشر من يونيو سنة 1233، أصدر البابا (غريغوري) التاسع ما عرف بالـ(فوكس إين راما)، وهو مرسوم بابوي رسمي يعلن على أن الشيطان نفسه نصف قط وأنه أحيانا يتقمص شكل وجسم قطة خلال أعماله الشيطانية.

قبل أن يفوت الأوان ويتعرضوا للحرق في نار الجحيم بسبب كونهم قد احتكوا بالقطط؛ بدأ المسيحيون الكاثوليكيون حول العالم قتل كل قطة تدخل بيوتهم. مازال بإمكاننا أن نرى آثار المجازر الكبيرة التي تعرض لها نوع القطط آنذاك في يومنا هذا، حيث اقترح بعض الباحثين أن تعداد القطط السوداء الضئيل في أوروبا اليوم هو نتيجة مباشرة لاعتبار هذا النسل بالأخص على علاقة بالشيطان.

بالطبع حفز الطاعون الدبلي تقتيل القطط، حيث أن الكثيرين كانوا يعتقدون بأن الجراثيم التي تحملها القطط ساهمت في انتشاره، غير أن التاريخ يشهد على أن ”الموت الأسود“ الذي كاد يقضي على أوروبا في القرن الرابع عشر، كان قد ساهم في انتشاره الجرذان والبراغيث التي تحملها، مما يعني أنه ربما لم تكن فكرة قتل المفترس الأول للجرذان في تلك الأزمنة فكرة صائبة.

لم يتوقف رهاب الكنيسة من القطط عند البابا (غريغوري) فقط، فقد اعتلى البابا (إينوسنت الثامن) سدة الحكم في أواخر القرن الخامس عشر خلال ذروة الحروب التي شنتها أوروبا الغربية على الشعوذة والمشعوذين. ولأن المراسيم كانت تملي بأن القطط تمثل واحدة من بين الصفات الرئيسية التي تميّز المشعوذين، فقد عمدت الكنيسة بصورة رسمية إلى أن حرمت كنسياً التعامل مع هذا الجنس بأكمله، ومنذ ذلك الحين، تعرضت القطط للكثير من أعمال الكراهية، بما في ذلك حرقها حية، وهو الأمر الذي استمر لقرون.

قطة

في بلجيكا على سبيل المثال، أقيم مهرجان بعنوان (كاتينستوت)، الذي كُرّس للإلقاء بالقطط من أعالي المباني وحرقها في الشوارع، كما احتفلت كذلك الملكة (إيليزابيث الأولى) بتتويجها ملكة من خلال حرق دمية محشوة لقطة.

حتى في يومنا هذا، مازال الفاتيكان يكره القطط، غير أن البابا (فرانسيس) حاليا ركز عمم هذه الكراهية على جميع الحيوانات الأليفة تقريباً، حيث قال بأن الناس ينفقون الكثير من المال على كرات الفرو اللطيفة هذه، فقال: ”بعد الطعام، والملبس، والدواء، تأتي مواد التجميل في المرتبة الرابعة والحيوانات الأليفة في المرتبة الخامسة“، واستطرد مشيراً إلى دراسة تلقي الضوء على مواطن إنفاق الناس لأموالهم: ”إن هذا الأمر جدي وخطير“.

على الرغم من أن هذا البابا، الذي يعتبر أكثر البابوات دعما لحماية البيئة، لن يشجع على الأرجح حرق القطط حية، فإنه يقترح تجنب التعلق بها كثيرا وتدليلها، حيث ورد في التعاليم الكنسية: ”بإمكان المرء أن يحب الحيوانات، غير أنه لا يجب عليه أن يمنحها الحب الذي يجب منحه للبشر فقط“.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:09
الظهر 11:44
العصر 03:15
المغرب 05:57
العشاء 07:20