لماذا حلق الفرنسيون رؤوس النساء قبل عرضهن بالشوارع؟
لماذا حلق الفرنسيون رؤوس النساء قبل عرضهن بالشوارع؟

الثلاثاء | 23/04/2019 - 08:55 صباحاً

اجتاحت القوات الألمانية الأراضي البولندية، في يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، معلنة بذلك بداية أسوأ نزاع عسكري في تاريخ البشرية حيث مثّل هذا الغزو الألماني شرارة اندلاع الحرب العالمية الثانية والتي استمرت لنحو 6 سنوات وخلفت ما يزيد عن 60 مليون قتيل.

وخلال السنة الأولى من هذه الحرب، عانت فرنسا من نكسة غير مسبوقة على مر تاريخها فأثناء معركة فرنسا والتي اندلعت يوم 10 أيار/مايو 1940 انهار جيش الجمهورية الثالثة بشكل تام حيث نجح الألمان في تحقيق النصر بعد 6 أسابيع فقط مجبرين بذلك الجانب الفرنسي على توقيع هدنة 22 حزيران/يونيو 1940 والتي هيمنت من خلالها ألمانيا على الجزء الشمالي والغربي لفرنسا.

صورة لنساء فرنسيات متهمات بالخيانة خلال عرضهن بالشوارع عقب حلق رؤوسهن و رسم علامة الصليب المعقوف على جبهاتهن

وتواصل الاحتلال الألماني لفرنسا لأكثر من 4 سنوات فبحلول يوم 19 آب/أغسطس 1944 تمكن الحلفاء من تحرير معظم الأراضي الفرنسية كما استرجع الفرنسيون عاصمتهم باريس من قبضة الألمان بعد ستة أيام فقط عقب استسلام الفرقة العسكرية الألمانية المتمركزة بها.

وتماما كبقية الدول التي احتلتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، اتجهت فرنسا لمعاقبة مواطنيها المتهمين بالتعاون والتخابر مع الألمان أثناء فترة الاحتلال. وإضافة لأفراد حكومة فيشي (Vichy)، التي أدارت شؤون البلاد أثناء فترة الاحتلال، الذين خضعوا للمحاكمة بعد اتهامهم بخيانة الوطن وإرسال عشرات آلاف الفرنسيين نحو مراكز الموت الألمانية وقمع حركة المقاومة، تعرض عدد كبير من المواطنين الفرنسيين لتتبعات عدلية بعد أن أدينوا بمساعدة الألمان.

صورة لعدد من الدبابات الألمانية المشاركة بعملية غزو فرنسا

وبالتزامن مع تحرير بلادهم، صبّ الفرنسيون جام غضبهم خلال احتفالاتهم بطرد المحتل الألماني على العديد من المتهمين بالخيانة لتشهد بذلك الشوارع الفرنسية عمليات إهانة وسحل وتنكيل شبيهة بتلك التي شهدتها خلال فترة الثورة.

ولم تقتصر العمليات الانتقامية على الرجال فقط حيث تعرضت ما يزيد عن 20000 امرأة فرنسية لعمليات إهانة علنية بعد اتهامهن بخيانة وطنهن عن طريق إقامة علاقات جنسية وإنجاب أطفال من جنود ألمان والتجسس على أفراد المقاومة وتقديم معلومات حساسة للمحتل.

صورة لسبع نساء فرنسيات متهمات بالخيانة عقب حلق رؤوسهن

وخلال فترة العمليات الانتقامية، أقدم الفرنسيون على حلق رؤوس النساء المتهمات بالخيانة قبل عرضهن في شوارع المدن على العامة. فضلا عن ذلك، تعرضت بعض المتهمات لعمليات إهانة أكثر قساوة فإضافة لحلق رؤوسهن رسم الفرنسيون باستخدام أحمر الشفاه الصليب المعقوف النازي على وجوه وصدور عدد من النساء الخائنات قبل إجبارهن على السير نصف عراة بالشوارع.

وأثناء هذه الكرنفالات الغريبة التي جابت شوارع المدن الفرنسية، بصق أفراد الجماهير الغاضبة على وجوه المتهمات بالخيانة ولجأ البعض لتعنيفهن عن طريق توجيه لكمات وصفعات لهن.

صورة لجنود ألمان استسلموا للحلفاء بباريس سنة 1944

وبحسب العديد من المؤرخين، ترجع عادة حلق رؤوس النساء لفترة العصور الوسطى حيث يشكك كثيرون في ظهورها لدى القوط الغربيين (Visigoth). فلإهانة المرأة، اتجه الأوروبيون أثناء العصور الوسطى لحلق رمز جمالها الأساسي والذي تمثّل في شعر الرأس وقد مورست هذه العادة بالأساس لمعاقبة النساء المتهمات بالزنا.

وخلال القرن العشرين، ظهرت هذه الممارسة مرات عديدة كانت أبرزها خلال فترة الحرب العالمية الثانية حيث لجأ الألمان إليها لمعاقبة المرأة الألمانية التي تكون على علاقة مع سجين أو رجل لا ينتمي للعرق الآري بينما انتشرت عمليات حلق رؤوس النساء بفرنسا عقب تحرير البلاد لمعاقبة المتهمات بالخيانة وعلى حسب ما نقلته العديد من التقارير تعرضت ما يزيد عن 20000 امرأة فرنسية لهذه الممارسة خلال الفترة ما بين 1944 و1946.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 05:09
الظهر 12:44
العصر 04:15
المغرب 06:57
العشاء 08:20