الفتيات "الكناري".. تعرف على نساء الحرب الصفراوات!
الفتيات "الكناري".. تعرف على نساء الحرب الصفراوات!

الأربعاء | 15/05/2019 - 01:05 مساءً

خلال الحرب العالمية الأولى، خلّد التاريخ سقوط عشرات ملايين الضحايا بين قتلى وجرحى على مختلف الجبهات ضمن واحد من أعنف النزاعات التي عرفتها الإنسانية. وللكثير من المؤرخين، مثّل هذا النزاع العالمي الذي عرف بدايته خلال شهر تموز/يوليو 1914، عقب حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، أول حرب شاملة على مر التاريخ تجنّدت لها جميع شرائح المجتمع من رجال ونساء وأطفال.

ومع تزايد وتيرة حملات التجنيد ببريطانيا، حظيت النساء بدور أكبر بالمجتمع حيث اعتمدت السلطات عليهن لتعويض الرجال الذين أرسلوا نحو جبهات القتال وبسبب ذلك جنّدت العديد من النساء للعمل بمؤسسات النقل ومخافر الشرطة ومصانع الأسلحة.

صورة لنساء عملن بأحد مصانع القذائف

صورة لمجموعة من النساء البريطانيات خلال تفقدهن للقذائف قبيل نقلها نحو الجبهة

في حدود منتصف سنة 1915، بلغ عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا على الجبهة الغربية 750000 جندي. وأمام هذا الوضع، لجأت بريطانيا لإرسال المزيد من القوات نحو الساحة الأوروبية لتعويض قتلاها وقد أدى ذلك لتراجع واضح لعدد الرجال العاملين بمصانع الأسلحة والذخيرة والتي مثّلت المحرك الأساسي لآلة الحرب البريطانية بالحرب العالمية الأولى.

صورة لعدد من النساء اللواتي اعتمدن على أيديهن لخلط المواد الكيميائية المخصصة لصناعة القذائف

صورة لعدد من العاملات البريطانيات بأحد مصانع القذائف



وبموجب قانون الذخيرة الأول الصادر خلال شهر تموز/يوليو سنة 1915، اعتمدت السلطات البريطانية إجراءات صارمة حددت من خلالها ظروف وساعات العمل بالمصانع ومنعت الإضرابات ووافقت على اعتماد العنصر النسائي بشكل مكثف بمصانع الأسلحة لتعويض النقص العددي للعمال الذي خلّفته عمليات التجنيد. ولإقناع النساء بالالتحاق بالمصانع، اعتمدت بريطانيا على الملصقات والإعلانات الدعائية التي تغنّت بشعارات وطنية مثل "خدمة الوطن" و"جيش البر النسائي".

صورة لعدد من النساء العاملات بمصنع القذائف ببرمنغهام ببريطانيا

صورة التقطت سنة 1918 لعدد من النساء خلال قيامهن بطلاء القذائف

وخلال فترة وجيزة، حققت هذه الحمالة نتائج إيجابية فبحلول العام 1916 التحقت 370000 امرأة بمصانع الأسلحة البريطانية عمل من ضمنهن 12000 بمصانع القذائف حيث أوكلت إليهن مهام صناعة القذائف وملئها بالمواد المتفجرة.

كانت ظروف عمل النساء في مصانع القذائف صعبة جدا فأجبرن على العمل لمدة 12 ساعة يوميا مقابل حصولهن على رواتب عادلت نصف الرواتب التي تقاضاها الرجال سابقا كما سمح لهن خلال أيام العمل بالحصول على وجبتي غذاء وفترتي راحة تراوحت مدة الواحدة منها بين 30 و40 دقيقة وفرضت عليهن رقابة صارمة خضعن أثناءها لعمليات تفتيش يومية لمنعهن من اصطحاب السجائر وأعواد الثقاب للمصنع لما يحمله ذلك من خطورة بسبب تواجد كميات كبيرة من المواد المتفجرة.

إضافة لكل ذلك، واجهت النساء اللواتي عملن بمصانع القذائف خطر التسمم بمادة تي إن تي (TNT) المتفجرة بسبب غياب إجراءات الحماية والوقاية وقد أدى ذلك لإصابة العديد منهن بأمراض مختلفة كالفشل الكلوي والتلف الكبدي وفقر الدم وتضخم الطحال.

رسم تخيلي لحادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند

صورة لإحدى النساء البريطانيات أثناء تفقدها للقذائف بالمصنع

في الأثناء، لقّبت النساء اللواتي عملن بمصانع القذائف بالفتيات الكناري نسبة لطائر الكناري بسبب لون بشرتهن الذي تحوّل للأصفر على إثر تعرضهن لفترات طويلة للمواد الكيميائية حيث أنتجت هذه العاملات قرابة 80 بالمئة من القذائف التي أنتجتها المصانع البريطانية زمن الحرب والمقدر عددها حسب متحف الحرب البريطاني بنحو 170 مليون قذيفة. وقد اضطرت كثير منهن لاستخدام أياديهن لخلط المواد الكيميائية التي تصنع منها القذائف وهو ما أدى لإصابتهن باليرقان وتحول لون بشرتهن للأصفر كنتيجة للتلف الكبدي.

أثناء فترة الحرب، فارقت المئات من النساء الملقبات بالفتيات الكناري الحياة لأسباب عديدة ولعل أبرزها الإرهاق والأمراض والانفجارات التي كانت تهز بعض المصانع بين الفينة والأخرى.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44