بسبب الكواكب.. الشمس أيضا لها مد وجزر
بسبب الكواكب.. الشمس أيضا لها مد وجزر

الثلاثاء | 04/06/2019 - 10:44 صباحاً

تعرف ظاهرة "المد والجزر" بأنها الظاهرة التي يرتفع فيها منسوب المياه على شواطئ البحار والمحيطات في العالم كله، وأنها تحدث بسبب جاذبية القمر للمياه على الأرض وبشكل أقل بسبب جاذبية الشمس.

لكن فريقا بحثيا ألمانيا من معهد "هيلمهولتز-تسينترام دريسن-روسندورف" (HZDR) يرى أن تلك التأثيرات ليست حصرية على الكواكب فقط، بل تؤثر على الشمس أيضا، وظهرت النتائج في دراسة جديدة صدرت مؤخرا بدورية "سولار فيزيكس"

الشمس بين مد وجزر
في حديثه مع الجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول د. فرانك ستيفاني المؤلف الرئيس للدراسة "يتكون نموذجنا بناء على التزامن بين دورة الشمس المعتادة من جانب، والتي تحدث مرة كل 11 سنة، وبين دورة أخرى لكل من الزهرة والمشتري والأرض من جانب آخر، والتي تحدث أيضا خلال نفس الفترة".

الدورة الشمسية هي تغير النشاط الشمسي مع الزمن، حيث يبدأ ضعيفا، ثم يرتفع شيئا فشيئا، ثم ينخفض مرة أخرى، وهكذا دواليك.

ويلاحظ العلماء تلك الدورة بعدة طرق، لكن أهمها هو تتبع البقع الشمسية، وهي مناطق درجات حرارتها أقل من بقية سطح الشمس.

وحينما تكون البقع الشمسية كثيرة وقريبة الأقطاب فإن هذا يعني وجود نشاط شمسي كبير، أما حينما تكون قليلة وقريبة من المنتصف فإن ذلك يعني نشاطا شمسيا ضعيفا.

وبحسب تصريحه للجزيرة نت، فإن ستيفاني وفريق عمله، في ورقتهم البحثية الأخيرة، قد تمكنوا من الإجابة عن سؤال طالما كان سببا لحيرة متخصصي فيزياء الشمس. فرغم أننا نعرف أن الدورة الشمسية تحدث مرة كل 11 سنة، فإن أحدا لا يعرف السبب في حدوثها أو تلك الفترة تحديدا.


حينما تكون البقع الشمسية كثيرة وقريبة الأقطاب فهذا يعني نشاطا شمسيا كبيار (الجزيرة)
حينما تكون البقع الشمسية كثيرة وقريبة الأقطاب فهذا يعني نشاطا شمسيا كبيار 

ألف سنة دوران
من أجل الوصول لتلك النتائج، قارن الفريق البحثي بشكل منهجي بين الملاحظات التاريخية للنشاط الشمسي خلال الألف سنة الماضية، وحركات الكواكب. هنا وجد ستيفاني ورفاقه أن الأمر يشبه ما يحدث على الأرض، فكما أن كلا من القمر والشمس يقدر على جذب الماء الموجود في محيطات وبحار الأرض، يمكن كذلك للكواكب أن تجذب بلازما سطح الشمس.

ظهر هذا واضحا -بحسب الدراسة الجديدة- في حالات اصطفاف الكواكب، فنحن نعرف أن المد يكون في أقصاه حينما يكون كل من الشمس والقمر في نفس الاتجاه بالنسبة للأرض، كذلك فإن النشاط الشمسي يكون في أقصاه حينما يكون المشتري والزهرة والأرض في نفس الاتجاه من الشمس، ويحدث ذلك مرة كل 11.7 سنة، بالتوافق مع الدورة الخاصة بالنشاط الشمسي.

ويثبت النموذج الجديد -بشكل إحصائي- أن هاتين الظاهرتين مرتبطتان، ويقول ستيفاني للجزيرة نت "يمكننا هذا النموذج من تقديم شرح مذهل للتوازي الواضح والتجريبي بين النشاط الشمسي وحركات الكواكب، هذه الأدلة الخاصة به لها خصائص إحصائية تختلف اختلافا كبيرا عن أن تكون مجرد صدفة".

أسرار الدينامو الشمسي
من جهة أخرى فإن هذا النموذج الجديد يقدم تفسيرا لآلية عمل ظاهرة أخرى مرتبطة بالنشاط الشمسي، وهي ما يسمى بالدينامو الشمسي. ويشرح ستيفاني قائلا "بشكل عام، الدينامو عبارة عن آلة تعمل على تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة مغناطيسية".

ويضيف رئيس الباحثين أن الكواكب والنجوم والمجرات لها نفس الخاصية حيث تنتج حقولا مغناطيسية حولها بنفس الآلية، وبالنسبة للشمس فإن الأمر يحدث بسبب دورة الشمس وحركة البلازما المعقدة بها.

ويأمل ستيفاني وفريقه أن يساعد هذا النموذج في فهم أكثر دقة للشمس، فرغم أنها أقرب النجوم لنا فإن الفيزياء الخاصة بها غير مفهومة بعد بشكل كامل، ونحن بالطبع بحاجة لهذا الفهم الكامل من أجل إعطاء تنبؤات أكثر دقة لأي من الكوارث المحتملة والتي يمكن أن تنفثها الشمس ناحيتنا أية لحظة.

المصدر : الجزيرة



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:31
الظهر 12:37
العصر 04:17
المغرب 07:16
العشاء 08:44