عروض تستمر أياماً متواصلة حتى موت الراقصين.. قصص غريبة من تاريخ الرقص العالمي
عروض تستمر أياماً متواصلة حتى موت الراقصين.. قصص غريبة من تاريخ الرقص العالمي

الأربعاء | 24/07/2019 - 10:34 صباحاً

يعد برنامج Strictly Come Dancing -المستوحى من برنامج Come Dancing الذي استمرَّ عرضه على شبكة BBC لفترة طويلة امتدَّت بين عامي 1949 وحتى 1998- ظاهرةً استثنائية في عالم العروض التلفزيونية الواقعية. 

عَرَضَ البرنامج مجموعةً من الرقصات التاريخية، كنوع من محاكاة أصل الرقص في إنجلترا وفرنسا، بداية من القرن الرابع عشر، ووفق مجلة History Extra البريطانية، فهناك حقائق عن تاريخ الرقص وصلت حدَّ الموت، إليكم بعضها 

1.   التانغو رقصة سيئة السمعة 

صاحب الرقص على مدار التاريخ تقاليد عريقة، بداية من رقصة باسو دوبلي الحميمية، وهي رقصة فرنسية مستوحاة من تقاليد مصارعة الثيران الإسبانية، إلى رقصة فالس الأنيقة، التي ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر باعتبارها رقصة ريفية.

أما بالنسبة للتانغو فهي رقصة من إبداع الطبقة العاملة المقيمة في أحياء الأرجنتين والأوروغواي في أواخر القرن التاسع عشر، وبسبب احتوائها على ركلات ونقرات سريعة، أشيع عنها أنها تبدو وكأنها عرض إغراء بين فتاة سيئة وراعي بقرٍ أرجنتيني.

لكن دانيال ترنر، معلم التانغو يقول إن التانغو كان في الأصل رقصة بين رجلين، كانا يؤدِّيانِها أمام فتاة حان وقتُ زواجها، لتختار مِن بينِهما مَن تمكن من إبهارها بشكل أكبر، وكان ذلك منتشراً بشكل أكثر وسط العاملين.  

ويضيف: «الفرق بين التانغو وبين الأنواع الأخرى للرقصات الأخرى هو وضع رجلك بين رجلي شريكك في الرقص».

2. الرقص البذيء

ارتبط الرقص لفترة طويلة بالمعتقدات الأخلاقية، واعتُبر في القرن السادس عشر تحريضاً على الأفعال الفاحشة.

كتب وليام برين، الداعية البروتستانتي البارز في حقبة منتصف القرن السابع عشر، مسرحية (Histriomastix 1632 التي انتقدت الكثير من الأشياء التي اعتبرها خاطئة، مثل إطالة الشعر، والمسرح، والكريسماس، إلى جانب الرقص.

وأورد في مسرحيته «لا يخدم الرقص أي فائدة ضرورية»، وأشار إلى أنه «مخالف لكافة الأخلاقيات والقوانين الدينية في المسيحية». 

وانتقد برين أيضاً تقاليد الرقص الإنجليزية، لافتاً إلى أن الكثير من الشباب والشابات سيهبطون إلى قاع الجحيم رقصاً لممارستهم هذه الأفعال.

رقصة تشارلستون

ظهرت رقصة تشارلستون في الولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، وأصبحت رمزاً لعصرِ الجاز، وارتبطت بالشابَّات المتحرِّرات حديثاً، ذوات الشعر المتمايل والتنانير القصيرة، وتُعرف التشارلستون بحركاتها صعوداً وهبوطاً، وتدوير الأطراف، مع وضعها على الخصر. وقد كانت رقصةً شهيرةً في نوادي الشرب الأمريكية، أثناء فترة حظر الكحوليات في الولايات المتحدة، تُعبِّر عن إحساس التمرُّد وتفريغ الكبت.

وبعد اختراعِ رقصة تشارلستون مباشرة، انفجرت اتجاهات الرقص البديل في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، مع ظهور رقصات شهيرة، من بينها رقصة الجايف، ورقصة ليندي هوب، ورقصة جيترباج. 

واستُخدمت كلمة «جيترز» كثيراً ضمن ثقافة الجاز، كإشارة إلى الشخص المدمن للكحول. وعلى الرغم من انتشارها في أوروبا على يد القوات المسلحة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، تمتلك الكثير من هذه الرقصات أصولاً ممتدة من نوادي الجاز الأمريكية.

كذلك، تعرَّضت رقصة سوينغ لمعارضة كبيرة، إذ كتب دون غيلبرت، المُبشر والكاتب الأمريكي، عام 1942، كتيباً صغيراً بعنوان Hell Over Hollywood، شجب فيه رقصة جيترباج، لأنها رسَّخت سيطرتها غير الأخلاقية على حياة ومصائر الجزء الأكبر من الشباب الأمريكي.

3. رحلة إلى البرج

فتح برج بلاكبوول جناحاً صغيراً للرقص في عام 1894، إذ شملت قواعد الرقص بشكل عام أن يُمنع الرجال من الرقص إلا مع سيدة، وكان عقاب السلوك غير المنضبط الطرد الفوري، وفي عام 1899 وُسعت قاعة الرقص على يد المهندس الإنجليزي فرانك ماتشام، بهدف التنافس مع قاعة إمبرس التي أُنشئت في وينتر جاردنز بمدينة بلاكبوول.

وفي ديسمبر/كانون الأول 1956، تضررت قاعة الرقص بشدة بسبب حريق قيل إنه اشتعل بسبب سيجارة واليوم، ووفقاً لطاقم البرج، يزور أكثر من 650 إنساناً القاعة بشكل يومي للرقص.

4. الزي أيضاً يميز الرقص

تُميَّز الرقصات في كثير من الأحيان بأزيائها وليس بحركاتها فقط، فقد اكتسبت رقصة «راقصات التنورة» شهرة واسعة في ثمانينيات القرن التاسع عشر بين صالات موسيقى إنجلترا الفيكتورية. 

وكانت الراقصة كيت فون ومعها ليتي ليند أول مَن بدأتا هذه الرقصة، ومن ثم أخذت الرقصة طريقها للانتشار، وكان أهم ما يميزها لبس التنانير.

وأصبحت تنورة الموز التي ارتدتها جوزفين بيكر واحدة من أشهر أزياء الرقص على مدار التاريخ. وقد حظيت الفنانة جوزفين بيكر (1906-1975) بحياة استثنائية؛ فخلال الحرب العالمية الثانية خدمت المقاومة الفرنسية من خلال عملها كجاسوسة، ولعبت دوراً فعالاً ضد التمييز العنصري في أمريكا، علاوةً على جذبها لانتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب «تصريحاتها المضادة للولايات المتحدة» خلال كفاحها من أجل المساواة العرقية.

وعندما أطلقت بيكر رقصة تنورة الموز في عرض يدعى La Revue Négre بباريس عام 1926، أحدثت ضجة واسعة إذ ظهرت على المسرح مرتديةً تنورة مصنوعة من 16 موزةً ما لفت الأنظار إليها بشكل كبير. 

تسلية خطيرة

يصور فيلم They Shoot Horses, Don’t They؟ من إخراج سيدني بولاك عام 1969، ماراثونات الرقص الرهيبة في عصر الكساد «وهي فترة شهدت أزمة اقتصادية عالمية ضخمة بدأت من أمريكا في عام 1929، فقد استمر بعض المشاركين في الرقص حتى سقطوا ميتين. 

فقد مثَّلت هذه المسابقات التي انتشرت بشكل هائل بالولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، اختباراً لقوة التحمّل؛ وكانت أول امرأة سجلت فوزها فيها آلما كامينجز في عام 1923، والتي رقصت في قاعة رقص Audobon بنيويورك لمدة 27 ساعة متواصلة، مع 6 شركاء رقص مختلفين. 

رقص المتسابقون وتمايلوا ساعات طويلة، في سبيل الحصول على جائزة مالية أكبر، وصل بعضها في بعض الأحيان إلى 5000 دولار، بينما يشاهدهم الجمهور الساعي إلى التسلية في فترة كانت عصيبة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي فبراير/شباط 1932، حظر مسؤولون رسميون في واشنطن العاصمة ماراثونات الرقص أو «أي رقصة أو مسابقة يمكن أن تستمر مشاركة الفرد فيها لأكثر من 12 ساعة خلال 24 ساعة متصلة»، وتبعتهم في ذلك المزيد من المدن والولايات، من خلال سَنِّ قوانين تمنع بموجب القانون ماراثونات الرقص على أساس ضررها على الصحة.

الأبرز من ذلك كانت فعاليات عام 1518 فقد اكتظت السجلات بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر بتقارير عن أشخاص يجوبون وسط أوروبا وعرضها، ويرقصون وسط أعدادٍ غفيرة، حتى يسقطون ميتين من فرط الإرهاق في بعض الأحيان.

وقد قدمت العديد من التفسيرات لهذه الممارسات على أنها مرض اسمه اضطراب رقّاص سيندهام ويسبب التوتر الشديد.

اقترح تصحيحاً



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39