كيف قتلت اليابان 250 ألف صيني ردا على قصف أميركي؟
كيف قتلت اليابان 250 ألف صيني ردا على قصف أميركي؟

الخميس | 11/04/2019 - 08:38 صباحاً

يوم 18 من شهر نيسان/أبريل 1942، ذهل اليابانيون عند سماعهم لخبر تعرض عدد من مدنهم وعلى رأسها العاصمة طوكيو لقصف جوي أميركي أسفر عن سقوط نحو 50 قتيلا.

وقد جاءت هذه الغارة الأميركية والتي عرفت بغارة دوليتل (Doolittle Raid) في خضم الحرب العالمية الثانية تلبية لرغبة الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت الذي سعى لرفع الروح المعنوية للأميركيين، عقب هجوم بيرل هاربر يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941 والذي أدى لمقتل ما يزيد عن 2000 أميركي.

صورة لعدد من الجنود اليابانيين المشاركين بعملية اجتياح إقليمي تشيجيانغ وجيانغشي الصينيين

صورة لجنود يابانيين شاركوا بالحملة العسكرية اليابانية على الصين

صورة لعدد من قاذفات القنابل بي 25 ميتشل التي شاركت بغارة دوليتل

صورة لجنود يابانيين وهم يحتفلون بمدينة شانغهاي الصينية

صورة لحاملة الطائرات الأميركية يو أس أس هورنت

صورة لإحدى قاذفات القنابل الأميركية من نوع بي 25 ميتشل

ومن خلال غارة دوليتل، أعلن الأميركيون لليابانيين أن مدنهم في مرمى الطائرات الأميركية، الأمر الذي أثار قلق القيادة العسكرية اليابانية والتي لم تتردد بدورها في وضع خطة لمنع تكرار مثل هذه الغارات الجوية على أراضيها.

أثناء هذا القصف الجوي يوم 18 نيسان/أبريل 1942، انطلقت 16 قاذفة قنابل أميركية من نوع بي 25 ميتشل (B-25 Mitchell) من على متن حاملة الطائرات الأميركية يو أس أس هورنت (USS Hornet) حاملة على عاتقها مهمة التوجه لأرخبيل اليابان لإلقاء شحنات قنابلها، والانعطاف غربا للنزول بأحد مدارج الهبوط بالقسم غير الخاضع للهيمنة اليابانية من الصين.

وخلال هذه العملية والتي كانت أشبه بعملية انتحارية، تمكن 46 طيارا أميركيا من النجاة بفضل مظلات الهبوط، حيث نزل هؤلاء بإقليم تشيجيانغ (Zhejiang) الصيني بعد تحطم طائراتهم واختبئوا بين الأهالي الذين وفروا لهم ملجأ ومنحوهم الغذاء والماء.

صورة للمارشال الياباني شونروكو هاتا

صورة للرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت

في أثناء ذلك، أثارت مدارج هبوط الطائرات بالصين قلق القيادة العسكرية اليابانية التي كانت متخوفة منذ مطلع سنة 1942 من إمكانية استخدامها من قبل الجيش الأميركي لشن غارات جوية على الأراضي اليابانية.

ومع نجاح عملية دوليتل، وافق المسؤولون العسكريون اليابانيون على شن عملية عسكرية لتدمير عدد من مدارج هبوط الطائرات بإقليمي تشيجيانغ وجيانغشي الصينيين، فضلا عن ذلك تلقت القوات اليابانية أوامر صارمة بتفتيش القرى بحثا عن الطيّارين الأميركيين الناجين وممارسة ضغوطات على الأهالي لإجبارهم على تسليمهم.

يوم 15 أيار/مايو 1942، باشرت 40 فرقة مشاة يابانية مدعومة بنحو 16 فرقة مدفعية بقيادة المارشال شونروكو هاتا (Shunroku Hata) عملية اجتياح إقليمي تشيجيانغ وجيانغشي الصينيين مدمرة في طريقها العديد من القرى، حيث لجأ الجنود اليابانيون لممارسة سياسة انتقامية ضد السكان الصينيين بعد اتهامهم بالخيانة.

وبحسب تقارير عديدة، خلفت القوات اليابانية جانبا هائلا من الدمار عند مغادرتها لإقليمي تشيجيانغ وجيانغشي في حدود منتصف شهر آب/أغسطس 1942، كما لجأت لتنفيذ عمليات إعدام عشوائية ضد السكان المحليين متسببة في سقوط عدد كبير من القتلى.

إضافة لذلك، لم يتردد اليابانيون في نشر عدد من الأوبئة كالطاعون والكوليرا بهذين الإقليمين، وهو ما تسبب بارتفاع عدد القتلى الصينيين بشكل ملحوظ.

وبحسب ما أكدته المصادر الصينية، أسفرت هذه العملية العسكرية اليابانية عن مقتل 250 ألف صيني خلال فترة وجيزة لم تتجاوز 4 أشهر.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، مثل المارشال شونروكو هاتا أمام المحكمة الدولية للشرق الأقصى ليواجه عددا من التهم كقيادة حرب عدوانية ضد إحدى دول الجوار، والتخاذل في أداء واجبه بحماية المدنيين، وعدم ردع جنوده من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ليصدر في حقه على إثر ذلك حكم بالسجن المؤبد جرى تخفيفه لاحقا ليطلق سراح هذا المارشال الياباني بحلول العام 1954.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20