يوم توفي 183 طفلا بسبب الألعاب.. وغيروا إجراءات السلامة
يوم توفي 183 طفلا بسبب الألعاب.. وغيروا إجراءات السلامة

الأربعاء | 31/07/2019 - 09:00 صباحاً

خلال صيف عام 1883، اهتزت بريطانيا على وقع واحدة من أسوأ الكوارث بتاريخها الحديث. فخلال تلك الفترة، عاش البريطانيون على وقع تراجيديا مأساة مسرح فيكتوريا هول، قاعة فيكتوريا، (Victoria Hall) بساندرلاند التي أسفرت عن وفاة 183 طفلا دهسا واختناقا عقب عملية تدافع سريعة جاءت لتبرز ضعف إجراءات السلامة بالمنشآت العمومية البريطانية.

يوم 16 حزيران/يونيو 1883، تجمهر أكثر من ألف طفل تراوحت أعمارهم بين 3 و14 عاما بمسرح فيكتوريا هول بساندرلاند لمتابعة أحد العروض الترفيهية المقدمة للأطفال من السيد والسيدة فايز (The Fays) وبينما جلس بعضهم بالمقاعد قبالة خشبة المسرح فضّل كثيرون الجلوس بمقاعد العرض بالطابق العلوي. في الأثناء، سارت الأمور على ما يرام حيث تابع الأطفال العرض بشغف إلى حين انتهائه ووقوع الكارثة.

لوحة تجسد مسرح فكتوريا هول

صورة تبرز عملية تدافع الأطفال بمسرح فكتوريا هول

فمع انتهاء العرض، اتجه المسؤولون والممثلون لتوزيع عدد محدود من الهدايا، والتي كانت عبارة عن ألعاب، على الأطفال الحاضرين. ومع مشاهدتهم لعملية توزيع الألعاب على الجالسين بالمقاعد قبالة الخشبة، تخوّف الأطفال بالطابق العلوي من إمكانية نفاد الهدايا فهبّوا جميعا بكل عفوية نحو المدرج للنزول والحصول على حصّتهم من الألعاب.

في الأثناء، كانت معايير السلامة المتعارف عليها في وقتنا الحاضر شبه منعدمة، حيث عانى الباب أسفل المدرج من نقائص عديدة فكان بالإمكان فتحه باتجاه واحد نحو الداخل وقد لجأ المسؤولون لإغلاقه بشكل شبه كامل فتركوا فجوة صغيرة سمحت بمرور شخص فقط في الآن الواحد ومن خلال هذا الإجراء سعى العاملون بالمسرح لتشديد الرقابة على التذاكر بالمدخل وجعلوا بذلك من باب المدرج مصيدة مميتة.

ومع تهافتهم بالمئات على هذا الباب للنزول والحصول على الألعاب، وجد عدد هائل من الأطفال أنفسهم عالقين. وبسبب الازدحام الشديد والاكتظاظ والتدافع المستمر مع تواصل توافد الصبيان من الخلف، علق العديد من الأطفال المتواجدين على مقربة من الباب ووقع ما لم يكن في الحسبان.

صورة تبرز مسرح فكتوريا هول أثناء أحد العروض

صورة تخيلية لعملية جمع جثث ضحايا مأساة مسرح فكتوريا هول

ومع ملاحظتهم لما حصل، باشر المسؤولون بالمسرح بمحاولة تحرير الأطفال فلجأ عدد منهم لاستخدام مدرج ثان وصعدوا نحو الطابق العلوي ليباشروا بعملية إنقاذ الأطفال. وبالتزامن مع ذلك، أقدم رجل على سحب باب "مدرج الموت" بقوة وتمكن من خلعه ليشاهد بعينيه هول الكارثة عقب تساقط عدد كبير من جثث الأطفال الذين فارقوا الحياة إما دهسا أو اختناقا.

أسفرت هذه الحادثة التي انتهت بوفاة 183 طفلا عن حالة غضب واستياء بين البريطانيين الذين انتقدوا إجراءات السلامة الرديئة بالمسرح. فضلا عن ذلك، قدّمت الملكة فكتوريا تعازيها لعائلات الضحايا ووافقت على منحهم تعويضات استغلت لتأمين مراسم دفن الضحايا الصغار وتدشين نصب تذكاري لتخليد ذكراهم.

صورة للملكة فكتوريا

صورة تخيلية تجسد عملية عرض جثث ضحايا مأساة مسرح فكتوريا هول أمام ذويهم للتعرف عليهم

أيضا، أسهمت هذه الكارثة في تحسين إجراءات السلامة بالمراكز العمومية ببريطانيا فزودت تدريجيا بأبواب نجدة لتسهيل إخلائها وقت الحاجة كما ألهمت مأساة أطفال مسرح فكتوريا هول المخترع البريطاني روبرت ألكسندر بريغز (Robert Alexander Briggs) الذي تمكن من ابتكار عمود الدفع الحديدي لتسهيل فتح الأبواب بالمراكز العمومية.



التعليـــقات 
جميع التعليقات تعبر عن وجهة نظر اصحابها وليس عن وجهة نظر طقس فلسطين

النشرة الجوية
جاري التحميل ..
أحدث الاخبار
أوقات الصلاة
الفجر 04:38
الظهر 12:38
العصر 04:17
المغرب 07:12
العشاء 08:39